رحّبت دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، الأربعاء، ببدء إجراءات الأمم المتحدة لتنفيذ خطة تفريغ حمولة النفط من الناقلة صافر إلى الناقلة البديلة "نوتيكا" قبالة اليمن.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، في بيان صحافي الأربعاء، إن "انطلاق خطة تفريغ خزان الناقلة صافر سيسهم في الحفاظ على البيئة البحرية، ويمنع حدوث كارثة بيئية في المنطقة في حال تسرب النفط الخام".
وأشاد البدوي "بجهود الأمم المتحدة والأطراف المعنية لحل هذه الأزمة التي استمرت سنوات، وبقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن على جهودهم لتسهيل عملية التفريغ للناقلة الجديدة (نوتيكا)".
ثمّن الأمين العام للتعاون الخليجي الدور الذي قامت به الدول المانحة بتوفير الدعم المالي اللازم لهذه العملية، متطلعاً إلى أن تتم عملية التفريغ للناقلة الجديدة بكل يسر وسلالة.
كما رحب الأمين لعام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، بالنجاح في بدء عملية تفريغ ناقلة النفط "صافر" المتآكلة في البحر الاحمر قبالة سواحل اليمن.
وقال أبو الغيط في بيان إن هذه العملية كانت ضرورية لتفادي كارثة بيئة بحرية "غير مسبوقة" مرحبا بكافة الجهود العربية والدولية التي أسهمت في هذه العملية "المهمة".
ودعا جميع الأطراف ذات الصلة للمساهمة في استكمال تمويل المبلغ المتبقي من أجل إنجاز مهمة تفريغ الناقلة بنجاح بما في ذلك تنظيفها من بقايا النفط وتفكيكها لتفادي المخاطر البيئية على نحو كامل.
وذكر البيان أن "عددا من الدول العربية قد ساهمت ماليا في عملية التفريغ وأن الحفاظ على سالمة البيئة البحرية في هذا الشريان الملاحي المهم تعد مسؤولية عالمية تقتضي تعاون جميع الأطراف القادرة على المساهمة".
ورحبت السعودية في وقت سابق الأربعاء ببدء الأمم المتحدة تنفيذ خطتها التشغيلية لحل مشكلة الخزان العائم “صافر” والبدء في تفريغ حمولتها من النفط الخام والمقدرة بـ1.14 مليون برميل من النفط الخام.
في السياق، قال وزير النقل اليمني الدكتور عبدالسلام حُميد اليوم، "نتابع باهتمام تصريحات امين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بشأن البدء منذ يوم أمس الثلاثاء بعملية تفريغ مليون ومائة الف برميل من النفط الخام، من ناقلة النفط صافر".
وأوضح حميد في تصريح لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) أن تلك الجهود الكبيرة من قبل الأمم المتحدة ستجنب اليمن كارثة بيئية كبيرة كانت متوقعة.
ولفت إلى أن الوزارة واللجنة الوطنية للطوارئ لمواجهة كارثة خزان صافر ووزارات النفط المعادن والخارجية والشؤون القانونية اسهمت بصورة ايجابية وفاعلة في التهيئة والترتيبات لهذا العمل الدولي الكبير بهدف تجنيب اليمن والإقليم والعالم كارثة خطيرة.
وثمن وزير النقل الأعمال التي قامت بها الأمم المتحدة وكللت بالنجاح بدايةً من التفاوض مع المليشيات الحوثية، مروراً بجمع التمويلات الدولية، إلى جانب توفير بديل للخزان المتهالك.
وأشار إلى أن السفينة صافر تستخدم كمنشأة لتخزين النفط، ولم يتم صيانتها منذ عام 2015، وذلك بعد سيطرة مليشيات الحوثي عليها، على الرغم من التحذيرات من أن الناقلة المتهالكة يمكن أن تتسبب في كارثة بيئية في البحر الأحمر.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت الثلاثاء أن بدء سحب النفط من الناقلة صافر إلى أخرى بديلة، مشيرة إلى أن العملية ستستغرق 19 يومًا.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في البيان "بدأت الأمم المتحدة عملية نزع فتيل ما قد يكون أكبر قنبلة موقوتة في العالم"، مضيفا "تجري الآن عملية معقدة في البحر الأحمر لنقل مليون برميل نفط من سفينة صافر المتداعية إلى سفينة بديلة".
وتأمل الأمم المتحدة أن تزيل العملية التي تبلغ كلفتها 143 مليون دولار، مخاطر وقوع كارثة بيئية قد تتسبب بأضرار بنحو 20 مليار دولار.
ترسو "صافر" التي صُنعت قبل 47 عاما وتُستخدم كمنصة تخزين عائمة منذ الثمانينات، على بعد نحو خمسين كيلومترا من ميناء الحُديدة الاستراتيجي الذي يُعد بوابة رئيسية لدخول الشحنات، غرب اليمن.
ولم تخضع "صافر" لأي صيانة منذ 2015 حين تصاعدت الحرب التي بدأت عام 2014 في اليمن بين الحكومة والحوثيين، مع تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية لمساندة السلطة المعترف بها دوليا.