كشف الباحث اليمني عادل دشيلة، عن وجود مخاوف حوثية من أي نشاط سياسي لحزب المؤتمر في صنعاء، مرجحاً أن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من التوتر بين الجانبين.
وأوضح دشيلة في تصريح صحفي، أن "الخلاف بين حزب المؤتمر والحوثيين موجود منذ البداية، لأن التحالف بينهما كان مرحلياً وصورياً، وليس استراتيجياً. ولذلك عندما تغلّبت جماعة الحوثي على المؤتمر عسكرياً بعد مقتل صالح أصبح الحزب مهمشاً بشكل أكبر وإن كان شريكاً أساسياً في سلطة الانقلاب في صنعاء".
وأضاف، في حديث لـ"العربي الجديد": "الحوثيون سيطروا على مؤسسات الدولة وهمشوا قيادات المؤتمر بصنعاء، مما جعل رئيسهم أبو راس يخرج بخطاب كان فيه نوع من الصراحة...، وحالياً العلاقة بينها ليست على ما يرام".
وأشار دشيلة إلى أن "الحوثي يتخوف من أي نشاط سياسي في صنعاء لحزب المؤتمر أو الأحزاب الأخرى، ويهاجم المؤتمر تحديداً، لأنه ما زالت لديه قيادات رفيعة المستوى موجودة في العاصمة اليمنية، ولذلك قد نرى ارتفاعاً في حدة الخطاب السياسي بين الحوثيين والمؤتمر مستقبلاً".
وأوضح أن "الحوثيين يريدون أن يكونوا الممثل الوحيد للمناطق التي تقع تحت سيطرتهم، وأن تكون القوى السياسية مجرد ديكور لا وجود فعلياً لها في الواقع السياسي، ولذلك عندما يأتي المبعوث الدولي يلتقي بالحوثيين فقط، وكذلك الوفد العماني أو السعودي".
وقال دشيلة إن "الحوثي لا يريد تفعيل دور المؤتمر في صنعاء، وهذا يعني أن الخلافات مفتوحة، وربما تقود إلى مزيد من التوتر بين الجانبين"، مستدركاً: "ولكن في نهاية المطاف، وفي ظل الوضع الحالي، لا يستطيع المؤتمر القول لا لجماعة الحوثي. ولكن لو حصلت تسوية سياسية قد يكون للمؤتمر دور كبير فيها، في حال أحسن ترتيب صفوفه الداخلية".
وخلال الأيام الماضية تصاعدت حدة الاتهامات والهجوم من قبل قيادات الحوثيين على حزب "المؤتمر الشعبي"، الجناح الحليف لهم في صنعاء، في الوقت الذي تتزايد فيه المطالبات لسلطات المليشيا بتحمّل مسؤوليتها تجاه رواتب الموظفين المنقطعة منذ ثماني سنوات في مناطق سيطرتها.
وأعلن حزب المؤتمر في صنعاء (الجناح الحليف للحوثيين) على لسان رئيسه صادق أمين أبو راس دعمه لمطالبات دفع الرواتب، واتهم الحوثيين بعدم الشفافية وقال إن "للمواطنين الحق في أن يتكلموا عن مرتباتهم لأنها حق، ويجب أن نفكر بأن نضع للموظف سنداً (شيك) بيده للمرتبات خلال السنوات الماضية، ومتى ما توفرت الموارد يستلمها".
في المقابل وصفت المليشيا المطالبين بالمرتبات بالحمقى والعملاء والخونة، وفيما بدى أنه رد ضمني على خطاب أبو راس قال القيادي الحوثي مهدي المشاط: "نتحمل الطعن في الظهر، وكل الدعايات التي تتلقاها آذان الحمقى والعملاء حفاظاً على الجبهة الداخلية"، على حد تعبيره.