قالت مصادر يمنية إن وفد جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) التفاوضي في مشاورات السلام، وصل مساء الأحد، إلى العاصمة العراقية بغداد، قادما من سلطنة عمان، التي ظل فيها عالقا منذ السادس من أغسطس/أب الجاري؛ بسبب إغلاق مطار صنعاء.
وذكرت مصادر مقربة من الوفد لوكالة الأناضول، إن الوفد سيقوم بجولة تشمل عدد من الدول، لبحث اعتراف لما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" المشكل بالمناصفة مع حزب المؤتمر (جناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح).
وكشفت المصادر أن الوفد سينتقل من بغداد إلى العاصمة اللبنانية بيروت، ومن ثم سينتقل إلى العاصمة الإيرانية طهران، وهي المحطة الأهم خلال جولتهم، دون تحديد المدة الزمنية لتلك الجولة.
ويترأس الوفد، متحدث الحوثيين، محمد عبدالسلام، الذي نشر في وقت متأخر من مساء الأحد، صورة لممثليهم في وفد الحوثي ـ صالح، التفاوضي، على حسابه الرسمي في موقع "تويتر"، مقرونة بتعليق "وصلنا بعون الله إلى بغداد عاصمة جمهورية العراق الشقيقة في زيارة رسمية"، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وأظهرت الصورة تمثيلا حوثيا خالصا في الوفد، الذي سيقوم بجولة تشمل دولا حليفة لطهران فقط.
وعلمت "الأناضول" من مصادر خاصة، أن ممثلي حزب صالح ( 7 أعضاء من قوام الوفد المشترك 14 عضوا)، رفض الذهاب رفقة وفد الحوثيين في "الجولة الغامضة والمفاجئة" التي سينتهي بها المطاف في طهران.
وقالت المصادر للأناضول إن هناك خلافات كبيرة بين ممثلي الحوثي وصالح في الوفد، على خلفية هجوم بعض قيادات موالية لصالح، على متحدث الحوثيين، محمد عبدالسلام، بسبب حديث الأخير عن المرجعيات التي تحكم عودتهم للمشاورات.
وكان متحدث الحوثيين قال عشية اجتماع جدة، الخميس الماضي، إن "الحل السياسي الشامل وفقا للمرجعيات المتفق عليها هي الخطوة الصحيحة لعودة المشاورات إلى مسارها الطبيعي مع وقف شامل وكامل للعدوان وفك الحصار"، وذلك بعد يوم من تصريحات صالح قال فيها إن "الشعب اليمني دفن المبادرة الخليجية والقرار الأممي 2216".
ووفقا للمصادر، فقد فُهمت تصريحات متحدث الحوثيين على أنها ردا على تصريحات صالح، وتعرض بسببها لهجوم كبير من قبل أنصار الأخير، وهو ما ساهم في توتر الأجواء بين الطرفين.
ويتشارك الحوثيين وصالح "المجلس السياسي الأعلى" المشكل قبل 3 أسابيع من 10 أعضاء بواقع 5 أعضاء لكل طرف بالتساوي.
ويرى مراقبون أنه من شأن الجولة المفاجئة لوفد الحوثيين خارج مسقط، أن تعرقل من عملية السلام التي يسعى لها المجتمع الدولي، بعد أيام من إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الخميس، عن خطة دولية، لحل النزاع اليمني، تتضمن "تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون، مع انسحابهم من صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة في اليمن إلى طرف ثالث"، لم يفصح عنه "كيري"، أثناء الكشف عن الخطة.
وكان من المفترض أن يلتقي المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، بوفدي الحكومة الحوثيين وصالح، خلال اليومين القادمين، لعرض "خطة كيري" والتحضير للجولة القادمة من المشاورات، التي من المفترض أن تنطلق في السادس من سبتمبر/ ايلول القادم.
وفي وقت سابق الأحد، أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) وحزب المؤتمر (جناح الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح)، أنهما "سيتعاملان بإيجابية" مع أي مبادرات لحل النزاع الدائر باليمن، تقوم على أساس الوقف الشامل للحرب ورفع الحصار، وذلك في أول تعليق رسمي "ضمني" على خطة دولية كشف عنها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الخميس الماضي.
وقال "المجلس السياسي الأعلى" إنه "سيتعامل بإيجابية مع أي مبادرات تقوم على أساس الوقف الشامل للحرب ورفع الحصار وتحقق السلام المنشود"، دون مزيد من التفاصيل أو الإشارة إلى خطة كيري بالاسم، لكنه تمسك بتشكيل الحكومة المشتركة بينهم، لافتا إلى أنه "ناقش الاجراءات اللازمة لتشكيلها في القريب العاجل"، وفقا لوكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الحوثيين.