أثارت دعوة محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، للقوى السياسية في الجنوب لسرعة تشكيل ما أسماه" كيان سياسي" قراءات متباينة بين ما اعتبرها خطوة ضمن الترتيب للانفصال وبين من وضعها في سياق محاولة هروبه للتغطية من فشله بتوفير الخدمات الأساسية لسكان المحافظة.
وجاءت دعوة الزبيدي على هامش مؤتمر صحفي عُقد اليوم السبت، في مديرية التواهي، قال فيها إن" الفرصة سانحة ليعبر الجنوبيين عن خياراتهم السياسية وتطلعاتهم وأن يكونوا طرفا في المعادلة السياسية في البلاد بعد ما حققته المقاومة من انتصارات".
وبناء على ذلك، اقترح إعلان كيان سياسي في المحافظات المحررة يكون ممثلا لهم في أي مفاوضات قادمة وفي الحكومة، ودعا الرئيس عبدربه منصور هادي ودول التحالف إلى دعم توجهات الجنوبيين في هذا التوجه.
مراحل الانفصال
وفي تعليقه على دعوة الزبيدي، قال الكاتب والمحلل السياسي، ياسين التميمي، إن هذه الدعوة "مرحلة من مراحل الاعداد لفك الارتباط التي تتم للأسف تحت الاشراف المباشر للتحالف العربي أو لبعض دول التحالف، أو في ظل التغاضي المقصود أو غير المقصود من التحالف".
لكن الكاتب قلل في تصريحات خاصة لـ" يمن شباب نت" بأهمية وجدوى دعوة كهذه بالنظر إلى التباين الهائل في المنطلقات السياسية والايديولوجية والجهوية للقوى المؤثرة في الجنوب، ولهذا لن تكون سوى صرخة في الفلاة، حتى لو تم توظيف الثقل السياسي والعسكري للتحالف.
من جانب آخر، رأى التميمي الدعوة تعبيرا عن" مدى تشظي النخبة السياسية الجنوبية، وتنعي الحراك الذي يبدو انه استنفد دوره دون ان ينجح في تأمين أرضية سياسية مشتركة للفعاليات الجنوبية التي تعاني من حالة استقطاب حاد أكثر بكثير من تلك التي تتعرض لها النخبة الشمالية".
هروب من الفشل
أما المحلل السياسي، عبدالرقيب الهدياني، فيرى أن ما أعلنه محافظ عدن لا يعدو كونه مادة للاستهلاك الاعلامي ولا معنى لدعوته كونها لم تأت بإعداد مسبق ومن جهات جنوبية ذات وزن بالشارع.
وفي تصريحات خاصة لـ" يمن شباب نت"اعتبر الكاتب هذه الدعوة محاولة من المحافظ للهروب إلى الأمام وإلهاء الشارع العدني الذي يطالبه بتحسين الخدمات المتردية بجدل سياسي لامعنى له.
وأضاف: الدعوة لتشكيل مجلس سياسي عبر الشرعية والتحالف أراد بها جرهم من مربع المطالبة بالخدمات إلى الانشغال بجدل سياسي اسمه مكون جنوبي يمثل الجنوب في أي استحقاق سياسي قادم.
وعن موقف الشرعية والتحالف منها، أكد أنها لن تسمح بتقسيم اليمن بين مجلس سياسي في صنعاء يقوده الانقلابيون وآخر في الجنوب.