أكد الرئيس عبدربه منصور هادي أن الشرعية ستظل ـ ومن موقع القوة والمسئولية ـ في مربع الايجابية في كل الظروف، مطمئنا اليمنيين أن ذلك لن يكون على حساب خياراته وكرامته وشرعيته ولن نقدم اي تنازل يسيء له او يمس ثوابته وتضحياته.
جاء ذلك في كلمة له وجهها للشعب اليمني بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك والتي قال فيها ان " هذه المعركة ليست خيارنا ، فلقد فرضها تحالف الخيانة والغدر بين المخلوع والحوثي عندما انقلبوا على الدولة ورفضوا الاجماع الوطني الذي توافقت عليه كافة مكونات الشعب و المتمثل بمخرجات الحوار الوطني ، واسقطوا العاصمة واهانوا القوات المسلحة والأمن ودمروا نسيج المجتمع".
وأضاف " اننا اليوم وفي خضم الانتصارات التي يجترحها شعبنا الصابر ، لعلى ثقة بأنها اخر معارك اليمن وبوابته نحو الحلم الكبير والغاية السامية، وان هذه التضحيات الباسلة لن تورث لشعبنا الا عزة وكرامة ومجدا في اليمن الاتحادي المرتقب ، مشروعنا الاتحادي الكبير الذي ينهي الاقصاء والتهميش والظلم ويحتكم للتوزيع العادل للسلطة والثروة ويستند لمبادئ الحكم الرشيد ويجد كل يمني من تهامة الى المهرة ومن صعده الى سقطرى ذاته وحقوقه ، وتحفظ له مصالحه وطموحه".
وفيما يلي نص الخطاب :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الامين.
في البداية أتوجه لحجاج بيت الله بخالص التهنئة على أدائهم لمناسك الحج.. هذه العبادة العظيمة والركن الخامس من أركان الإسلام الذي نتعلم منه الصبر والمصابرة وطلب العفو والمغفرة. وبالمناسبة أتوجه بكامل التقدير لخادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة على كل التسهيلات التي قدموها ويقدمونها لحجاج بيت الله الحرام وبالتحديد لما قدموه من تسهيلات للحجاج اليمنيين في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا اليمني.
أيها الشعب اليمني الكريم ..اهنئكم بعيد الأضحى المبارك ، عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير، يحل هذا العيد على وطننا الحبيب ونحن بين أمل وآلم ، الأمل الذي تعززه كل جبهات البطولة والفداء الصامدة في وجه الانقلابيين وتضحيات شعبنا العظيمة من أجل استعادة الدولة ودحر الانقلاب.
فمن الجنوب الذي سجل ابناءه أنصع الصفحات وأغلى التضحيات لتطهيره من المليشيات الانقلابية مرورا بتعز ومأرب والبيضاء والجوف وصنعاء و إب والحديدة و حجة.
فلقد هزم ابطالنا في محافظة تعز جحافل الانقلابيين وطردوهم خارج المدينة وكسروا همجية السلوك الظالم، وفي مارب الحضارة والتاريخ يسطر رجال الجيش الوطني ملاحم البطولة والنضال ، مارب التي لا تقبل ثقافة الإمامة والسلالة والكهنوت والهمجية ، فتلك صرواح تسجل بأحرف من نور انتصاراتها، ولقد كانت الجوف على موعد مع ميادين الشرف والرجولة فدحرت المعتدين وصنعت الانتصار.
وها هو العيد يأتي والنصر أقرب الى جبهة الحق والشرعية والهزيمة مكتوبة على جبين المعتدين .
