تواجه الأمم المتحدة تواجه معضلة مروعة، مع اضطرار الوكالات الدولية إلى قطع المساعدات في اليمن وأفغانستان وجنوب السودان وإثيوبيا على الرغم من الحاجة المتزايدة لها، حيث تذهب الأموال إلى أوكرانيا التي فرض الغزو الروسي الذي تتعرض له ضغوطاً هائلة على مخزون المساعدات الدولية المتقلص بالفعل.
وتواجه وكالات الإغاثة التي تعمل في البلدان التي تعاني من حالات الطوارئ الأكثر إلحاحًا، بما في ذلك اليمن وأفغانستان وجنوب السودان وإثيوبيا، قرارات صعبة بشأن كيفية إنفاق أموالها، وفق صحيفة الغارديان البريطانية.
وقالت «The Guardian» في تقرير – ترجمة "يمن شباب نت" – "في اليمن تتزايد الاحتياجات بعد سبع سنوات من الحرب، وما صاحبها من أزمة اقتصادية أجبرت الكثير من الناس على تحمل الديون والتهديد الإضافي المتمثل في تدمير الجراد الصحراوي للمحاصيل".
ووفق الصحيفة، ظل ضحايا حرب اليمن وضحايا الأزمات الإنسانية الأخرى التي غذتها النزاعات والكوارث المناخية يعانون خلال وباء كورونا، وتم قطع إنفاق المانحين الدوليين، مما أجبر العاملين في المجال الإنساني على تقليص ما يقدمونه، بما في ذلك الحصص الغذائية، ويُخشون أن يحدث الأسوأ من ذلك.
وعلى الرغم من أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة قد ارتفع بالفعل بأكثر من مليون إلى 17.4 مليون هذا العام، ومن المتوقع أن يرتفع بأكثر من مليون بحلول نهاية عام 2022، قال برنامج الأغذية العالمي يوم الثلاثاء إنه يعاني فجوة في تمويل المساعدات الغذائية تبلغ 900 دولار - (686 مليون جنيه إسترليني)، وقد تم تحقيق 11٪ فقط من هدفها التمويلي.
ويوم الأربعاء، تعهد المانحون بتقديم 1.3 مليار دولار لليمن، لكن هذا يقل بمقدار 3 مليارات دولار عن 4.3 مليار دولار تقول الأمم المتحدة إنها مطلوبة.
ويواجه ما يقدر بنحو 31000 شخص مستويات كارثية من الجوع، وفقًا لمقياس التصنيف الدولي للأمن الغذائي الذي يستخدمه العاملون في المجال الإنساني، يمكن أن يرتفع هذا الرقم إلى 161000 بحلول يونيو.
وقد خفضت وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة بالفعل حصص الإعاشة لثمانية ملايين شخص، لكن مع استمرار تزايد عدد من هم في أمس الحاجة إليها، وفي وقت ما زالت المساعدات غير متوفرة، فقد حذرت من مزيد من التخفيضات.
وكانت الغارديان قالت في افتتاحيتها الخميس 17 مارس "بأنه يجب ألا يتجاهل العالم ضحايا الصراع الآخرين في حروب عديدة منسية، حيث يعاني المدنيون في إثيوبيا وميانمار واليمن وسوريا، ولا تنتهي أوجه التشابه مع أوكرانيا عند هذا الحد.
واستهل المقال الافتتاحي بالقول "بأن عناوين من تلك التي تتحدث عن هجمات على المستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الصحية، تصعيد في الضربات يودي بحياة مدنيين بينهم أطفال، أزمة إنسانية متفاقمة مع اضطرار أعداد كبيرة للفرار من ديارهم، واستخفاف صارخ بحياة الإنسان، تعد كلها مشاهد رهيبة لا تُشاهد في أوكرانيا فحسب، ولكن في حروب أخرى في جميع أنحاء العالم والتي انحرفت إلى حد كبير عن انتباه الجمهور".
ففي ميانمار، يحاول الجيش سحق المقاومة للاستيلاء على أراضيها منذ أكثر من عام بقليل في إثيوبيا، اعتقد رئيس الوزراء أن بمقدوره أن يحقق نصرًا سريعًا على زعماء منطقة تيغراي، لكن القتال يستمر بعد 16 شهراً في حين أن اليمن يمزقها الصراع منذ 2014، وفي سوريا دخلت الحرب عامها الثاني عشر هذا الأسبوع.
في اليمن، نزح أكثر من 4 ملايين شخص، وجعل العنف المتصاعد شهر يناير أكثر الشهور دموية بالنسبة للمدنيين منذ عام 2018.
وحذر برنامج الأغذية العالمي من أنه اضطر بالفعل إلى أخذ الطعام من الجياع لإطعام أولئك الذين يتضورون جوعا، وقد يتعذر عليه قريبًا إطعام الجياع، ومع ذلك فقد جمع مؤتمر التمويل الذي عقدته الأمم المتحدة يوم الأربعاء أقل من ثلث مبلغ 4.2 مليار دولار الذي تمس الحاجة إليه.
وقالت الغارديان "يخشى الكثير من أن الصراع في أوكرانيا سوف يجرف معه الاهتمام السياسي والموارد اللازمة، حيث هناك حاجة إلى مزيد من التمويل الإنساني، إلى جانب الإرادة السياسية والطاقة الدبلوماسية".
واختتمت افتتاحيتها بالقول "يستحق ضحايا هذه الحروب الأخرى نفس المستوى من الدعم والتضامن الذي نراه بحق الشعب الأوكراني. يجب ألا يتم دفع أولئك الذين تم تجاهلهم كثيرًا بالفعل نحو مزيد من الإهمال".
أخبار ذات صلة
الجمعة, 18 مارس, 2022
الصليب الأحمر يدعو العالم إلى الاهتمام بالأزمة اليمنية
الجمعة, 18 مارس, 2022
المسؤول الأممي مارتن غريفيث يكتب عن: تحديات الطريق إلى السلام المستدام في اليمن
الخميس, 17 مارس, 2022
"إمدادات القمح والاسعار".. كيف يمكن للحرب الأوكرانية الروسية أن تؤدي لمجاعة في اليمن؟