مع انهيار الهدنة باليمن وتجدد المخاوف من امكانية عودة القتال بشكل شامل، يعتزم نواب أمريكيون مضاعفة تحركاتهم في الكونجرس بهدف تمرير قانون 'سلطات الحرب' الذي ينهي دعم واشنطن لحرب السعودية باليمن.
ووقعت أكثر من 100 منظمة أمريكية على رسالة الأربعاء الماضي، تدعو المشرعين الأمريكيين إلى دعم قرار سلطات الحرب الذي يهدف إلى منع المشاركة العسكرية الأمريكية في حرب التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، ووفق ما نقل موقع «Middle East Eye» البريطاني.
وجاء في الرسالة "مر ما يقرب من شهرين منذ انتهاء الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن، والعنف على الأرض يتصاعد، ولا توجد آلية رسمية تمنع العودة إلى حرب شاملة".
وأضافت الرسالة: "في محاولة لتجديد هذه الهدنة وتحفيز المملكة العربية السعودية على البقاء على طاولة المفاوضات، نحثكم على إصدار قرارات صلاحيات الحرب لإنهاء المشاركة العسكرية الأمريكية في حرب التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن".
وقد أدى وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة والذي بدأ سريانه في أبريل/ نيسان إلى انخفاض حاد في الأعمال العدائية، وانتهت الهدنة في أكتوبر تشرين الأول. لكن وعلى الرغم من أن القتال لا يزال متوقفا إلى حد كبير، إلا أن هناك بعض الاضطرابات.
ففي أكتوبر / تشرين الأول، هاجم المتمردون الحوثيون في اليمن ميناء نفطيا جنوبيًا، مستهدفين ناقلة 'نيسوس كيا 'التي ترفع علم جزر مارشال، في ميناء الشحر، على بعد حوالي 550 كيلومترًا جنوب العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
كذلك، استمرت الأسلحة الأجنبية في التدفق إلى اليمن. ففي وقت سابق من هذا الشهر، قالت الولايات المتحدة إنها ضبطت مليون طلقة ذخيرة إلى جانب صمامات صاروخية ووقود دافع تم تهريبها على سفينة صيد من إيران إلى الدولة التي مزقتها الحرب.
يتفق الجميع على أن الحوثيين يتحملون المسؤولية عن الكثير من أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في اليمن اليوم، حيث جاء في الرسالة أن استمرار دعم الولايات المتحدة لحرب السعودية يعزز رواية الحوثيين عن التدخل الأجنبي في اليمن، بحيث يقوض قدرة أمريكا على العمل كوسيط موثوق به بين الأطراف المتحاربة.
وقد جعل بايدن إنهاء الدعم الأمريكي لحملة الحرب السعودية سمة مركزية في سياسته الخارجية كمرشح رئاسي. في عام 2021، أعلن أن واشنطن ستنهي دعمها لعمليات الرياض الهجومية.
تم استقبال الإعلان في البداية بشكل إيجابي من قبل الأعضاء التقدميين في حزب بايدن، لكنه ترك أسئلة مفتوحة حول ماهية "الدعم الهجومي".
وقال السناتور الأمريكي بيرني ساندرز، أحد رعاة القرار، لموقع The Intercept يوم الاثنين إنه يأمل في رفع التشريع للتصويت عليه الأسبوع المقبل. وقال ساندرز إنه يعتقد أن لديه الأصوات اللازمة لتمرير القرار.
وتراجعت العلاقات بين الرياض وواشنطن إلى أدنى مستوياتها التاريخية، مع وجود خلافات حول الحرب في أوكرانيا، ومؤخراً، حول سياسة الطاقة.
وفي أكتوبر، دعا السناتور بوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، الولايات المتحدة إلى تجميد جميع جوانب التعاون مع المملكة العربية السعودية، بعد دعم المملكة لخفض أسعار النفط أوبك.