أشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، الجمعة، بالشراكة اليمنية الأمريكية لحماية التراث اليمني العريق الذي يتعرض للتهديد بالنهب والسلب جراء ظروف الحرب المأساوية التي أشعلتها المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.
جاء ذلك خلال حفل استرداد قطعتين أثريتين يمنيتين نادرتين في متحف المتروبوليتان للفنون بنيويورك، وفق وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وعبر العليمي عن العرفان للحكومة الأمريكية، وجميع المؤسسات الثقافية والفنية والمدنية التي ساندت جهود الحكومة اليمنية لحظر استيراد وتصدير الممتلكات الثقافية بطرق غير شرعية، منوها بقرار الحكومة الأمريكية تجميد استيراد الأثار اليمنية في 2020، وصولا إلى التوقيع على اتفاقية حماية الأثار اليمنية الشهر الماضي.
وقال العليمي:"اليوم نشهد ثمار الاتفاقية التاريخية بين اليمن والولايات المتحدة حول حماية التراث اليمني التي وقعت الشهر الماضي في العاصمة واشنطن، وأسست شراكة حقيقية بشأن حماية التراث بين بلدينا وشعبينا الصديقين".
وأضاف، "شهدنا في العام الماضي استرداد 79 قطعة اثرية ومخطوطة قرآنية قديمة تم ضبطها من قبل السلطات الأمريكية وتسليمها للحكومة اليمنية ومن ثم إيداعها بصورة مؤقتة في متحف السميثسونيان بواشنطن".
واستدرك، "ها نحن اليوم نسترد قطعتين أثريتين جديدتين ونقوم بإيداعها بشكل مؤقت هنا في متحف المتروبوليتان الى حين إنهاء الانقلاب الحوثي الغاشم على الدولة الذي دمر وشرد أهلها وبدد ثرواتها وعرض تراثها وهويتها للخطر".
وأشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي بمبادرة متحف المتروبوليتان للفنون بالتواصل مع الحكومة اليمنية من اجل استرداد التراث اليمني الذي يعد حقا اصيلا للشعب اليمني العريق.
وحث بقية المتاحف العالمية والمؤسسات الفنية سواء في الولايات المتحدة الأمريكية او خارجها بأن يحذو حذو "المتروبوليتان"، وأن يقوموا بالمبادرة والتواصل مع سفارات اليمن في الخارج لإعادة ما تم نهبه من التراث اليمني بسبب ظروف الحرب والدمار الذي خلفه انقلاب المليشيات الحوثية على التوافق الوطني.
كما عبر عن الأمل بأن الشراكة المنبثقة عن الاتفاقية التي تم التوقيع عليها اليوم بين الحكومة اليمنية، ومتحف المتروبوليتان ستمثل خارطة طريق جديدة "لتأسيس مستقبل وشراكة فاعلة بين الشعب اليمني والمؤسسات الثقافية العالمية من أجل حماية التراث اليمني ورفع مستو الوعي للحد من استمرار نهب هذه الكنوز من بلادنا الحبيبة".
وأعرب العليمي عن سعادته بالمشاركة الواسعة في هذه الفعالية من المهتمين بالشأن اليمني وممثلين عن الحكومة الامريكية وأبناء الجالية اليمنية الكبيرة في الولايات المتحدة.
وخلال الحفل وقع سفير اليمن لدى الولايات المتحدة محمد الحضرمي، ومدير متحف المتروبوليتان ماكس هولن اتفاقية تعاون بين الجانبين تضمن استرداد القطع الأثرية اليمنية، ومواصلة العمل على حماية التراث الثقافي والحضاري العريق للشعب اليمني.
وكان المبعوث الاميركي الخاص تيم ليندركينج، ومدير متحف المتروبوليتان ماكس هولن، تحدثا بكلمتين ترحيبيتين، أكدا فيهما أهمية الشراكة الأميركية اليمنية في مجال مكافحة تهريب الأثار، وحمايتها.
كما أكدا حق اليمن في الحصول على القطعتين الأثريتين التي يعود تاريخهما الى الألفية الثالثة قبل الميلاد والعصر البرونزي، متى ما طلبت الحكومة الشرعية ذلك.
ويعد متحف متروبوليتان للفنون، أكبر متحف فنى في الولايات المتحدة، ويزوره في المتوسط أكثر من 5 ملايين شخص سنويا، وكان رابع أكثر المتاحف الفنية زيارة في العالم.
وتحتوى مجموعته الدائمة على أكثر من 2 مليون قطعة، مقسمة على 17 قاعة، تتكون من أعمال فنية من العصور القديمة، ولوحات ومنحوتات من جميع الأساتذة الأوروبيين تقريبا، كما يحتفظ المتحف بمقتنيات واسعة من الفن الأفريقى والآسيوى والأوقيانوسى والبيزنطى والإسلامي.
كما يضم المتحف مجموعات كبيرة من الآلات الموسيقية والأزياء، والاكسسوارات، بالإضافة إلى الأسلحة والدروع العتيقة من جميع أنحاء العالم.