مع اقتراب كارثة الجوع في اليمن، قالت الأمم المتحدة الأربعاء إنها ستقطع المساعدات الغذائية للبلد الذي مزقته الحرب الشهر المقبل بسبب النقص الحاد في التمويل.
 
واعتبارًا من يناير، سيوفر برنامج الغذاء العالمي حصة غذائية مخفضة لثمانية ملايين شخص في اليمن، حيث سيستمر الخمسة ملايين يمني الإضافي الذين تم اعتبارهم معرضين لخطر الانزلاق إلى المجاعة، في تلقي مساعداتهم الكاملة.
 
وقالت كورين فلايشر، المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن "مخزون الغذاء التابع لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن ينخفض ​​بشكل خطير في وقت يتم فيه استنفاد ميزانيات الأزمات الإنسانية حول العالم إلى أقصى حد".
 
من دون تمويل جديد، حذرت وكالة الأمم المتحدة من أن اليمنيين قد ينقطعون تمامًا عن المساعدات الغذائية، ويمكن تقليل علاج سوء التغذية والتغذية المدرسية للأطفال، وفق ما نقل موقع «Al-Monitor» الأمريكي.
 
وقال برنامج الأغذية العالمي إنه يحتاج إلى 813 مليون دولار للحفاظ على برامجه في اليمن قائمة حتى شهر مايو.  وتقول الوكالة إن هناك حاجة إلى ما مجموعه 1.97 مليار دولار في عام 2022 لتقديم مساعدات غذائية للعائلات التي باتت على شفا المجاعة.
 
وقالت فلايشر: "في كل مرة نخفض فيها كمية الطعام، نعلم أن المزيد من الأشخاص الذين يعانون بالفعل من الجوع ويعانون من انعدام الأمن الغذائي سينضمون إلى صفوف الملايين الذين يتضورون جوعًا، ولكن الأوقات العصيبة تتطلب اتخاذ إجراءات يائسة، وعلينا أن توسيع مواردنا المحدودة وتحديد الأولويات، مع التركيز على الأشخاص الذين هم في أشد الحالات خطورة".
 
 ويعاني نظام الرعاية الصحية في اليمن اعباء فوق طاقته بشكل خطير، ويعتمد 80 في المائة من السكان على شكل من أشكال المساعدة الخارجية.  في الشهر الماضي، قدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن عدد القتلى من الحرب سيصل إلى 377000 بحلول نهاية عام 2021.
 
وأدت جائحة فيروس كوفيد19، إلى جانب الفيضانات الواسعة النطاق، والتدهور الاقتصادي والصراع المستمر، إلى تفاقم الوضع الذي كان بالفعل يرثى له، حيث يعاني أكثر من نصف سكان اليمن من الجوع الحاد، ونصف الأطفال دون سن الخامسة معرضون لخطر سوء التغذية.