الطفلة " أوسان فؤاد " ذات الـ13 عاما أصاب جسدها الصغير مرض السرطان فأنهكه وأقعدها على سرير المرض وضاعف من معاناتها حصار مدينة تعز وارتفاع أسعار العلاج أو انعدامه في ظل محدودية دخل أسرتها المادي.
أوسان المصابة بسرطان الدم واحدة من أكثر من خمسة آلاف حالة مصابة بهذا الداء من مختلف الفئات العمرية في تعز، حصد خلال عام 643 مصابا، ويواجه آخرين خطر الموت لنفاذ الأدوية وغياب أي اهتمام بهؤلاء المرضى.
رحلة المعاناة
يروي جد أوسان معاناة أسرتها في متابعة حالتها خلال الحرب والتي تنوعت فصولها ما بين الحصار الذي عزلها عن المستشفى وبين غلاء أسعار الأدوية وتدهور الوضع المادي للأسرة.
يشرح الجد لـ" يمن شباب نت" تفاصيل رحلة المعاناة:" عندما كنت أريد زيارة الطبيب لمراجعه ومتابعة حالة " أوسان " - خصوصاً وأن الزيارة أسبوعية - أظل منتظراً بين حرارة الشمس ولهيبها لمدة يومين أو ثلاث في المنفذ الغربي للمدينة ؛ بعد أن أكون قد قطعت عشرات الكيلومترات سفراً للوصول الى المدينة ، حتى تأتي الفرصة وتفتح ميليشيا الحوثي وصالح المسيطرة على المعبر أو المنفذ أتمكن من الدخول الى المدينة وزيارة الطبيب ".
ويضيف : " ظل هذا الأمر لقرابة عام حتى قررت مؤسسة الأمل لعلاج الأورام السرطانية أنه ولابد من الضروري أن تخضع أوسان للرقود وتظل قريبة من المركز لمتابعة حالتها أولاً بأول لتستكمل علاجها حتى تتحسن حالتها وتتعافى بإذن الله ".
صعوبة التنقل
في زيارة لمركز الأمل تتجلى المأساة بأوضح صورها، مرضى من مختلف الفئات يتألمون ويشكون حالهم، ومركز وحيد يحاول القائمون عليه جاهدين إنقاذ حياة المرضى رغم الصعوبات والتحديات الكثيرة.
في إحدى تلك الغرف التقينا بوالد الطفل " محمد أحمد " القادم من محافظة " إب " ، والذي أوضح لـ" يمن شباب نت " أنه وبسبب الحصار على مدينة تعز يسلك طرق وعرة وطويلة من بينها طريق طالوق والذي باتت تستغرق فترة سفره أكثر من ثلاث ساعات"، وذكر أنه على هذا الحال منذ قرابة عام وذلك لشدة حرصة واهتمامه بولده لزيارة الطبيب وتلقي الأدوية ومستلزماتها .
جهود وإصرار
رغم معاناة المركز من شحة الأدوية ومستلزماته الطبية الا أنه يسعى جاهدا لتقديم العلاج للمرضى في ظل الحصار المطبق على المدينة .
مدير المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان مختار أحمد سعيد وصف لـ"يمن شباب نت " الوضع الحالي لعمل المركز : " في الوقت الذي تعيش في مدينة تعز أوضاعاً مأساوية ، وحصاراً خانقاً تفرضه مليشيا الحوثي والمخلوع صالح مانعةً دخول المواد العلاجية والاحتياجات الطبية أدى الى التدهور المريع في الخدمات الصحية ".
وأضاف : " يستقبل المركز يومياً من 40-60حالة في ظل الظروف الراهنة في حين كان يستقبل في الظروف العادية حوالي 150حالة مترددة بشكل يومي عوضاً عن الحالات الجديدة؛ بينما يبلغ عدد المصابين أكثر من 5800 حاله موزعه بحسب الفئات العمرية ".
نداء استغاثة
وكشف عن وجوود نقص حاد في توفر أصناف الأدوية الكيماوية التي هي أساس عملنا بالإضافة للأدوية الداعمة ، بينما توشك الأدوية المتوفرة لدينا على النفاد وهذا الأمر يهدد بوضع كارثي ، كذلك شحة الموارد المالية من تبرعات ودعم بفعل الوضع القائم الذي تسبب في هجرة الكثير من رؤوس الأموال وما نتج عنه من تضييق على المستوى العام.
ووجه نداء عاجلا عبر "يمن شباب نت " إلى الحكومة الشرعية و المنظمات والجمعيات لتوفير الأدوية المطلوبة للمركز، لإنقاذ حياة المرضى القادمين من مختلف محافظات الجمهورية من إب والحديدة.
وأشار إلى أن:" الصعوبات البالغة والمعقدة التي تواجه المركز وتعيق وصول الأدوية وتوفرها بالصورة المطلوبة وهو ما ينذر بوضع كارثي وشيك يهدد الآلاف من المرضى ويدعو لسرعة التحرك من أجل تلافيه ووضع حلول عاجلة لتفادي ما قد يحدث " .