قال المبعوث الاممي هانس غروندبيرغ ان الوضع في اليمن لايزال "معقدا" وان التوصل الى اتفاق يفتح الطريق امام الاطراف للتفاوض امر ممكن لكنه ليس "سهل المنال".
وحث الوسيط الاممي في مقابلة مع شبكة تلفزيون الصين الدولية، الاطراف المتحاربة على تقديم تنازلات للوصول إلى اتفاق لوقف شامل لاطلاق النار والمضي قدمًا نحو إيجاد حل مستدام للنِّزاع.
واستعرض غرونبدبيرغ، الوضع في اليمن، مؤكدا أن الأوضاع لا تزال متردية وصعبة، ولا شك في أنَّ اليمن سيحتاج إلى الدعم من المجتمع الدولي في الفترة القادمة.
واستدرك، إلا أنَّنا السنة الماضية، رأينا تطورًا إيجابيًا على المسارين السياسي والعسكري، فقد أُبرِمَت هدنة قبل أكثر من سنة من خلال عملي أنا ومكتبي، وما زالت بنود الهدنة قائمة إلى حد كبير حتى هذا اليوم.
وقال: الفرصة متاحة الآن أمامنا إذا ما أحسنت الأطراف التدبير وشارك الجميع مشاركةً بنَّاءة. فيمكننا أن نخطو الخطوة القادمة للسعي إلى اتفاق يجمع االأطراف لتنفيذ هدنة أكثر تضافرًا وانتهاج خطوات نحو عملية سياسية ووقف لإطلاق النار في جميع أنحاء اليمن.
وشدد المبعوث الأممي على ضرورة ن يغتنم اليمنيون والمجتمع الدولي هذه الهدنة للمضي قدمًا.
تطورات ملحوظة
وأشار غروندبيرغ إلى أن هناك خطوات تم اتخاذها خلال الفترة الماضية أثبتت لليمنيين أنهم قادرون على تحقيق نتائج إذا اتفقوا. مؤكدا أن "الهدنة هي مثال مهم في هذا الصدد، لكن هناك أيضًا اتفاقيات أخرى أدت إلى نتائج".
وعدد أبرز هذه النتائج ومنها، إطلاق سراح المحتجزين قبل العيد مباشرة، وأعتقد أنَّ ذلك كان إنجازًا مهمًا بحد ذاته، وهو إنجاز مهم من الأطراف حيث أثبتوا للشعب اليمني أن بإمكانهم الاتفاق وأن الدبلوماسية ممكنة.
وأكد أن "الأمم المتحدة ستواصل عملها على إيجاد حل مستدام للنِّزاع"، معربا عن أمله "أن يتمكن، مع هذه النتائج، من المضي قدمًا والعثور على حلول ملموسة".
السلام ممكن لكنه ليس سهل المنال
ورأى المبعوث الأممي أن السلام في اليمن "أمر ليس سهل المنال"، بل يتطلب تقديم الطرفين للتنازلات للوصول إلى اتفاقية بذلك المستوى.
وقال، "نحن الآن في وضع تجري فيه مناقشات مستمرة على مستويات مختلفة لدعم جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة، وما أريد رؤيته أن تتحول هذه الجهود إلى وضع أشعر فيه أنني قادر على تقديم مقترح إلى الأطراف يمكنهم الاتفاق عليه ويسمح بإجراء مفاوضات من أجل وقف دائم لإطلاق النار، وذلك ممكن باعتقادي لكنَّه ليس سهلاً".
وأبدى المبعوث الأممى تحفظه فيما يتعلق بالسلام في اليمن، وقال: "أود أن أكون معتدلاً في تقدير ما يمكن للمستقبل أن يأتي به، إلا أنَّني أستطيع أن أقول إنني والأمم المتحدة لن ندخر جهدًا للوصول إلى ذلك ما في أقرب وقت ممكن".
شكل الحكومة المستقبلية
وفيما يتعلق بسؤال أن الحكومة في المنفى، قال المبعوث الأممي، "الحكومة موجودة في عدن، وهي ليست في المنفى"، مؤكدا أن "الوضع معقد وهو هكذا منذ سبع سنوات، إلاَّ أنني عند الحديث عن أول أولوياتي، فإنني أسعى إلى ضمان وصولنا إلى وضع تتفق فيها الأطراف على الدخول في عملية سياسية. مما يعني أن على الأطراف الاتفاق على نهج منظم لحل الخلافات عن طريق التفاوض".
وفيما يتعلق بالتشارك بالسلطة، أشار غروندبيرغ إلى أن هذا "سيكون جزءً من المفاوضات التي سوف تحدث"، مستدركا "لكنني لا أستبق أيًا من الحلول التي تريد مني الحديث عنها لأنَّ الأمر كله عائد إلى الطرفين وهما من يحدد الحلول من خلال التفاوض".
التقارب بين إيران والسعودية
ورحب المبعوث الأممي الى الاتفاق بين السعودية وإيران برعاية الصين، مؤكدا أن هذا "الترحيب ناتج عن إيماني بأنَّ اليمن له مصلحة في تعزيز قنوات الاتصال المفيدة والصحية، وتمتينها بين جميع جيران اليمن اذا أردنا دعم اليمن للخروج من التحديات الحالية".
وقال غروندبيرغ، "ولذلك أرى أنَّ ذلك الاتفاق بتجديد العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية لا شك في أنه سينعكس على دعم التقدم في المسار اليمني". مستدركا "لكنَّ الوضع، كما تحدثنا سابقًا، في غاية التعقيد ولا ينحصر ببساطة على العلاقة العامة بين إيران والسعودية، وبالتالي أعتقد أنه يمكن أن يساعد، لكنه لن يحل الوضع بالكامل. فحل النِّزاع هو أمر في يد اليمنيين في النهاية".
الدور الصيني في اليمن
وأكد أن حظي بدعم كبير من المجتمع الدولي ومن القوى العظمى بما فيها الصين والولايات المتحدة وروسيا وغيرهم خلال العامين الماضيين منذ تسلمه مهام المبعوث الأممي الى اليمن.
ويعتقد المبعوث الأممي، أنَّ المجتمع الدولي ينتهج مقاربة موحدة، فالجميع يرغبون برؤية حل للنزاع في اليمن. وبالحديث عن مقاربة الصين، أعتقد أنَّ الصين واحدة من القوى العظمى في العالم وعضو دائم في مجلس الأمن ويمكنها ممارسة الضغط أيضًا للتأكد من اتخاذ جميع الخطوات الضرورية ودعم الجهود المستمرة التي أبذلها والأمم المتحدة.
وأضاف، "وهذا ما أتحدث عنه مع المسؤولين الصينين هناك في بيجين وأتطلع إلى نتائج ملموسة لهذه التبادلات".
وكشف عن المناقشات التي أُجراها مع المسؤولين الصيينين، مؤكدا أنها "جزء من الجهد المستمر الذي أقوم به في محاولة للتأكد من أن الدعم الموحد الذي أتلقاه من المجتمع الدولي لا يزال قويًا قدر الإمكان، ومن المهم لي أن أشرح للمحاورين مثل الصين قراءتي للوضع وما ينبغي للجهود الحالية أن تركز عليه، وأن أتأكد من حصولي أيضًا على الدعم لهذه المقاربة منهم".
وأكد غروندبيرغ، أنه شعر بأنه محظوظ بهذا المستوى من الدعم من الصين، وكذلك من الآخرين، ومن الولايات المتحدة، ومن جميع أعضاء مجلس الأمن، مشيرا إلى أن ذلك سيمنحنه قدرة أكبر على تحقيق النتائج. وذلك هو جوهر النقاشات التي أنخرط فيها هنا في بيجين.
