نظم مجموعة من الطلاب الذين تقدموا لإمتحانات القبول في المعهد العالي للقضاء الخاضع لسيطرة الحوثيين بصنعاء، جنازة رمزية؛ لدفن مؤهلاتهم؛ بعد استبعاد المليشيا لهم من قائمة المقبولين في المعهد.

وقام الطلاب الذين استبعدتهم المليشيا من قائمة المقبولين، بالذهاب إلى إحدى المقابر في العاصمة، وعمل مراسم تشييع رمزية لمؤهلاتهم التي لم تشفع لهم للحصول على مقاعد قبول في المعهد؛ لأسباب عنصرية.

تقدم الطلاب الذين نظموا هذا التشييع الرمزي الاحتجاجي، الطالب صلاح أبو لحوم، الأول على دفعته في جامعة صنعاء، والأول في اختبارات القبول للدراسة في المعهد الدفعة 24، والذي تم استبعاده من قائمين المقبولين.

وهدفت الجنازة الرمزية التي نظمها الطلاب إلى لفت أنظار العالم لما يعانيه المواطنين تحت سيطرة مليشيا الحوثي، والذين تتعامل معهم المليشيا في مختلف المرافق الحكومية والعامة بعنصرية وسلالية واضحة.

وخلال التشييع، قال الطالب صلاح أبو لحوم، "نحن أتينا إلى هنا لتشييع طموحاتنا وأحلامنا"، مضيفا: "أنا حصلت على المرتبة الأولى على دفعتي في جامعة صنعاء، وسجلت في معهد القضاء وحصلت على المرتبة الأولى".

وأكد أن "الحوثيين قاموا بترسيبه في مادة، وبعد التظلم، دخل المقابلة الشخصية ولكنهم رفضوه مع مجموعة من زملائه الأوائل، الحاصليين على معدلات تسعينات وثمانينات، فيما تم قبول أصحاب معدلات الخمسينات والستينات".

وتساءل الطالب صلاح أبو لحوم قائلا: ما هو ذنبنا؟ هل ذنبي أني جئت الأول؟.. مشيرًا إلى أنه للشهر الثالث مع زملائه يتابعون من مكان إلى أخر، دون جدوى".

وقام الطالب أبو لحوم مع زملائه، بحفر قبر في إحدى مقابر العاصمة صنعاء، وإخراج ملفاته وشهائده والكتب التي درسها في الجامعة مع زملائه ووضعوها في القبر، وإهالة التراب عليها، مع ترديد العبارات التي تقال عن دفن الموتى؛ تعبيرًا عن احتجاجهم ضد الممارسة العنصرية، والإقصاء الممنهج الذي مورس ضدهم من قبل قيادة مليشيا الحوثي المسيطرة على المعهد العالي للقضاء.

وكان مجلس القضاء الأعلى قد أقر في منتصف 2018 نقل مقر المعهد إلى العاصمة المؤقتة عدن، واعتبار مخرجاته في صنعاء كأن لم تكن، وذلك بعد اقصاء الحوثيين الطلاب غير الموالين لهم لأسباب طائفية وعنصرية، وجعل القضاء محصورا على القيادات الحوثية.