أيها الشعب اليمني العظيم
هذه المعركة ليست خيارنا ، فلقد فرضها تحالف الخيانة والغدر بين المخلوع والحوثي عندما انقلبوا على الدولة ورفضوا الاجماع الوطني الذي توافقت عليه كافة مكونات الشعب و المتمثل بمخرجات الحوار الوطني ، واسقطوا العاصمة واهانوا القوات المسلحة والأمن ودمروا نسيج المجتمع ، وفي الوقت الذي كان الجميع يمد لهم يد السلام والحوار كانوا يطلقون الرصاص على الجميع ويحاصرون المدن ويعتقلون مسئولي الدولة ويعيثون في الأرض فسادا ، وانقلبوا على حلم اليمنيين في بناء اليمن الجديد ، يمن العدالة والكرامة والحرية ، يمن المساواة والتوزيع العادل للسلطة والثروة ، اليمن الاتحادي الجديد الذي ترجمته مسودة الدستور الجديد التي انقلبوا عليها ، رغبة منهم في استمرار مصالحهم واستمرار استحواذهم على مقدرات البلد ونهب خيراته واذلال الشعب اليمني العظيم .
فلم يكن أمام شعبنا الشجاع من خيار سوى أن يدافع عن الدولة والوطن وعن الاجماع الوطني وعن احلامهم في اليمن الجديد، عن كرامته وعزته وارضه ، فخاض أفضل المعارك وأشرف الحروب .
ايها اليمنيون الكرام جميعا ..
اننا اليوم وفي خضم الانتصارات التي يجترحها شعبنا الصابر ، لعلى ثقة بأنها اخر معارك اليمن وبوابته نحو الحلم الكبير والغاية السامية، وان هذه التضحيات الباسلة لن تورث لشعبنا الا عزة وكرامة ومجدا في اليمن الاتحادي المرتقب ، مشروعنا الاتحادي الكبير الذي ينهي الاقصاء والتهميش والظلم ويحتكم للتوزيع العادل للسلطة والثروة ويستند لمبادئ الحكم الرشيد ويجد كل يمني من تهامة الى المهرة ومن صعده الى سقطرى ذاته وحقوقه ، وتحفظ له مصالحه وطموحه ، وانني ادعو أساتذة الجامعات ورواد الفكر القيام بعمل ندوات تعريفية عن اليمن الجديد الذي حمله مشروع الدستور الجديد المستمد من مخرجات الحوار الوطني ، التي جاءت بعد دراسات معمقة ومكثفة لمشكلات اليمن على امتداد الستين السنة الماضية ، حتى يعلم الشعب اليمني ان اليمن الجديد الذي كنا نعمل من اجلة ، هو اليمن العادل الذي لاظالم فيه ولا مظلوم ، هو يمن البناء والنماء والرخاء ، ومن هنا أتقدم لدولة الامارات العربية المتحدة ولأخي الشيخ محمد بن زايد بالشكر والتقدير لاستضافتهم لجنة اعداد الدستور لمايقارب خمسة اشهر لصياغة مسودة الدستور الجديد .
يا أبناء شعبنا اليمني الصابر
يأتي هذا العيد على شعبنا اليمني وهو يعيش ظروفا صعبة وقاسية ، خلفتها آثار الحرب المدمرة المفروضة على شعبنا نتيجة نهب مقدرات الدولة والعبث بالبنك المركزي اليمني وتآكل الاحتياطي النقدي الأجنبي وتغييب العملة المحلية وفتح تجارة السوق السوداء وتموين الحرب الظالمة من عرق الشعب اليمني ونضاله وحقوقه.
لقد توقفت عجلة التنمية وضربت المؤسسات الاقتصادية وكافة أجهزة الدولة وانهارت العملة المحلية وارتفعت معدلات البطالة والتضخم وأغلقت المصانع ومؤسسات القطاع الخاص كل ذلك نتيجة سيطرة المليشيات الانقلابية على العاصمة والعبث بموارد الدولة والمضايقات والتصرفات غير المسئولة التي يمارسونها وصار الشعب اليمني اليوم كله تحت تهديد الفقر والبطالة والجوع.
