أكدت الحكومة اليمنية، أن التعامل الدولي مع ملف حصار تعز والدعوات لفك الطرق إليها، لا يرقى إلى مستوى معاناة أبنائها، مؤكدة أن مليشيا الحوثي تتعامل مع المدينة التي يسكنها خمسة مليون مواطن، بمنظور عسكري.
جاء ذلك على لسان وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك، في مقابلة مع "النهار العربي"، على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت.
وحذّر الوزير من أن "التعنت الكبير" الذي تبديه ميليشيا الحوثي في محادثات فك الحصار عن تعز، يهدد بإطاحة الهدنة الأممية.
وقال: "هناك تعنت كبير من ميليشيا الحوثي في شأن قضية كبرى مثل حصار مدينة فيها أكثر من خمسة ملايين مواطن لأكثر من سبع سنوات، وفك الحصار هو أحد العناصر الرئيسية للهدنة. نؤكد حرصنا على احترام الهدنة والتعاطي معها كمساحة أمل ونافذة للسلام، ولكن استمرار تعنت ميليشيا الحوثي يهدد الهدنة تهديداً كبيراً جداً".
وانتقد الوزير بن مبارك تعامل المجتمع الدولي مع ملف حصار تعز، وقال: "بقيت تعز منسية لفترة طويلة، مناقشة مسألة فك الحصار بدأت منذ 2015 وبحثت في محادثات استوكهولم، ولكننا لم نتقدم إنشاً واحداً صوب الحل، وبقي المجتمع الدولي صامتاً حيال هذه القضية".
وأضاف: "وحتى اللغة التي استخدمت عن تعز في اتفاق الهدنة لا ترقى إلى مستوى المعاناة، يتعامل الحوثيون مع المدينة من منظار عسكري، وحتى اقتراحهم الأخير لفتح عدد من الطرق الفرعية غير المؤثرة هو ذو دوافع عسكرية".
وأكد وزير الخارجية أن الحكومة قبلت مقترح الأمم المتحدة بشأن طرق تعز أساس أنه اختبار لهذه الميليشيا، وما إذا كانت تريد حقاً إنهاء هذه الحرب وبدء حوار لسلام مستدام، وفقاً للمرجعيات الثلاث المتوافق عليها، أم أنها تناور لكسب مزيد من الوقت لجولة ثانية من الاقتتال.
وترفض مليشيا الحوثي تنفيذ بند فك الطرق إلى تعز بموجب الهُدنة التي ترعاها الأمم المتحدة في البلاد منذ مطلع أبريل الماضي، رغم تنفيذ كل ترتيباتها الإنسانية المتعلقة والتي تشمل فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة.
وتحاصر مليشيا الحوثي مدينة تعز منذ أكثر من سبع سنوات، مخلفة أحد أكبر مآسي الحرب التي تشهدها البلاد منذ ثماني سنوات.