شهدت محافظة مأرب، عرضاً عسكرياً مهيبا نظمته وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة ووزارة الداخلية، احتفاءً بأعياد الثورة اليمنية المجيدة (26 سبتمبر، 14 أكتوبر، 30 نوفمبر).
وجرى ذلك بحضور عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان بن علي العرادة، وعدد من أعضاء مجلس النواب ومحافظي محافظات ووكلاء وزارات ومحافظات وقيادات عسكرية وأمنية وشخصيات اجتماعية، وفق وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وشاركت في الاستعراض أمام المنصة وحدات رمزية من الجيش والأمن من مختلف التخصصات والتشكيلات وقوات مكافحة الإرهاب، ووحدات عسكرية من محافظة حضرموت، عكست المستوى العالي من التدريب والتأهيل والإعداد والتسليح والتطوير للمؤسستين العسكرية والأمنية.
كما شاركت في العرض سرايا رمزية من كلية الطيران والدفاع الجوي، والقناصة، والشرطة العسكرية والصاعقة والهندسة والاتصالات، ووحدة الطيران المسير، والمدفعية والمدرعات وكاسحات الألغام، إلى جانب القوة الصاروخية التي تشارك لأول مرة بوحدات رمزية، فضلا عن مشاركة وحدات رمزية من قوات الأمن الخاص، وحماية المنشآت والشخصيات، وقوات النجدة، والأمن العام.
وألقى اللواء العرادة كلمة، أكد فيها أن الثورة اليمنية انطلقت من أجل حرية الوطن وكرامة الإنسان وقضت على الاستبداد والاستعمار، وبددت ظلمات العهد البائد، وصنعت مجداً خالداً ليمن الإيمان والحكمة.
كما أكد أن الثورة أعادت لليمن مكانته التاريخية بين الشعوب، ولا تزال الثورة مصدر إلهام للشعب اليمني في نضاله اليوم ضد ميليشيات التمرد والإرهاب التي تريد لليمن التخلف والاستعباد والتبعية لإيران .
وقال العرادة مخاطبا القوات المسلحة، "أحييكم تحية الاعتزاز والتقدير وأنتم تواصلون مسيرة الكفاح على خطى الثوار الأحرار من أجل الذود عن الوطن والثورة والجمهورية، واستطعنا بفضل الله ثم بفضل بطولاتكم وتضحياتكم والتلاحم الشعبي الواسع تحقيق الكثير من الأهداف".
واستدرك،" كنتم وما زلتم تسطرون في جبهات العزة والشرف ملحمةٌ من ملاحم المجد، وترسمون بصلابتكم وصمودكم ملامح النصر، وتكتبون لوحةً نضاليةً في سِفر التاريخ".
وأكد العرادة إيلاء القيادة السياسية والحكومة التدريب والتأهيل للقوات المسلحة والأمن اهتماماً خاصاً لرفع كفاءة منتسبي الجيش والأجهزة الأمنية وتنمية مهاراتهم الفردية والجماعية وزيادة الفاعلية الميدانية في العمليات العسكرية والحرب الإلكترونية ومواكبة التطورات التقنية..
وقال عضو مجلس القيادة:" لسنا هنا في مقام الاستعراض، وليست هذه الفعالية للتباهي فإرادتنا الصادقة ومبادئنا العظيمة مصدر قوتنا، وتلك أعظم من السلاح والآليات العسكرية.. نحن نستمد قوتنا من الله أولاً ثم من جماهير شعبنا وثوابتنا الوطنية".
وأعرب العرادة عن الشكر والعرفان لتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية على مواقفهم التاريخية المشرفة تجاه إخوانهم من أبناء الشعب اليمني والتي تجسد متانة العلاقات الأخوية، مهيباً بالمجتمع الدولي أن يقوم بدوره تجاه تنفيذ القرارات الأممية ودعم اليمن في مختلف الأصعدة.
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن صغير بن عزيز، إن"وحدات القوات المسلحة والأمن هي امتداد أصيل ووفي لمؤسسة عسكرية تكونت من روح الشعب وظلت وستبقى جيش الشعب وحارس أحلامه وتطلعاته".
وأشار إلى أن المؤسسة التي يتسابق على التضحية في سبيل هذا الوطن قادتها وأفرادها، وأن في صفحات تاريخنا المشرقة وجوه قادة لن ينساهم التاريخ الذين عرفتهم ميادين التضحية والفداء.
وأضاف: أن "يوم 26 سبتمبر المجيد يتذكر فيه اليمنيون فصول الفداء الجمهوري ويستحضرون مآثر تضحيات ونضالات قادتهم الأبطال وملهميهم الأفذاذ الذين قضوا نحبهم في مواجهة الإمامة سابقاً ولاحقاً وتثبيت الجمهورية والدفاع عن ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين".
وأكد رئيس الأركان أن ثورة 26 سبتمبر و 14 اكتوبر أفرزت في مختلف مراحلها موروثا حضاريا وثقافيا يمنيا أصبح نهجا مقدسا وعقيدة راسخة في عقول وأبناء الشعب اليمني.
كما أكد أن محاولات تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية طمس معالم وشواهد ثورة 26 سبتمبر لإعادة عقارب التاريخ إلى الوراء تبوء بالفشل ولا يمكن أن يقبل اليمنيون بثقافة المليشيا العنصرية.
ولفت إلى أن "الحركة الوطنية اليمنية حركة أصيلة لها خلفية تاريخية قديمة وعريقة قَلَ أن نجد لها مثيلا بين نظيراتها كما أن أحداث الثورات المتعاقبة هو تاريخ لكفاح شعب ضد حكم طاغ مستبد تدثر بلباس الكهنوت، وجلد المواطنين بسوط الدين وألهب أجسادهم بعصا القداسة التي فرضها لنفسه عليهم وأصبغ عليها صبغة الله زوراً وبهتاناً".