الحديدة..الفقر يدفع بمسن إلى الانتحار ومناشدات لإنقاذ السكان من المجاعة

[ مسن تهامي انهكه الفقر التعب ]

أقدم شخص في الستينات من العمر مساء اليوم الاثنين على الانتحار بشنق نفسه في منزله في مديرية الحوك بمحافظة الحديدة بعد تردي وضعه المعيشي والاقتصادي.

 

وقالت مصادر خاصة لـ"يمن شباب نت" أنه تم العثور على جثة شخص يدعى "أحمد عبدالله غريب" أب لسبعة أطفال, معلقاً في حبل ربطه في إحدى  زاويا منزله –المستأجر-قد فارق الحياة.

 

وبحسب المصدر أن سكان الحي هرعوا إلى منزل "غريب" بعد سماع صياح أطفاله وزحته فجدوه مشنوقاً داخل المنزل, وقد تم إبلاغ الأجهزة الأمنية التي هرعت إلى مكان الحادثة وقامت بإنزال الجثة وباشرت في التحقيق حول ملامسات الحادثة.

 

وبحسب مصدر أمني خاص لـ"يمن شاب نت" أن التحقيقات لا تزال جارية ولكن هناك أولية حصلنا عليها  تشير إلى أن المواطن "أحمد غريب" يعاني من ظروف اقتصادية  دفعت به إلى القيام بالانتحار, مؤكداً أنهم قاموا باستدعاء أقارب المنتحر للحصول  على أدلة كافية.

 

وبحسب مصادر مقربة أن المنتحر كان من أكثر الناس التزاماً وتعاملا واختلاقا غير انه في الفترة الأخيرة, كان يعاني من تدهور وضعه الاقتصادي, وأصبح غير قادر على توفير لقمة العيش لأطفاله بعد ان أصبح عاجزاً على الحصول على عمل يكفيه متطلبات البيت والأسرة من الدواء والغذاء.

 


ضيق المعيشة..
ويقول عبد الله محمد صديق المنتحر- أن صديقه "أحمد غريب" كان يعمل في مهنة الصيد, لكنه توقف عن العمل منذ أربعة أشهر نتيجة الأوضاع وقلة الأرباح".

وأضاف في حديث لــ "يمن شباب نت" أن صديقه حاول الاستمرار وتراكمت عليه الديون التي حاول يغطي بها الخسائر التي لحقت به في الفترة الاخيرة لعلة ان يعوض, لكن الامر ازداد سوءاً فأصبح غير قادر على دفع الديون المتراكمة وشراء الديزل لقارب الصيد الذي كان يستأجره.
وأشار إلى ان " وضع "غريب" المعيشي إزداد سواً فاضطر الى التوقف عن العمل, فأصبح عاطلاً في بيته عن العمل, وغير قادر على دفع ايجار منزله الكائن بمديرية الحوك الذي يستأجره, ناهيك انه يعول سبعة أطفال".

وناشد عبد الله  "الخيرين إلى التدخل لمساعدة أسرته المواد الغذائية ودفع الديون المتراكمة عليهم".


سياسية التجويع ..
وتنتهج ميليشيات الحوثي وصالح  سياسية التجويع ضد سكان محافظة الحديدة الساحلية رغم الإيرادات التي ترفدها لخزينة الدولة, حيث أصبح معظم سكانها يعيشون تحت خط الفقر .
وتسببت المضايقات التي تفرضها الميليشيات إلى توقف الكثير من مزاولي المهن إلى التوقف, على الرغم من أنها تعتبر مصدر رزق لهم ولأسرهم .
ودفعت هذه المضايقات -المتمثلة في فرض رسوم جباية تحت ما يسمى بـ"المجهود الحربي" الذي يمولون جبهاتهم القتالية- بالكثير من أرباب الأسر إلى رصيف البطالة يفتك الجوع بهم وبأطفالهم.

 


زيادة نسبة البطالة ..
أصبح الكثير منهم على رصيف البطالة بعد توقفهم عن مزاولة مهنهم  مثل "الصيد والحرف اليدوية والمشغولات " جراء المضايقات التي يتلقونها من الميليشيات وفرض اتاوات عليهم تحت ما يسمى بـ"المجهود الحربي"


وساهمت الخطوات التي اتخذها عدد من التجار ومالكي المصانع في محافظة الحديدة مؤخراً في زيادة نسبة البطالة بالمحافظة بعد قاموا بالاستغناء عن عشرات العمال لتفادي الخسائر التي يتكبدونها جراء المضايقات التي تفرضها عليهم الميليشيات على البضائع المستوردة وفرض رسوم وجباية تحت مسميات متعددة, حيث يقول أحد التجار ان الميليشيات وصل بهم الحد إلى اخذ المفاتيح مننا واخذ مبالغ مالية من الخزنة في المحل وتحت تهديد السلاح حد تعبيره.

 

وتمادت الميليشيات في فرض حصار على سكان السهل التهامي بصورة غير مباشرة, حيث أوقفت منظمات عاملة في الجانب الاغاثي والإنساني  والصحي عن أنشطتها التي تسهم في الحد من انتشار الإمراض وتخفف من معاناة السكان, كما أوقفت الكثير من المشاريع الاغاثية والصحية, حيث أصبح الوضع ينذر بكارثة حقيقية في السهل التهامي في ظل صمت المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية.

 

 

الفقر دافع للانتحار..
وبحسب مراقبين فإن سبب حالات الانتحار في محافظة الحديدة التي يقطنها أكثر من مليونين وستمائة ألف نسمة، وتعيش نسبة كبيرة منهم تحت خط الفقر، عائد إلى تردّي الأوضاع الاقتصادية وانعدام أبسط أسباب الحياة الكريمة في ظل سيطرة ميليشيات الحوثي والمخلوع، وهو ما يشكل أكبر دافع للانتحار.

 

ويهدد الجوع والمرض عشرات الأسر في السهل التهامي  بمحافظة الحديدة, حيث يعاني معظم أطفال هذه الأسر من سوء التغذية الحاد والوخيم دون ان تحرك سلطة الامر الواقع –ميليشيات الحوثي والمخلوع- ساكناً سوى تسيير القوافل الغذائية إلى جبهاتهم القتالية التي يتم نهبها من المحلات التجارية بالقوة.

 

ويناشد سكان تهامة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية إلى تدخل عاجل وسريع لإنقاذ السكان وإيقاف همجية الميليشيات التي عاثت في تهامة فساداً وعبثت بمقدراتها وتسببت في تجويع السكان.

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر