على مدى سنوات، يرزح العديد من الكوادر التربوية، ورواد التربية والتعليم، خلف قضبان المليشيا الحوثية الإرهابية، يعانون الوجع، ويكابدون مرارة التعذيب في السجون، ممن اختطفتهم المليشيات من أماكن أعمالهم ومنازلهم، بعد انقلابها على الشرعية واجتياحها العاصمة صنعاء.
حيث عمدت المليشيا إلى ارتكاب جرائم وحشية بحقهم وصلت إلى حدّ الإخفاء القسري، والحكم عليهم بالإعدام، ضمن سلسلة انتهاكات ممنهجة ضد شريحة المعلمين.
"سعد حسن محمد النزيلي" (54 عام)، واحدٌ من أولئك الكوادر التربوية والتعليمية والنقابية التي طالها الإجرام الحوثي في أمانة العاصمة عقب الانقلاب على الدولة، وما تزال مليشيا الحوثي ترفض الإفراج عنه، رغم المناشدات والنداءات التي تطلقها أسرهم ومختلف النقابات ومنها نقابة المعلمين.
وحسب مركز العاصمة الحقوقي، فقد اختطفت مليشيا الحوثي في منتصف شهر سبتمبر من العام 2016م، والذي توافق مع يوم "عرفة"، الاستاذ "سعد النزيلي" من شارع الستين، وبالتحديد من منطقة السنينة، وزجّت به في سجونها، لتمارس بحقه وحق المختطفين الآخرين من التربويين أبشع أنواع التعذيب.
وكان المعلم التربوي سعد النزيلي، يشغل منصب نقيب المعلمين اليمنيين بأمانة العاصمة صنعاء، بعد سنواتٍ من العطاء في المحافل التربوية، والمدارس التعليمية، وأسهم في تربية الأجيال وتعليمهم في مختلف المجالات.
شخصية مجتمعية
يقول مقربون، "إنّ المعلم سعد النزيلي كان من الشخصيات الاجتماعية التي تحظى بالقبول في وسط المجتمع وفي أماكن العمل التي شغلها خلال مسيرته التربوية والتعليمية، وكان مخلصًا في أداء عمله التربوي بالمدارس التي عمل بها في السنوات التي سبقت اختطافه من مليشيات الحوثي الإرهابية".
عاش النقابي النزيلي، حياته في خدمة المحتاجين ومساعدة المساكين، ولم يرد أحدًا طلب منه المساعدة، وله سمعته ومكانته الطيبة بين أفراد المجتمع.
حكم جائر
ويقبع المعلم "سعد النزيلي" نقيب المعلمين اليمنيين بأمانة العاصمة صنعاء منذ سبعة أعوام في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية ويواجه حكماً بالإعدام منذ العام 2019، وترفض المليشيا الإفراج عنه ضمن صفقات تبادل الأسرى والمختطفين.
ولم يكن النزيلي المعلم الوحيد التي نالت المليشيات الحوثية منهم خلال سنوات الحرب، لكنه أنموذجٌ للمعلم المختطف من بين مئات المعتقلين في زنازين المليشيا الذين نالوا النصيب الأكبر من همجية المليشيا وحقدها الدفين على التعليم والمعلمين.
وفي تقريرها الأخير وثقت "نقابة المعلمين اليمنيين" ما يزيد عن 621 حالة اختطاف وإخفاء قسري نفذتها مليشيا الحوثي بحق المعلمين اليمنيين، كما وثقت وفاة 14 معلماً في السجون الحوثية كان صالح البشري هو أول حالة وفاة سجلتها النقابة.
ووفق تقرير "النقابة" الذي أصدرته في العام 2021 فقد تعرّض 1579 معلماً وإدارياً في قطاع التعليم للقتل على أيدي الحوثيين، بينهم 81 مدير مدرسة، و1497 من المعلمين، كما تعرض 2642 معلماً لإصابات مختلفة على أيدي الميليشيا، نتج عن بعضها إعاقات مستديمة.
أخبار ذات صلة
الخميس, 26 مايو, 2022
تقرير حقوقي: مليشيات الحوثي قتلت 1580 معلما يمنيا في مناطق سيطرتها