أكد المركز الأمريكي للعدالة (ACJ)، أن محتوى المناهج التي تدرسها جماعة الحوثي للأطفال في المراكز الصيفية، وما تتضمنه من مفردات وتعاليم، تكرس ثقافة العنف وتقدس الموت وتدعو إلى العنف والكراهية والفرز المجتمعي.
وفي تقريره حول المراكز الصيفية التي تنظمها جماعة الحوثي خلال الإجازة الصيفة، والذي أسماه "صناعة العنف والكراهية"، استعرض المركز الأمريكي للعدالة ما يقدم للأطفال اليمنيين في هذه المراكز من خلال 7 كتب مكونة من 278 صفحة، بينها ثلاثة كتب من تأليف بدر الدين الحوثي، ومحمد بدر الدين الحوثي، واختصارات ملازم حسين بدر الدين الحوثي.
وذكر التقرير أن المناهج تخضع لتعديلات سنوية، ويتم تقسيم الملتحقين بالمراكز بحسب الفئات العمرية إلى ثلاثة مستويات (الأول، المتوسط، والعالي).
وأشار إلى أن مقررات المرحلة الأولى تتكون من مستويين: (التأهيلي الأول، لطلاب الصفوف الأول والثاني والثالث من التعليم الأساسي، والأساسي لطلاب الصفوف الرابع والخامس والسادس من مراحل التعليم الأساسي).
ووفقاً للتقرير يتلقى الأطفال دروسا في ثلاثة كتب، يحمل الأول اسم "صلاتي" يحرص مؤلفه على بيان مذهب جماعة الحوثي في عدد من المسائل بوصفه الصحيح وما دونه باطل ومحرف، وفي الثاني المسمى "القراءة والكتابة" يعزز المؤلف النهج الحوثي من خلال دروس كتابة وقراءة مفردات ومقولات تتضمن مصطلحات ودلالات طائفية.
كما يحتوي الكتاب على دروس قراءة وكتابة لشعارات جماعة الحوثي الطائفية ومواقفه من الجماعات الأخرى، وأنشطته الدعائية، وتحريض على العنف والقتل.
وأوضح التقرير أن مقررات المرحلة الثانية تتكون من مستويين: الأول لطلاب الصفوف السابع والثامن والتاسع من التعليم الأساسي، والثاني متوسط، والذي يشمل طلاب أول ثانوي وما فوق، وتتضمن مقررات هذه المرحلة دروساً حول هداية الأمة، والأمام علي وأهل البيت وما يجب في محبتهم وموالاتهم وطاعتهم، كأسباب للنصر على الأعداء، إلى جانب دروس من ملازم حسين بدر الدين الحوثي.
ووفقا للتقرير فقد خُصَّصت مقررات المستوى العالي لخريجي الثانوية، حيث يدرسون ثلاث كتب أهمها كتاب دروس في معرفة الله، وهو مختصر من محاضرات حسين الحوثي وتضمنت مقدمته الحث على جهاد الأعداء.
وبين التقرير أن المراكز تنقسم إلى نوعين؛ المفتوحة، وهي الغالبية العظمى ويتم فيها الاهتمام بالثقافة الجهادية التعبوية، والمشاركة في فعاليات ومناسبات جماعة الحوثي كزيارة مقابر قتلاها التي تسميها "روضات الشهداء"، والمراكز المغلقة وهي أشبه بمعسكرات التجنيد، ويتم فيها تهيئة الملتحقين بها بالتدريب على استخدام الأسلحة والأساليب القتالية، وتنفيذ الحملات عبر الإنترنت، ومشاهدة فيديوهات تحريضية ضد المناوئين لجماعة الحوثي.
وتطرق التقرير إلى أعداد المراكز الصيفية في صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا وأعداد الملتحقين فيها، خلال العام الماضي، مشيرا إلى نسبة تراجع كبيرة للإقبال على تلك المراكز في محافظة صعدة (معقل الحوثيين الرئيسي).
واتهم المركز الأمريكي للعدالة في تقرير جماعة الحوثي باستخدام المراكز الصيفية للتعبئة الطائفية وغرس سياسة الانتقام، لتحقيق أهدافها السياسية والعقائدية والعسكرية من خلال رفد جبهاتها بالمقاتلين من الطلاب الملتحقين بتلك المراكز، وأيضاً دفعهم للمشاركة في الفعاليات التي تخص الجماعة.
وأشار التقرير إلى عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة بنفسه بمتابعة إجراءات تنظيم المعسكرات الصيفية، والحث على المشاركة فيها، ومزاعمه أن تنظيم هذه المراكز يحصن للطلاب ضد كل ما هو دخيل على المجتمع حسب مزاعمه.
وتنفذ الجماعة دعاية مكثفة للدورات على جميع المستويات لمضاعفة المشاركين فيها، وأسست لها لجنة في وزارة التربية والتعليم التي تسيطر عليها في صنعاء تتبعها لجان إشرافيه وتنفيذية في المحافظات، وتشرك عقال الحارات والقرى وخطباء المساجد في الحشد، وتستخدم المدارس والمساجد كمقرات لها، لاستقطاب جميع الفئات العمرية من طلبة المدارس.