رغم أن أيامه لم تكتمل بعد لكنه شهر دموي بامتياز في حياة المختطفين السياسيين بسجون مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية التي رفعت من وتيرة التعذيب والتصفية للمختطفين السياسيين في سجونها بسبب آراءهم ومواقفهم الرافضة للانقلاب.
سبعة سجناء سياسيين قضوا بالتعذيب والقتل المباشر خلال أغسطس الحالي في سجون مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية وسط صمت منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية ووسط صمت إعلامي غير مسبوق.
"يمن شباب نت" ومن خلال تتبعه لحالات القتل الناجم عن التعذيب للسجناء السياسيين في 2016 رصد 12 حالة وفاة لمعتقلين سياسيين نتيجة التعذيب أكثر من نصفهم قتلوا خلال أغسطس الحالي.
والسجين السياسي وفق تعريف الأمم المتحدة هو "شخصية موقوفة حالياً أو سابقاً بدون تهمة جنائية بسبب توجهاته وأفكاره السياسية أو الأيديولوجية المخالفة لتفكير الحزب أو الائتلاف الحاكم في دولة ما لا تعترف بالقوانين الدولية التي تنص على حرية الفكر السياسي وإطلاق الحريات العامة".
جماعة إرهابية.. وكتائب إعلامية للتغطية
يعلق موسى النمراني المسؤول الإعلامي بمنظمة هود للدفاع عن الحقوق والحريات على ما يتعرض له المعتقلين السياسيين بالقول: "جماعة الحوثي جماعة إرهابية، وهذه الجماعة لا تتورع عن ارتكاب أية جريمة، منها جرائم التعذيب التي تمارسها بدم بارد".
ويضيف: لـ"يمن شباب نت" "جماعة الحوثي ورثت ثقافة التعذيب وحتى الادوات من النظام السابق الذي تخوض حربها ضد اليمنيين بالتحالف معه".
وعبر النمراني عن أسفه في أن يتورط مع هذه الجماعة الإرهابية "كتيبة من الإعلاميين وممن يقدمون أنفسهم كنشطاء حقوق إنسان ومنظمات مجتمع في التغطية على هذه الجرائم"، متهما الحقوقيين والإعلاميين الذين يغطون على هذه الجرائم بالعمل وفق أجندة جماعة الحوثي الإرهابية.
جرائم مسكوت عنها بتواطؤ أممي
من جهته يستغرب الصحفي والكاتب فهد سلطان من أنه وحتى الآن لم تبدي أي من المنظمات الدولية والدول الممسكة بالملف اليمني أي جدية بخصوص وضع المعتقلين والمختطفين السياسيين في سجون الحوثيين والذين يتجاوز عددهم في احصائيات غير رسمية ما يقارب من ثمانية آلاف معتقل.
ويضيف لـ"يمن شباب نت" هذه الجرائم التي يتعرض لها المعتقلين تحدث وسط تواطؤ مباشر من قبل مكتب شؤون اللاجئين بقيادة جورج أبو الزلف الذي أظهر تستره الواضح عن كثير من الجرام والانتهاكات بحق اليمنيين.
ويتابع: "من الطبيعي أن تتزايد علميات الانتهاكات داخل السجون التي يشرف عليها الحوثيون، من تعذيب وتصفية جسدية وما حصل لأربعة من مشايخ آل عمر بالبيضاء الشهر الماضي من إعدام بعد أن تم اعتقالهم، في ظل هذا الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم".
ويؤكد أن كثير من الجرائم والحوادث والتصفيات بحق السياسيين في سجون الحوثيين تشير إلى أن هناك توجه يعمل على إيصال رسائل للشارع اليمني، وهو استنساخ لتجارب حصلت في دول أخرى تقع تحت النفوذ الإيراني".
رصد 2016
"يمن شباب نت" تابع حالات القتل الناجمة عن التعذيب للسجناء السياسيين في 2016 وتمكن من رصد 12 حالة قتل بالتعذيب كالتالي:
22 أغسطس
وفاة الشاب عادل الزوعري من أبناء مديرية الحيمة بمحافظة صنعاء، تحت التعذيب من قبل ميليشيا الحوثي وقوات صالح، بعد نقله إلى أحد المستشفيات بسبب تدهور صحته، حيث قضى الزوعري عدة أشهر في سجون الحوثيين، بسبب معارضته للحوثيين.
18 اغسطس
وفاة المهندس ياسر الناشر من محافظة حجة (شمال غرب اليمن)، جراء تعرضه للتعذيب طيلة عام كامل.
3 أعسطس
وفاة الشاب عادل عبدالملك الحسني في مدينة إب بعد أيام من تدهور حالته الصحية نتيجة تعرضه لعمليات تعذيب داخل سجون جماعة الحوثيين وقوات صالح بعد اختطافه من قريته ذوقاشة في عزلة الربادي قبل أشهر، بسبب موقفه السياسي الرافض لتواجد المليشيات في محافظة إب.
2 اغسطس
أقدمت مليشيا الحوثي على إعدام أربعة من مشائخ البيضاء بعد أسبوع من اختطافهم حيث وجدت جثامينهم ملقاة على قارعة الطريق في ذي ناعم بالبيضاء.
22 يونيو
وفاة الشاب وليد الشميري بعد يوم من اعتقاله حيث اقتحمت مليشيا الحوثي منزله وسط شارع شمسان بمدينة الحديدة، واختطفت الشاب أحمد الشميري وثلاثة من إخوته ووالدهم، وأفرجت بعد ذلك عن الأب فيما أبقت على أبنائه.
9 مارس
وفاة المعتقل حميد محمد صالح عوضة الذي كان يقبع في إدارة أمن مديرية شبام بالمحويت بعد تعرضه للتعذيب الشديد من قبل مليشيا الحوثي، بعد اربعة أشهر من وفاة معتقل قريب له كان يقبع في نفس السجن بالمحويت.
3 مارس
وفاة المعلم سليمان البرعي بالتعذيب في مدينة الحديدة بعد خمسة أشهر على اعتقاله، والبرعي قيادي في انتفاضة 2011، وعضو نقابة المعلمين حيث تم إخضاعه للتعذيب لمدة شهرين، حتى لقى حتفه، وعقب ذلك احتجزوا جثته في الثلاجة لأكثر من ثلاثة أشهر.
29 فبراير
تشييع جنازة المختطف مجاهد محمد الزيدي إثر التعذيب الذي تعرض له في مبنى الأمن السياسي بعد اختطاف له ظل شهرين مع اثنين من أسرته.
30 يناير
وفاة الشاب منيف الجبري في محافظة ذمار نتيجة التعذيب الوحشي الذي تعرض له، بالتزامن مع الإفرج عن خمسة آخرين بحالة متدهورة بعد تعرضهم أيضاً للتعذيب.