تمثل مديرية صرواح الواقعة غرب محافظة مأرب أهمية استراتيجية تتعدى المحافظة من حيث أن السيطرة عليها يؤمنها كليا من مخاطر مليشيات الحوثي وصالح إلى أنها تعبد الطريق للتقدم لاستعادة العاصمة من جهة الشرق.
وخلال الأيام الماضية تمكنت قوات الجيش والمقاومة من السيطرة على أغلب المديرية في عملية أطلقت عليها اسم" نصر2"، بدأت في الـ5 من سبتمبر الجاري، وهي مستمرة حتى استكمال تحرير المديرية، بحسب تصريحات القيادات العسكرية.
وعلى مدى عام ظلت المعارك فيها بين كر وفر وتوقف فترة ثم العودة للقتال، حتى جاءت العملية الأخيرة التي تؤكد المعطيات الميدانية وتصريحات المسؤولين أنها لن تتوقف حتى استعادتها كاملة وتأمين المحافظة من خطر الصواريخ التي يطلقها الحوثيون من فوق جبالها.
عملية حاسمة
شاركت في هذ العملية عدة ألوية عسكرية فضلا عن المقاومة، حيث تم حشد عشرات الآليات والمدرعات العسكرية، لاقتحام المدينة من خلال ثلاثة محاور: الأول، من اتجاه "جنوب كوفل" باتجاه "أتياس"، والثاني، من "شمال شرق كوفل" باتجاه المصنع. والمحور الثالث، من "غرب معسكر كوفل" "اللواء 312" باتجاه حزم الحقيل.
وخلال ساعات تمكنت هذه القوات بدعم من طيران التحالف من السيطرة على المطار الترابي الذي كان يستخدمه الجنود المصريون إبان تواجدهم في ستينات القرن الماضي، ومواقع جبال أتياس و"التبة الحمراء" و"التبة السوداء" وبدأت بالتقدم في "وادي الربيعي"، بالإضافة إلى قطع خطوط إمداد المليشيات.
وأكد قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء عبدالرب الشدادي، أن "العملية العسكرية لتحرير مديرية "صرواح" تسير وفقاً للخطة المرسومة والمرحلة الثانية للعملية قيد التنفيذ"، ولم يُفصح عن تفاصيل أكثر حول المرحلة الثانية.
الأهمية الاستراتيجية
تكمن أهمية صرواح في كونها محاذية لمديرية خولان التابعة لمحافظة صنعاء، وما إن تستكمل قوات الشرعية تحريرها حتى تنتقل معارك التحرير إلى الأطراف الشرقية الجنوبية للعاصمة، ناهيك عن أن تحريرها يؤمن ظهر جبهة "نهم " والتي تدور فيها مواجهات ضارية وإزالة الخطر على قوات الشرعية فيها بشكل كامل.
ويقول الخبير العسكري، علي الذهب، إن صرواح تعد إحدى بوابات العاصمة صنعاء في أقصى الشرق، وبوقوعها في أيدي الشرعية يزول التهديد الذي كانت تمثله على مأرب.
وأضاف في تصريح خاص لـ" يمن شباب نت" أنه مع افتراض سيطرة الجيش الوطني على المناطق الواقعة على الطريق الممتد منها باتجاه العاصمة، فان ذلك سيعمل على الحد من تحرك الحوثيين باتجاه البيضاء وشبوة، وسيمهد ذلك للانتقال إلى مناطق أقرب إلى صنعاء، تمهيدا لتحقيق التنسيق والتعاون لخوض معركة السيطرة على العاصمة بالإحاطة بها من عدة جبهات.
وأشار إلى وجود أهمية اقتصادية لصرواح، تمثلها التحكم بوسائط نقل الطاقة التي تمر عبر أراضيها، إلى رأس عيسى، في البحر الأحمر.
في المقابل، تشكل المديرية التي تحتوي على عدة تلال صغيرة، أهمية بالغة بالنسبة للمليشيا، إذ استخدمتها لإطلاق صواريخ كاتيوشا باتجاه مركز مدينة مأرب، ويوجد بها أربعة ألوية تابعة للحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ومطار يمكن استخدامه لأغراض عسكرية وحتى مدنية، كما كانت مقر لإدارة عملياتهم العسكرية في مأرب، وشبوة، والجوف، وحضرموت.