يمتلك المجتمع اليمني عادات وتقاليد شعبيه ظلت بعضها صامده تواجهه التمدن وتحظى بالانتشار والاستمرارية في مناطق الريف اكبر تمركز للسكان اليمني، فيما تعرضت بعضها للاندثار والنسيان.
"أمير العيد" تعتبر أحد هذه العادات والتقاليد الشعبية القديمة التي لها حضور لافت في أجزاء واسعه من مديريات محافظة الضالع جنوب اليمن.
أمير هذا العيد في الضالع
هذا العام - وكالمعتاد – شهدت مدينة الضالع ثلاثة أشخاص (يؤدي هذه اللعبة ثمانية اشخاص في الغالب) وقد غيروا أشكالهم وأزيائهم، ولبسوا أقنعة، وجزء من جلود أضاحي العيد، وقد تحركوا وخلفهم الناس والأطفال في القرى خلال ايام عيد الأضحى، يرسمون البهجة في مشاهد ومواقف فكاهية أقرب ما تكون إلى الخيال والخرافة.
مرح شعبي ومعالجات إجتماعية
وتعليقا على هذه العادة، أعتبر الصحفي والأديب "توفيق المريسي"، أن فكاهة "أمير العيد" هي جزء من المرح الشعبي بالعيد، يتم من خلالها معالجه الكثير القضايا والسلبيات بطريقه فكاهية، في الوقت الذي تنمي فيه روح الترابط والتواصل بين أفراد المجتمع الواحد.
ويوضح المريسي، في حديث خاص لـ"يمن شباب نت"، أن القضاء على العصبيات والمناطقية بين المواطنين – على سبيل المثال – تندرج ضمن اهداف هذه الفكاهة.
وإذ يرى أنه من الصعب ترك هذه العادة وقد اصبحت شيء من فرحه العيد، فإنه يعتقد أيضا أن ممارستها في هذه الفترة بمثابة تأكيد السكان على الصمود وانتزاع الفرحة رغم الحرب التي تشهدها جبهات الضالع في مواجهة مليشيات الانقلاب، وفي ظل الأوضاع والظروف التي يعيشها اليمن
ومع أن هذه العادة تعتبر قديمة في مدينة الضالع، إلا أن إحيائها هذه المرة كان له مذاق آخر. حيث تتحول بعض العادات والتقاليد أيام العيد إلى وسيلة المواطنين في تخيف كوابيس الحرب التي زرعتها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح بحقهم.