دعا المركز الأمريكي للعدالة (ACJ)، إلى إجراء تحقيق عاجل ومحايد في حادثة التدافع التي شهدتها العاصمة اليمنية صنعاء خلال توزيع مساعدات مالية في إحدى المدارس، الخميس، وتسببت بسقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى؛ خصوصا والمعلومات تشير إلى تسبب إطلاق نار بوقوع الحادثة.
وأعرب المركز عن بالغ أسفه وحزنه الشديدين بسبب الحادثة المأساوية التي قال إنها "تشير إلى كارثية الأوضاع الإنسانية التي تعيشها البلاد بسبب الحرب، وما آلت إليه أوضاع اليمنيين بفعل ممارسات جماعة الحوثي التي أوقفت رواتب الموظفين العموميين وتسببت في شلل الحياة الاقتصادية بفعل الجبايات والإتاوات والتضييق على التجار ورجال الأعمال، ما أسفر عن اتساع رقعة البطالة وارتفاع أسعار السلع الأساسية".
وأوضح أن جماعة الحوثي لم تكتفِ بكل تلك الممارسات؛ "بل اتجهت إلى احتكار الأعمال الخيرية ضمن أنشطة هيئات وكيانات تنشئها لتبرير ممارساتها، وألزمت التجار ورجال الأعمال بتوريد ما يقدمونه من أموال للأعمال الخيرية والإغاثية إلى تلك الهيئات والكيانات".
وأشار بيان المركز الأمريكي إلى أن كل هذه الممارسات دفعت آلاف اليمنيين إلى أوضاع مأساوية وتسببت في لجوئهم إلى التسول وانتظار الإحسان والتزاحم على أبواب من يقدمون المعونات برغم ضآلتها، ما مثل إحدى أكبر عمليات إهدار الكرامة المشهودة في العصر الحديث.
ولفت إلى أن حادثة التدافع في صنعاء، "تعيد التذكير بجريمة إحراق اللاجئين الأفارقة قبل عامين في أحد مراكز الاحتجاز التابعة لجماعة الحوثي، والتي تنصلت منها الجماعة تماما برغم مسؤوليتها الواضحة عنها".
ونبّه إلى أن طريقة تعامل جماعة الحوثي مع هذه الحادثة وغيرها يكشف عن مدى "استهتارها المطلق بحق الحياة والسلامة الجسدية، وهي المتهمة على الدوام بارتكاب جرائم متعددة ومتنوعة وخطيرة".
وشدد على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بالعمل على إنهاء المأساة الإنسانية في اليمن بشكل عاجل، وإيقاف تدهور الأوضاع المعيشية، وإنجاز عملية سلام عادلة وسريعة تعيد الاستقرار وتسمح للمجتمع باستعادة أنشطته الاقتصادية وممارسة حياته بما يحفظ له كرامته واعتباره.
وطالب المركز المجتمع الدولي بإنشاء لجنة لإجراء تحقيق عاجل ومحايد، والكشف عن كل الملابسات التي أدت إلى هذه المأساة، وإحالة المسؤولين المباشرين وغير المباشرين إلى المساءلة، ومنع إفلاتهم من العقاب.
وليلة الأربعاء/ الخميس، قتل وأصيب أكثر من 400 يمنيا في مدرسة معين بمنطقة باب اليمن وسط تضارب الأنباء عن سبب الحادث، بين ماس كهربائي، أثناء تدافع المواطنين، وتساقط الأمطار، وبين اتهامات للحوثيين أن الحادثة كانت بسبب تفريقهم للمواطنين المتجمعين عبر إطلاق الرصاص الحي.
ووفقاً لوكالة "فرانس برس" بلغت الحصيلة النهائية لحادثة التدافع 85 قتيلاً فيما أصيب أكثر من 322 آخرون بجروح بينهم 50 في حالة حرجة، فيما قالت ميليشيا الحوثي أنّ 78 توفوا و77 أصيبوا بجروح.