تنتشر الأخبار الزائفة أسرع بـ6 مرات من الأخبار الصحيحة، ويقبل الناس أثناء الأزمات والكوارث على تداول الأخبار الكاذبة ومشاركتها دون تدقيق، فهل كل ما ينشر عن زلزال سوريا وتركيا حقيقة؟
 
وتابع برنامج "شبكات" بقناة الجزيرة، حقيقة بعض الفيديوهات المتداولة عن زلزال سوريا وتركيا على مواقع التواصل الاجتماعي وتحقق من صحتها، حيث انتشر على المنصات مقطع فيديو تحت عنوان "تسونامي صغير يضرب الساحل الشرقي لتركيا وشمال سوريا"، لكن تبين أن الأمر لا يتعلق بتسونامي في سوريا وتركيا، بل هو ملتقط من سواحل مدينة سان دييغو في ولاية كاليفورنيا الأميركية لعاصفة سببت أمواجا عالية في يناير/كانون الثاني الماضي.
 
كما تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي فيديو آخر نشر تحت عنوان "انفجار محطة نووية في تركيا إثر الزلزال المدمر"، علما أن هذا المقطع حصد 1.5 مليون مشاهدة، ولكن ثبت أنه لم يحصل أي انفجار نووي كما تم الترويج لذلك في المقطع، ومحطة تركيا النووية قيد البناء ولا تعمل ولم تتضرر، أما الفيديو المنشور فيعود لأحداث انفجار مرفأ بيروت عام 2020.
 
وكمثال أخر على الأخبار الزائفة انتشر بشكل كبير على مواقع التواصل فيديو تحت عنوان "لحظة انهيار مبنى سكني بفعل الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا"، وشاهده الآلاف الذين صدقوا أن هذا الانهيار حدث في الزلزال، ولكن الحقيقة هي أن الفيديو قديم ويعود للحظة انهيار مبنى في فلوريدا بالولايات المتحدة قبل عامين.
 
زلزلة للنفوس
وتفاعل المغردون بشكل كبير مع تداول هذه المقاطع، إذ شدد الناشط عبد الباسط الشاجع على الرعب الذي تزرعه في النفوس وكتب " الأخبار الزائفة والشائعات التي تنتشر بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات الأخبار في لحظات الكوارث والحروب والنوازل تعمل على إرعاب الناس وبث الهلع في صفوفهم، آثارها أقسى عليهم من الزلازل والحروب في معظم الأحيان".
 
وربط المغرد أيهم بين الأخبار الزائفة وغيات التربية الإعلامية وقال "أعتقد أن غياب مفهوم التربية الإعلامية والمعلومات لدى البعض يقودهم لاستخدام مغلوط لشبكات التواصل الاجتماعي، مما ينتج عنه ممارسات عديدة مثل التنمر وتداول الأخبار الزائفة وتناقل الإشاعات".
 
أما المغردة وداد فوصفت هذه المقاطع بالكارثية، وقالت "كمية المقاطع والأخبار اللي انتشرت -وهي غلط- كارثية، وكل ما يكون في كارثة بيصير هيك، والله صار لازم نوقفهم عند حدهم".
 
كما اعتبر الناشط ظافر محمد العجمي أن هذه المقاطع تزلزل النفوس وتبث الهلع، وعلق قائلا "اهتزت الأرض بسكانها بتركيا وسوريا وانتهت، ليتفرغ الضحايا للدمار والخسائر الهائلة، ثم بدأ المرضى من خلف أجهزتهم ببث زلزال الأخبار الزائفة والشائعات والصور والفيديوهات المريعة لإرعاب الناس وبث الهلع، فزلزلت النفوس".
 
حجب تويتر
وبسبب الأخبار الزائفة حجبت الحكومة التركية منصة تويتر لأكثر من 12 ساعة في تركيا، وأعيد تشغيل المنصة فجر اليوم الخميس، لكن معارضين أتراكا يقولون إن الحجب جاء بسبب انتقاد طريقة إدارة الحكومة للكارثة وفضح تقصيرها، فضلا عن أن تويتر وتيك توك يستخدمان من أناس تحت الأنقاض لطلب العون.
 
وعن هذه الخطوة، قال عمر فاتح سايان نائب وزير النقل والبنية التحتية التركي "تحدثت مع المسؤولين في تويتر وذكرتهم بمسؤولياتهم تجاه بلادنا بعد هذه الكارثة، نتوقع مزيدا من التعاون في مكافحة المعلومات المضللة".
 
بدوره، كتب مالك موقع تويتر الملياردير الأميركي إيلون ماسك "الحكومة التركية أبلغت الشركة أنها ستعيد تمكين الوصول الكامل إلى منصة تويتر في البلاد قريبا".
 
(الجزيرة نت)