في مدينة يسيطر عليها المتمردون الحوثيون منذ أكثر من عام ونيف, باتت السكينة حلماً يراود سكان محافظة الحديدة(غرب اليمن) خصوصاً مع اقتراب موعد عيد الاضحى المبارك.
يشكو سكان المدينة الساحلية من منغصات تفرضها الميليشيات الانقلابية عكرت اجواء فرحتهم بقدوم العيد وحرمتهم من التسوق الذي تحرص فيه الاسر في كل عام على شراء احتياجات وملابس العيد وألعاب الأطفال.
لا شيء هنا يبدوا جميلاُ كما كان, فالأسواق التي كانت تكتظ بمرتاديها قبيل الاعياد اصبحت تفتقر للمتسوقين الذين يأتون إليها من عدة مناطق على مستوى الريف التهامي, نتيجة الانتشار الكثيف لمسلحي الميليشيات داخل الاسواق واطلاق الرصاص بشكل عشوائي الامر الذي زاد من حدة المخاوف لدى المواطنين والاعتكاف في منازلهم.
استياء شعبي
في غضون ذلك، عبر سكان محليون لـ"يمن شباب نت" عن استيائهم الشديد من تدهور الوضع الأمني منذ سيطرة المتمردين الحوثيين على مدينتهم الساحلية، وأشاروا إلى أن انتشار الميليشيات الحوثية هذه الأيام بأسلحتها في شوارع المدينة قتل فرحة التسوق التي تسبق عيد الأضحى المبارك، لدى الأطفال.
ومع اقتراب موعد العيد، كثف المسلحون الحوثيون انتشارهم في جميع مداخل ومخارج الأحياء السكنية بالحديدة، وكذا مداخل ومخارج المحافظة لترويع السكان بصورة استفزازية ومقيتة.
وكانت مدينة الحديدة ,قبلة المتسوقين من مختلف المناطق في السهل التهامي والمحافظات المجاورة (ريمة- المحويت- حجه- ومناطق وصاب غرب مدينة ذمار), وذلك لكثرة المولات والاسواق التي تباع فيها الملابس والالعاب والاحتياجات المنزلية والمكسرات.
وتفرض الميليشيات الانقلابية والموالين لهم على التجار ورجال الأعمال في المحافظة, إتاوات ماليه تدفع شهرياً كدعم للمجهود الحربي وتنتشر عناصر مسلحة محسوبة عليهم في الاسواق والمولات التجارية لجمع هذه الاتاوات من الزوار والمتسوقين تحت تهديد السلاح.
نهب المواطنين
يقول المواطن "يحيى سمن " أن الوضع اصبح لا يطاق نتيجة الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي آلت إليها البلاد في ظل سيطرة الميليشيات التي تبث الرعب في اوساط المواطنين, وفاقمت من حجم الكارثة على السكان عندما فرضت عليهم ما يسمى بـ"المجهود الحربي" لتمويل جبهاتهم القتالية دون مراعاة للأوضاع الصعبة والفقر الذي انهك معظم الأسر .
وأضاف "سمن" ان معظم الاسر لم تذهب للأسواق خوفاً من عناصر الميليشيات الذين ينتشرون بشكل كثيف داخل الاسواق واحياناً يطلقون الرصاص الحي عشوائياً, مما يؤذي المارة والمتسوقين, الامر الذي دفع بكثير من الاسر الاعتكاف في منازلهم حفاظاً على سلامتهم.
من جهته عبر المواطن " علي حنينه" عن استيائه من تجول المسلحين الحوثيين بأسلحتهم الخفيفة والثقيلة في الشوارع والاسواق هذه الأيام، مما خلق رعبا لدى الأطفال, وأضاف: "بعدما عكروا حياتنا عبر انتشارهم الكثيف وتجولهم في المدينة بأسلحتهم واستهدافهم العشوائي للمواطنين، يريدون الآن أن يقتلوا فرحة العيد التي ينتظرها أطفالنا, وقال أيضا: "لا ندري ما نقول لأطفالنا عندما يسألوننا عن سبب تجول هؤلاء بالأسلحة, مشيراً بقوله "نحن في إقليم تهامة نعيش على عكس طريقتهم، فنحن لا نعرف لغة السلاح ولا نتجول به". وطالب "حنينه"، عبر "يمن شباب نت", الحكومة الشرعية بوضع حل لتدهور الوضع الإنساني وضرورة تقديم المساعدات اللازمة وإنهاء وجود المسلحين الحوثيين وكل المسلحين من تهامة ككل لتعود الحياة كما كانت.
وتتجه الميليشيات الانقلابية هذه الأيام نحو الاسواق العامة والحدائق والمتنزهات والاماكن المكتظة بالسكان, هروباً من المواقع الأمنية والعسكرية التي تقع تحت سيطرتهم وأصبحت هدفاً رئيسياً لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية, وهو ما بث الرعب واقلاق السكينة العامة لدى المواطنين, خوفاً من اصابتهم بمكروه اثناء تواجد الميليشيات في هذه الاماكن التي تكون مزاراً للعديد من الاسر قبيل الاعياد, الامر الذي ساهم في انخفاض نسبة الاقبال على الاسواق والمولات قبيل موعد عيد الأضحى المبارك.
غياب الفرحة
وعلى عكس الاعياد في السنوات الماضية, تتلاشى فرحة السكان في مدينة الحديدة الساحلية هذه الايام, حيث يؤكد المواطنون هنا، ان فرحتهم مرهونة بدحر هذه العصابات الاجرامية التي سرقت البسمة من شفاه أطفالهم والمعهودة لديهم في مواسم الاعياد, مؤملين من الجيش الوطني سرعة الحسم العسكري وتطهير اراضي تهامة من عبث الميليشيات.