ناشد عشرات الطلاب اليمنيين العالقين داخل السودان، المجلس الرئاسي اليمني، بالعمل على سرعة إجلائهم، وذلك بعد تعرض سكنهم في منطقة شمبات بحري بالخرطوم للقصف، وتدهور أوضاعهم الإنسانية، في الوقت الذي تحدثت الخارجية اليمنية عن تشكيل خلية أزمة لمتابعة رعاياها.
ومنذ 15 أبريل/ نيسان الجاري، تشهد عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.
وقالت منظمة سام للحقوق والحريات، إنها تلقت نداءات استغاثة من عدة طلبة وأفراد يمنيين عالقين داخل السودان يطالبون بسرعة إجلائهم وذلك بعد تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية إزاء الاشتباكات الدائرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
ودعت المنظمة في بيان لها، الأطراف الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة والمجلس الرئاسي اليمني للتنسيق من أجل ضمان حياة الرعايا اليمنيين داخل السودان وسرعة إجلائهم.
وبيّنت المنظمة أنها تلقت نداءات مختلفة من طلاب عالقين داخل سكن طلابي والمسمى سكن المعالي في شمبات بحري؛ ونقلت عن أحد الطلاب القول: "إننا ننادي نداء استغاثة لمن يهمه أمرنا في الحكومة وقيادة المملكة السعودية والأمم المتحدة وجميع منظمات المجتمع الدولي إلى ضرورة مساعدتنا بشكل عاجل والتواصل مع الأطراف المعنية من أجل إجلائنا على وجه السرعة".
وأضاف أنهم "يعانون بشدة بسبب تعرض سكنهم للقصف الشديد بجميع أنواع الرصاص والهاون ويعانون من أوضاع إنسانية صعبة ومن نقص في الإمدادات الإنسانية ولا يوجد لديهم طعام أو شراب وأنهم يخافون على حياتهم بعد انقطاع طرق المواصلات في المناطق التي يتواجدون بها".
وأوضحت "سام" أن اتساع مسرح الاشتباكات بين طرفي الصراع في السودان، أثر على عشرات المقيمين اليمنيين، ونقلت عن أحد المواطنين العالقين في مناطق الاشتباكات القول: "نعاني من أوضاع إنسانية صعبة حيث لا يوجد كهرباء ولا مياه ونحاول التواصل مع الجهات المعنية لكن دون جدوى".
وذكر شاهد العيان في إفادته "حاولنا التواصل مع السفارة وعلمنا أن هناك بعض الملحقين محاصرين في مناطق الاشتباكات والبعض الآخر غير متواجد ولا يمكن الوصول إليه، الأمر الذي زاد من صعوبة وصولنا إلى أحد الأطراف الرسمية من أجل مساعدتنا".
واختتمت "سام" بيانها بدعوة الأمم المتحدة والمجلس الرئاسي بسرعة التحرك والتنسيق مع الجهات الرسمية في السودان من أجل متابعة أوضاع الأفراد والطلاب اليمنيين في السودان لا سيما العالقين في مناطق الاشتباكات وتأمينهم في مناطق آمنة وتمهيد إجلائهم لليمن، مشددة على أهمية تغّليب طرفي الصراع في السودان لصوت الحكمة ووقف القتال الفوري وتجنيب المدنيين النتائج غير المتوقعة لاستمرار القتال واستخدام القوة العسكرية.
في السياق أعلن وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أحمد عوض بن مبارك، أن وزارته وبالتنسيق مع السفارة في الخرطوم شكلت خلية أزمة لمتابعة أوضاع الجالية اليمنية في السودان.
جاء ذلك خلال مكالمة هاتفية مع رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، كُرس لمناقشة أوضاع الجالية اليمنية في جمهورية السودان الشقيقة، والاجراءات الحكومية المتخذة لتأمينهم، حسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
وحسب الوكالة فقد وجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي بمضاعفة الجهود، والمتابعة المستمرة، لضمان أمن وسلامة أبناء الجالية اليمنية في السودان، وتقديم كامل الرعاية الممكنة لهم.
وعرض بن مبارك، جهود وزارة الخارجية وشؤون المغتربين المنسقة مع السفارة في الخرطوم، لوضع المعالجات والترتيبات اللازمة، لضمان أمن الجالية والعمليات التي تمت لنقل عدد من الأسر والطلاب إلى أماكن أكثر أمانا.
وأشار وزير الخارجية في هذا السياق أيضا إلى تشكيل خلية أزمة لمتابعة الوضع على مدار الساعة، ودراسة المقترحات وتقديم التوصيات العاجلة والعمل على تنفيذها خدمة لأبناء الجالية اليمنية في السودان.
وبدأت السبت، عمليات إجلاء رعايا عدد من الدول العربية والأجنبية، وسط تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" في محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة الخرطوم، رغم هدنة إنسانية معلنة بين الطرفين لمدة 3 أيام بمناسبة عيد الفطر.