هذه التداعيات الاقتصادية الخطيرة كان لها أثر بالغ على الأمن وعززت من وجود جماعات العنف والإرهاب التي تستغل الفاقة والفقر لدى الناس وتنشط لتجنيدهم ضد الوطن حتى تحولت هذه الجماعات الإرهابية الى تهديد حقيقي فرض على الدولة ان تخوض حربا لتطهير المدن من هذه الفئات الضالة في أبين وقبلها في المكلا وغيرها ولله الحمد فقد حققنا انتصارات متتالية في ذلك بالشراكة مع التحالف ولازلنا مصممون على مواجهة تلك الجماعات المتطرفة دون تراخي.
إن شعبنا اليوم أكثر إدراكا من اي وقت مضى بأن سبب كل هذا الدمار الاقتصادي والتخريب السياسي والتفكك الاجتماعي وسوء الخدمات الاساسية كان سببه الأساس أطماعا شخصية حالمة بالعودة الى الحكم عبر الكهنوت الإمامي او عبر التوريث العائلي الذي رفضه شعبنا وقاومه بكل وسائل المقاومة والنضال، فالشعب اليمني أكبر من ان تهزمه سلالة او عائلة او منطقة او حزب او طامح مغرور.
ايها الشعب العظيم .. ايها الاخوة والاخوات الكرام ..
ها نحن اليوم نحتفل بعيد الأضحى المبارك في ظل تحسن ملحوظ للأوضاع المعيشية والأمنية في محافظة عدن وبعض المناطق في الجنوب وفتح جزئي للحصار عن تعز وهذا التحسن بالمقارنة بفترات ماضية ، ونؤكد لأبناء شعبنا ان عزمنا ومعنا كل الأحرار والمناضلين سيستمر حتى نستعيد الدولة المنهوبة ونبسط الامن على كل شبر في ربوع وطننا الكبير ونعيد الخدمات لأبناء شعبنا و ستكون اليمن كل اليمن كما يشهد لها التاريخ ، أرض الخير والعطاء والتسامح والوفاء والبطولة .
يا أبناء شعبنا الكريم .... ايها اليمنيون الشرفاء في الداخل والخارج
اننا اليوم اذ نحتفل بعيد الاضحى الذي يصادف شهر سبتمبر نتذكر بفخر واعتزاز امجاد اليمن ونضالات ابطالها في مقاومة ومناهضة الاستبداد الامامي المتخلف الذي اثقل كاهلنا قرونا طويلة ، والذي كانت فيه ثورة سبتمبر المجيدة ، ونحن نتذكر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر اليوم لندرك جيدا ان الانقلاب الرجعي والتحالف المشبوه والمشؤوم بين الحوثي وصالح ليس سوى النسخة الاخيرة من نسخ الامامة البالية والقبيحة التي دمرت اليمن واعاقت مشروع الدولة وعززت ثقافة الكراهية والتبعية .
يا ابناء شعبنا العظيم
في هذه المناسبة الاسلامية العزيزة نجدد الفخر والاعتزاز بعمقنا العربي والاسلامي، ونؤكد أن اليمن لن تنسلخ من جلدها العربي وثقافتها الاسلامية الأصيلة لصالح ثقافة دخيلة على شعبنا وتاريخنا، وأن اليمن لن يكون إلا في إطاره الصحيح ومحيطه المناسب وعمقه الأصيل ، ولن تفلح كل محاولات إيران وحلفائها لتحويل اليمن الى ساحة ابتزاز للجيران والاقليم أو ليكون موقعا للتهديد تستخدمه القوى الإرهابية لإزعاج العالم .
إن اليمن بعد عاصفة الحزم وإعادة الأمل اصبح اكثر التحاما بمحيطه الاقليمي مدركا لعمقه الاستراتيجي و مستوعبا لموقعه الجغرافي ، وبهذه المناسبة الكريمة أعبر عن الشكر والعرفان لأشقائنا الذين لم يتخلوا عنا وكانوا كما عهدناهم وعند رهاننا عليهم ، فلولا مساندة اشقائنا واهلنا لكانت اليمن اليوم يمنا آخر ، ومن هنا نوجه التحية والتقدير والشكر لأخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحكومته وشعبه العظيم ولرئيس وحكومة وشعب الامارات العربية المتحدة وكل اهلنا في مجلس التعاون الخليجي والتحالف العربي.