دور الصين الايجابي
ورحب بالتطورات الايجابية فيما يخص عودة العلاقات بين السعودية وإيران، داعيا في هذا الصدد الى عدم التسرع في التحليلات، والآمال المستقبلية حتى يتم التأكد من صلابة الأرضية التي يخطو عليها.
وأكد أن المنطقة العربية شهدت تطورا ايجابيا، وأن الدول في المنطقة بدأت تعبر عن رغبتها في حل خلافاتها بنفسها وهذا أمر مشجع. مؤكدا "أنَّ دور الصين إيجابي وعلينا أن نتأكد من إدامة الخطوات الإيجابية التي شهدناها".
الوضع الإنساني
وفيما يتعلق بالوضع الإنساني في اليمن، أكد غروندبيرغ، أن الوضع في اليمن صعب حتى قبل الحرب، وأول عهدي مع اليمن كان عملي هناك بصفتي دبلوماسي سويدي شاب في عامي 2007 و2008، وكان الوضع الاقتصادي في اليمن وقتها يعاني من تحديات. وكنت وقتها أعمل في السويد إنما ضمن سياق الاتحاد الأوروبي أيضًا، وكان من الواضح وقتها حاجة اليمن الماسة إلى المساعدة الحقيقية من المجتمع الدولي للتصدي إلى التحديات التي رأيناها وقتها.
وأضاف المبعوث الأممي، "حتى لو لم تكن هناك حرب، كان الوضع في اليمن صعبًا باعتباره من أفقر بلدان العالم. وقد تعرض لحرب منذ سبع سنوات، ولا شك في أن ذلك تسبب في معاناة إنسانية كارثية، وستبقى الحاجة قائمة لتقديم المجتمع اليمني الدعم إلى اليمن في المستقبل المنظور".
وأعرب عن تفاءله أن يسهم العمل المتواصل المبذول على المسار السياسي في تيسير الانتقال من الدعم الإنساني الصرف إلى التنمية بعيدة الأمد، مؤكدا أن هذا سيقدم مساعدة عظيمة لليمن.
وأشار إلا أنَّ حدوث ذلك مرهون باتخاذ الخطوات الجادة التي تحدثت عنها من قبل، وعملية انتقال والتزام من الطرفين نحو وقف إطلاق شامل للنار في عموم اليمن والدخول في عملية سياسية للحصول على ثقة المانحين في أنَّ التنمية ستكون ممكنة.
الصين وعملية السلام في اليمن
وعن الدور الصيني في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الصين قدّمت الدعم لليمن في بناء الطريق الرابط بين العاصمة صنعاء وميناء الحديدة في نهاية الخمسينيات، وهو الطريق ذاته الذي يسافر عليه، وهو خط مهم اليوم يربط البحر الأحمر بصنعاء.
واستدرك غروندبيرغ قائلا، "لكن من الواضح أنَّ الدعم سيحتاج ألّا يكون مقتصرًا بالضرورة على البنية الأساسية، بل قد يتعدى نطاق ذلك. ومجددًا، لا بد من التأكيد على أنَّ الدعم الجمعي والمنسق والمتماسك للمجتمع الدولي سيكون الأكثر أهمية مستقبلاً".
وقال، بصفتي ممثل عن الأمم المتحدة، سأشير إلى أنَّ مبادرة الأمن العالمية تؤكد دور الأمم المتحدة وتشير إلى رغبة الصين بدعم العمل الذي تتولاه الأمم المتحدة للترويج للسلام في العالم، وذلك شيء أرحب به وآمل أن نتمكن من البناء عليه.
أخبار ذات صلة
الجمعة, 12 مايو, 2023
المبعوث الأممي: تعز أكثر المحافظات اليمنية معاناة وفتح الطرقات سيبدأ منها
الخميس, 04 مايو, 2023
المبعوث الأممي: ما زلت ملتزماً بالتوصل لحل مستدام للنزاع يعكس إرادة الشعب اليمني