أطلقت "الشبكة اليمنية لمكافحة الألغام" (YNMA)، مساء اليوم (الأحد)، حملة الكترونية تدعو فيها أطراف الصراع في اليمن، وبشكل خاص مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، إلى تسليم خرائط الألغام الأرضية التي زرعتها وتمكين المنظمات المعنية من إزالتها.
 
ودعت الشبكة جميع النشطاء والمدافعين الحقوقيين إلى الإشتراك في الحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تحت وسم #سلموا_خرائط_الالغام/ HandInTheMaps#.
 
وقالت الشبكة، في بيانها الصادر بهذا الخصوص، إن الحملة التي تأتي في إطار دعم جهود وقف إطلاق النار والهدنة في اليمن، "تهدف إلى رفع مستوى الوعي والدعوة إلى عمل مشترك لمعالجة آثار الألغام الأرضية على المدنيين، وأثارها المتفاوتة على النساء والأطفال".
 
وأضاف البيان، أن الاستخدام الواسع النطاق للألغام الأرضية في جميع أنحاء اليمن أدى إلى قتل وجرح آلاف المدنيين بشكل عشوائي، كما أغلقت الطرقات، ومنعت من الوصول إلى الخدمات، ومصادر المياه والأراضي الزراعية.
 
وأوضح أن الألغام الأرضية حالت دون العمل الإنساني، وساهمت في زيادة انعدام الأمن الغذائي وفقدان سبل العيش في اليمن، "حيث يقدر عدد الألغام المزروعة بنحو مليوني لغم أرض منذ اندلاع الحرب".
 
وقالت منسقة الشبكة هدى الصراري "لا يكاد يمر يوم دون أن تطأ قدم أحد الشبان أو النساء لغماً أرضيا"، محذرة من أنه "إذا لم يتم إزالتها؛ فإن آلاف الأجهزة المتفجرة ستُعَرِّضُ حياة الشعب اليمني للخطر على مدى العقود القادمة".
 
وأشارت الصراري إلى أعمال جماعة الحوثي بزارعة ألغام في البر وفي المناطق الساحلية والبحرية، الأمر الذي منع المزارعين والصيادين من تأمين سبل عيشهم.
 
وشددت على أن تسليم الخرائط للمواقع الملوثة بالألغام، خاصة في المناطق المدنية والأكثر اكتظاظا بالسكان، حيث لم تعد الحرب قائمة؛ "تعد خطوة حيوية مطلوبة لدعم وقف إطلاق النار الحالي ولزيادة حماية المدنيين".
 
ودعت الشبكة اليمنية، أطراف النزاع، وخاصة جماعة الحوثي إلى التعاون وتقديم خرائط الألغام الأرضية والسماح للمنظمات المسؤولة عن عمليات إزالة الألغام بالقيام بعمليات الإزالة و التطهير.
 
وقال البيان، "يجب على المجتمع الدولي بما في ذلك مكتب المبعوث الأممي ومجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان، الضغط على جماعة الحوثي للالتزام بالهدنة وبجهود إزالة الألغام من خلال تقديم خرائط الألغام الأرضية كخطوة أولية، والتأكد من التزام الأطراف بعمليات إزالة الألغام في أي اتفاق سلام بشأن اليمن.
 
وشددت الشبكة، ضمن بيانها، على أن يقوم المجتمع الدولي والإقليمي بتعزيز القدرات المحلية للحكومة اليمنية، وذلك عبر إنعاش برنامج مكافحة الألغام من خلال توفير الدعم التقني والمالي، وإطلاق برنامج تعويضات لضحايا الألغام والناجين منها، وكذلك حظر جميع المواد المستخدمة في الألغام الأرضية من دخول اليمن.
 
كما دعا البيان، المجتمع الدولي والإقليمي، بالاشتراك مع منظمات المجتمع المدني المحلية في دعم زيادة الوعي بالألغام، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، والمنح الطبية لضحايا الألغام والناجين منها.
  
وفي وقت سابق من العام الجاري، أعلنت الحكومة اليمنية، أن الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها مليشيات الحوثي الإيرانية تسببت بمقتل وإصابة أكثر من سبعة آلاف مدني معظمهم من الأطفال والنساء في مختلف مناطق البلاد. 

وفي آحدث تقرير له، أكد "مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن" على أن الفرق التابعة له تمكنت "من نزع 2199 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، من بداية شهر مايو الجاري"، منها 1201 خلال الأسبوع الثاني فقط من الشهر.

يشار إلى أن اليمن وقع على اتفاقية حظر استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد وتدميرها، والتي دخلت حيز التنفيذ في عام 1999.