يا ابناء شعبنا اليمني الكريم
لقد قلنا دائماً اننا دعاة سلم وسلام ، ورواد محبة ووئام ، ورعاة حوار وتشاور ، ويؤلمني ويؤلم كل يمني حر كل قطرة دم تسفك هنا او هناك ، فأنا مسئول عن كل اليمن ارضاً وشعباً من اناه الى أقصاه ،ولا احمل في قلبي الا هموم شعبي ووطني ورغبتي في ان أرى بلدي تنعم بالرخاء والأمان، ورغم ما نعلمه من قبح وسوء نية الانقلابيين ومن يقف معهم من حلفائهم في ايران وجماعات ارهابية خارج اليمن إلا اننا استمرينا نتعامل بإيجابية وصبر مع كل الجهود الأممية وقدمنا الكثير من التنازلات حرصا على السلام وحقن دماء شعبنا وتخفيفا من أوجاعه ، وتابع شعبنا جهودنا الأخيرة في الكويت الشقيق والتي اثبتنا خلالها لشعبنا والعالم حرصنا على السلام الدائم والشامل ، وفي المقابل مراهقة وانتهازية وطيش الانقلابيين واستهتارهم بمصير الشعب ومستقبل اليمن ، وتغليبهم لمصالحهم الضيقة والسيئة على مصالح شعبنا ،وهذا ليس غريب عليهم فقد تنصلوا عن مخرجات الحوار الذي كانوا مشاركين فيه واعطينا لهم كل ما طلبوه من مطالب حرصاً منا على تجاوز الماضي والتوجه نحو البناء والمعالجات.
ونؤكد اننا سنظل ومن موقع القوة والمسئولية في مربع الايجابية في كل الظروف، لكننا نطمئن شعبنا الصابر والمرابط ان ذلك لن يكون على حساب خياراته وكرامته وشرعيته ولن نقدم اي تنازل يسيء له او يمس ثوابته وتضحياته، وفي الوقت نفسة نقدر جهود الأمم المتحدة لإحلال السلام في اليمن فإننا ندعوها للغوص في تفاصيل الأسباب والجذور التي انطلق منها الانقلابيون ووضع المقترحات والرؤى لمعالجة تلك الأسباب والجذور وليس لمعالجة النتائج فقط ، حتى نضمن جميعاً معالجات مستدامه وهنا اجدد شكرنا وتقديرنا لأخي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت ولحكومته وشعبة الأصيل على استضافة المشاورات اليمنية ، لإيقاف نزيف الدم اليمني.
يا شعبنا الكريم :
إننا نعمل بإصرار كبير وبالتعاون مع الحكومة برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر لتجاوز كل الصعوبات في مختلف المستويات وتوفير الامكانيات المتاحة لتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين في كل اليمن وتعزيز حضور الدولة في المناطق المحررة وبناء المؤسسات الامنية والخدمية، ولقد وجهت الحكومة بكامل قوامها بالاستقرار الكامل والنهائي في الداخل لتخفيف معاناة المواطنين وحل مشكلاتهم ، فالتحديات كبيرة ولكن الاصرار والتحدي وعزائم الرجال المخلصين ووحدة الصف ستقضي على كل تلك التحديات .
يا شعبنا الكريم: ثقوا إن الحق معنا والنصر لنا والهزيمة لهم وسيعلم الذي ظلموا اي منقلب ينقلبون .
اكرر التهاني بالعيد السعيد سائلا الله ان يعيده بالنصر والخير ، اخص بالتهنئة اسر الشهداء الابطال وكذا الجرحى والمعتقلين والمرابطين من ابناء الجيش والمقاومة ، الرحمة والخلود للشهداء، الشفاء والعافية للجرحى ، الحرية للأسرى والمعتقلين ، النصر للمرابطين. التحية والتهنئة لكل ابناء شعبنا اليمني الكريم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته