حذّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأحد من "آفاق مقلقة للغاية" بالنسبة لليمن الغارق في الحرب، بعد تصعيد كبير بين المتمردين الحوثيين المقربين من إيران، والسعودية التي تدعم الحكومة على رأس تحالف عسكري.
وقال مدير البرنامج أخيم شتاينر لوكالة فرانس برس في مقابلة خلال منتدى الدوحة، إن البلد الفقير معرّض بالفعل لخطر "النسيان" فيما يستقطب الغزو الروسي لأوكرانيا اهتمام العالم.
وأوضح شتاينر في العاصمة القطرية ردا على سؤال حول تأثيرات التصعيد الأخير في الحرب "الآفاق مقلقة للغاية في الوقت الحالي لليمنيين".
وأضاف "الحقيقة هي أن اليأس والفقر والدمار وصلت إلى مستوى في اليمن حيث أصبح غالبية السكان، بطريقة أو بأخرى، غير قادرين على إعالة أنفسهم بعد الآن".
وأدّى هجوم شنه المتمردون الجمعة على منشاة نفطية سعودية إلى اندلاع حريق هائل بالقرب من حلبة الفورمولا واحد في جدة (غرب) خلال إحدى مراحل التجارب قبل سباق الأحد، وذلك في إطار موجة من الاعتداءات شملت من 16 هجوما بطائرات مسيرة وصواريخ ضد المملكة.
ووقعت موجة الاعتداءات مع دخول الحملة العسكرية للتحالف بقيادة السعودية في اليمن عامها الثامن.
مأساة
تدّخل التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الحكومة اليمنية في عام 2015، بعدما استولى المتمردون على العاصمة صنعاء في العام السابق.
وأودت الحرب بمئات الآلاف بشكل مباشر أو غير مباشر وتركت الملايين على شفا مجاعة في ما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ كارثة إنسانية في العالم.
ومع اعتماد البلاد بشكل شبه كامل على الواردات، تقول منظمات الإغاثة إن الوضع سيزداد سوءًا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا التي تنتج ما يقرب من ثلث إمدادات القمح اليمني.
وقال شتاينر "بالنظر إلى الواقع الجيوسياسي الأكبر، فإن الخطر يكمن في أنّ اليمن سوف يُنسى جزئيًا، ومن الواضح أن ذلك سيخلق مأساة".
ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة.
وحذّر شتاينر من أنّ العواقب الاقتصادية للصراع في أوكرانيا "يتردّد صداها في الاقتصاد العالمي"، مشيرا إلى أنّ هذا الأمر "سيحد من نطاق التضامن والتعاون الدوليين".
وتابع "في الوقت الحالي، أسرت الحرب في أوكرانيا العالم، لكن الصراع في اليمن، والوضع اليائس في أفغانستان، هذه لا تزال حقائق وستتواصل".
وأوضح "سيحظون حتما باهتمام أقل، وربما يكون القلق الأكبر هو (...) أن يقتطع مجتمع المانحين الدولي من التمويل"، مضيفا "يجب أن يكون هذا مصدر قلق لنا جميعًا".
وقف الحرب
في مؤتمر للمانحين في وقت سابق من الشهر الحالي، سعت الأمم المتحدة للحصول على 4,27 مليارات دولار لمساعدة 17,3 مليون شخصن لكنّها جمعت 1,3 مليار دولار فقط، وسط غياب للمانحين الرئيسيين وخصوصا من منطقة الخليج.
وقال شتاينر إنّ هذا يعني "أن ما سنشهده خلال عام 2022 هو مزيد من التخفيض في المساعدات الإنسانية، وخفض حصص الغذاء، وقدرتنا على سبيل المثال على تدريب المواطنين اليمنيين".
وكان الحوثيون أعلنوا السبت هدنة لمدة ثلاثة أيام وعرضوا محادثات سلام شرط أن يوقف السعوديون غاراتهم الجوية والحصار المفروض على اليمن ويسحبوا "القوات الأجنبية".
وبعد ساعات من الإعلان عن الهدنة، شنّ التحالف الذي تقوده السعودية ضربات جوية على اليمن، فيما دان الأمين العام للأمم المتحدة تصاعد العنف.
وقال شتاينر إنّ ما يحتاج اليه اليمن هو "السلام، السلام، السلام"، مضيفاً أن "هذه الحرب (..) لم تحل شيئاً".
وتابع "مناشدتي للقوى الإقليمية (..) هي وقف هذه الحرب وإيجاد طريقة للمصالحة (...) بطريقة لا تتسبب بالأذية للسكان كما هو الحال الآن".
المصدر: فرانس برس
أخبار ذات صلة
الأحد, 27 مارس, 2022
"الأمريكي للعدالة" يدعو للإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين بمناسبة شهر رمضان
الأحد, 27 مارس, 2022
كيف يحاول الحوثيون "الخداع والمناورة" بإعلان هدنة في اليمن من طرف واحد؟
الأحد, 27 مارس, 2022
موقع أمريكي: قدرات الحوثيين المتزايدة تجر الصراع في اليمن نحو مرحلة أكثر خطورة للمنطقة