حذرت صحيفة أمريكية، من التداعيات الاقتصادية لأي غزو روسي وشيك لأوكرانيا ستمتد إلى دول عربية فقيرة من بينها اليمن ولبنان ومصر، حيث تستورد اليمن وليبيا على التوالي 22٪ و43٪ من إجمالي استهلاكهما من القمح من أوكرانيا.
وقالت صحيفة الواشنطن بوست - في تقرير ترجمة "يمن شباب نت" – "بأن المشكلة الأكبر التي تتجاوز التأثير المباشر على أرباح أوكرانيا هي أن بعض أكبر عملاء البلاد هم دول هشة في الشرق الأوسط وأفريقيا، بما في ذلك اليمن ولبنان وليبيا".
ولفت إلى أن "التوغل الروسي الكبير سيؤثر أيضًا على تدفق البضائع من أوكرانيا، رابع أكبر مورد للقمح والذرة في العالم، وقد يؤدي حدوث اضطراب كبير في الصادرات الأوكرانية - خاصةً بالتزامن مع أي انقطاع في صادرات الحبوب الروسية الأكبر - إلى تراكم دورة التضخم العالمية التي تعد الأسوأ بالفعل في العديد من البلدان منذ عقود".
ووصلت العقود الآجلة للذرة العالمية إلى أعلى مستوياتها منذ يونيو، وبلغت العقود الآجلة للقمح أعلى مستوياتها في شهرين.
ونقلت الصحيفة، عن أندري سيزوف، رئيس شركة سوف إيكون للاستشارات ومقرها روسيا، قوله: "إذا كان هناك غزو روسي فعلي لأوكرانيا فإن ذلك يعني مشاكل كبيرة لجميع مستوردي الأغذية الكبار، خاصة في شمال إفريقيا وإيران والسودان وأفغانستان ومصر، حيث يزداد خطر الاضطرابات الاجتماعية في جميع تلك البلدان في ظل هذا السيناريو".
في غضون ذلك، أضاف أليكس سميث، المحلل الزراعي في معهد "بريك ثرو"، "أن عملاء أوكرانيا يشملون الصين والاتحاد الأوروبي، لكن العالم النامي هو المكان الذي أصبح فيه القمح الأوكراني مستوردًا أساسيًا".
وتابع تقرير الواشنطن بوست في الإشارة إلى أنه وفقًا لسميث، فإن "نصف القمح المستهلك في لبنان - وهو بلد يعتمد بشكل كبير على الخبز كعنصر أساسي وتضرره أزمة اقتصادية خانقة - يأتي من أوكرانيا.
وفي عام 2020، وفرت أوكرانيا أيضًا أكثر من 20٪ من استهلاك القمح في ماليزيا وإندونيسيا وبنغلاديش.
والأمر الأكثر خطورة، هو التركيز بشكل أكبر على أجزاء معينة من أوكرانيا، حيث يأتي جزء كبير من الإنتاج الزراعي الأوكراني من أقاليم خاركيف، ودنيبروبتروفسك وزابوريزهيا، وخيرسون، أي مناطق "خارج أجزاء شرق أوكرانيا التي تقع بالفعل إلى حد كبير تحت سيطرة الانفصاليين المدعومين من روسيا، وهذا يضعها في بداية مسار مسيرة روسية نحو الغرب.
ووفقا للتقرير "من الواضح إذا حدث هجوم وبدأ المزارعون في الفرار من القوات القادمة فإن إنتاج القمح الأوكراني سوف ينهار".