بعثت فروع الأحزاب السياسية اليمنية في محافظة تعز، بخطاب مشترك إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، عبرت فيه عن أسفها الشديد إزاء تجاهل قضية تعز والوضع الإنساني الذي تعانيه.
وقال الخطاب الصادر في 2 أبريل/ نيسان الجاري حصل "يمن شباب نت" على نسخة منه، إن "هناك معاملة غير عادلة في إحاطات المبعوث الأممي وبقية المبادرات التي يتبانها المجتمع الدولي فيما يتصل بمحافظة تعز خاصة فيما يتعلق الجوانب الإنسانية والانتهاكات الصارخة لمليشيات الحوثي".
وأشارت الأحزاب إلى "وجود عملية ممنهجة من الانتهاكات وصناعة المآسي الإنسانية التي تنفذها ميليشيات الحوثي يقابله تجاهل من قبل المجتمع الدولي وإغفال غير مبرر لجرائم الحوثي والجوانب الإنسانية في أكثر من محافظة يمنية وفي مقدمتها محافظة تعز المحاصرة منذ ست سنوات".
ودعت المبعوث الأممي إلى إعادة النظر وإنهاء حالة التجاهل لما يجري في تعز، مشددة على ضرورة أن تشمل كافة المبادرات ضرورة فك الحصار عن المدينة، وفتح المعابر والطرقات العامة أمام تنقل الأفراد والبضائع، وإعادة تشغيل ميناء المخا باعتباره الرئة البحرية لمحافظة تعز.
وأكدت أحزاب تعز، أنها لن تتعاطى مع أي مبادرة أو إحاطة تتجاهل قضية تعز"، معتبرة أن "هذه التجاهل هو تماهي مع الانتهاكات وتشجيع لمليشيات الحوثي في التمادي في جرائمها ضد المدنيين وحصارهم".
كما أكدت على ضرورة حصول كل اليمنيين على الحقوق التي كفلتها جميع الرسالات السماوية والدستور والقوانين اليمنية والقانون الإنساني وكل المواثيق الدولية.
وأشارت إلى أن هذا الخطاب يعبر عن إرادة المجتمع في محافظة تعز بكل تكويناته الرسمية والسياسية والمجتمعية.
من جانبه أكد محافظ تعز نبيل شمسان في مذكرة أخرى إلى "غريفيث" على "أهمية وضرورة استيعاب المطالب التي تضمنها خطاب الأحزاب وشمول محافظة تعز في المعالجات الإنسانية".
وكانت المملكة العربية السعودية قد أعلنت في 22 مارس الماضي عن مبادرة لإنهاء الأزمة في اليمن، تتضمن وقف إطلاق النار وفتح مطار صنعاء والسماح بتدفق الوقود والسلع عبر ميناء الحديدة وفق اتفاق ستوكهولم، وإطلاق عملية سياسية.
ولقيت هذه المبادرة ترحيب دولي وأممي، وعلى ضوئها أجرى المبعوث الأممي "غريفيث" والمبعوث الأمريكي تيم ليندركينج لقاءات مع الحكومة اليمنية في الرياض وقيادات في ميليشيات الحوثي في العاصمة العمانية مسقط.
فيما يلي نص خطاب الأحزاب الذي حصل عليه "يمن شباب نت":
السيد مارتن غريفيث المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المحترم
بعد التحية:
الموضوع: مطالبة أبناء تعز بفتح المعابر وإنهاء الحصار وتشغيل ميناء المخا وشمولهم في المعالجات الإنسانية قبل البدء بالمفاوضات.
تابعنا باهتمام بالغ إحاطتكم أمام مجلس الأمن يوم الثلاثاء الموافق 16 مارس 2021 م، والتي استعرضتم فيها تطورات الأوضاع في اليمن، ودعوتم إلى وقف إطلاق النار والبدء بمفاوضات السلام، والتي سبقتها المبادرة التي قدمها السيد تيم ليندر كينغ المبعوث الأمريكي الخاص الى اليمن.
وبسبب أن المليشيات الحوثية لم توافق على دعوتكم السابقة والمبادرة التي أطلقها المبعوث الأمريكي، وربطت موافقتها بجملة من الشروط المسبقة ومنها فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وضمان تدفق الوقود والسلع والخدمات وحرية التنقل... وغيرها من المطالب، فقد أكدتم في إحاطتكم الأخيرة على ضرورة وضع معالجات للأوضاع الإنسانية في المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات وأكد تم في إحاطتكم على حقهم في الحياة وفي الحصول على الخدمات الإنسانية كشروط وأولويات منطقية يجب توفيرها قبل البدء بالمفاوضات.
وبدورنا نؤكد على ضرورة حصول كل اليمنيين على تلك الحقوق التي كفلتها جميع الرسالات السماوية والدستور والقوانين اليمنية والقانون الإنساني العام وكل المواثيق الدولية التي تضع في أولويتها الإنسان.
إلا أننا هنا وأمام حالة التجاهل لقضية تعز في إحاطتكم وفي المبادرات الأخرى نحب أن نعرب عن أسفنا على المعاملة غير العادلة التي ظهرت في إحاطتكم وفي بقية المبادرات التي يتبناها المجتمع الدولي لما يتصل بمحافظة تعز خاصة فيما يتعلق بالجوانب الإنسانية والانتهاكات الصارخة وتجاهل كل الانتهاكات والمعاناة التي تعاني منها محافظة تعز منذ أكثر من ست سنوات حيث يقوم الحوثي بسلسلة من الانتهاكات ضد السكان والأحياء المدنية تمثل انتهاكات صارخة لحقوق الأنسان ولكل القوانين الدولية ولا نظنها تخفى عليكم، ونذكر منها:
- تتفيد الحوثي لحصار مطبق على المدينة وإغلاق المنافذ والطرقات أمام تنقل المواطنين ومركبات نقل البضائع والحاجات الضرورية وه و ما يشك ل اعتداء صارخا و يزيد من معاناة السكان .
- منع جماعة الحوثي عملية نقل مياه الشرب عبر منع تشغيل أبار مؤسسة المياه التي تقع في مناطق سيطرتها.
- القصف العشوائي بالصواريخ والأسلحة الثقيلة والمحرمة على الأحياء المدنية والمدارس والتجمعات السكانية الأمر الذي ذهب بسببه قتلى وجرحى معظمهم من الأطفال والنساء ومازالت الاعتداءات مستمرة.
- زراعة الألغام في الطرقات كجريمة ضد الإنسانية يذهب نتيجتها ضحايا مدنيين من الرعاة والمزارعين.
إن ما يجري في محافظة تعز هي عملية ممنهجة من الانتهاكات وصناعة المآسي الإنسانية الأبشع في كافة مناطق اليمن، وكنا نظن أن الضمير العالمي سوف يفيق أمام هذه المآسي الإنسانية وتداعياتها ولن يتجاوزها تحت أي ظرف، وأن سيادتكم كمبعوث أممي ورسولا ا للمجتمع الدولي والمعبر عن القانون ستقف أمام المآسي الإنسانية والانتهاكات التي ينفذها الحوثي في تعز موقف منصف من منطلق المسؤولية الدولية والإنسانية بما يتناسب مع تلك الجرائم، وكنا ننتظر أن نرى إحاطتكم مشمولة بقضية تعز باعتبارها الأقدم والأسوأ في اليمن من الناحية الإنسانية.
ولكن وبدلا عن ذلك تم تجاهل كل الانتهاكات والمآسي الإنسانية بمحافظة تعز وذهبت الاحاطات المتعددة للتركيز على الجانب الإنساني في مناطق سيطرة الحوثي وجعلها ورقة لخدمة الحوثي لفرض شروطه ويتم التنازل أمام كل تعنتاتهم حيث أكدت الإحاطة على فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة بذريعة الجانب الإنساني مع إغفال غير مبرر لجرائم الحوثي والجوانب الإنسانية الثابتة والتي صنعها الحوثي ويصنعها في أكثر من محافظة يمنية وفي المقدمة محافظة تعز المحاصرة.
إننا ونحن نأسف لهذا التجاهل وغياب العدالة في المبادرات الأممية ندعوكم الى إعادة النظر وإنهاء حالة التجاهل لما يجري في تعز من انتهاكات ومآسي إنسانية وأن تشمل كافة المبادرات ضرورة فك الحصار إضافة الى تشغيل ميناء المخا باعتباره الرئة البحرية لمحافظة تعز، وفتح المعابر والطرقات العامة أمام تنقل الأفراد والبضائع واعتبار ذلك عقاب جماعي يعاقب عليه القانون الدولي كما هو الحال فيما يتعلق بجرائم قصف التجمعات السكانية وزراعة الألغام ومنع ضخ ونقل مياه الشرب إلى المدنيين باعتبار كل ذلك مطالب إنسانية ملحة وشروط أولية تسبق الجلوس الى طاولة أي تفاوض مفترضة.
وإنه واعتمادا على ما سبق الإشارة إليه أعلاه فإننا نحيطكم علما أننا لن نتعاطى مع أي مبادرة أ و إحاطة تتجاهل قضية تعز والانتهاكات الإنسانية التي ترتكب ضدها بصورة ممنهجة ونعتبر أي تجاهل هو تماهي مع الانتهاكات وتشجيع لمليشيات الحوثي في التمادي في جرائمها ضد المدنيين وحصارهم.
إننا لا نفهم كيف تم إخراج تعز من بنود المبادرات والاحاطات السابقة بعد أن كان فتح المعابر وإنهاء حصار تعز قضية مطروحة في المحادثات السابقة ومنها اتفاقية السويد كشرط مقابل تحييد ميناء الحديدة ليتم شطبها من الاتفاقية وإحالتها الى مرحلة لاحقة وربطها بفتح مطار صنعاء لنتفاجأ مؤخرا بالإحاطة تتحدث عن مطار صنعاء دون أي إشارة الى تعز والتي تعد الجانب الأكثر إنسانية وهو أمر غير مبرر.
إن التجاهل لقضية تعز تم حتى بعد أن قام الأخ محافظ المحافظة مع ثلة من قيادات المحافظة بتذكير سيادتكم وإحاطتكم علما في اللقاء الذي نظمه مركز ديكا بمجمل الأوضاع الإنسانية في محافظة تعز التي نتجت عن ست سنوات من الحرب والحصار والإغلاق التام لجميع المعابر الرئيسة ومع هذا كله نرى إمعانا في تجاهل الوضع في تعز بصورة غريبة.
وإننا أمام كل ما سبق ذكره وأمام ما نراه من تجاهل أممي لتعز يكون التأكيد على حقنا في مقاومة المليشيات المعتدية حتى التحرير الكامل أمرا مشروعا ومن هذا المنطلق فقد تم إعلان النفير العام الذي أعلنه محافظ المحافظة بتاريخ 11 مارس 2021 باسم القوى والأحزاب والمنظمات المجتمعية والجهات الرسمية باعتباره موقف مجتمعي موحد للمجتمع والسلطة لدعم الجيش والاستمرار في عملية النفير من اجل التحرير والدفاع عن تعز أمام صلف مليشيات الحوثي والتجاهل الدولي المريب.
وكنا نأمل أن تأخذ إحاطتكم في الاعتبار قرارات اللقاء الموسع المنعقد بتاريخ 11 مارس 2021 م والذي كان انعقاده استجابة للواجب الوطني والإنساني والمسئولية الأخلاقية والشعبية للدفاع عن المحافظة وإنهاء المعاناة المستمرة والحصار الظالم في ظل الصمت المريب والمهادنة الواضحة للأمم المتحدة ومبعوثها لليمن .
في الأخير نحب أن نلفت نظركم الى أهمية أن تنطلق أي مبادرات وتسوية قادمة اعتمادا على المرجعيات الثلاث المعترف بها دوليا وذلك لضمان نجاح التسوية وعدالتها وضمان استعادة دولة اليمنيين وإنهاء حالة المليشيات خارج إطار الدولة وكشرط لإنهاء الحرب وجلب الاستقرار السياسي والمجتمعي في اليمن.
ختاما نؤكد على أن هذا الخطاب يعبر عن إرادة المجتمع في محافظة تعز بكل تكويناته الرسمية والسياسية والمجتمعية.
وتقبلوا خالص تحياتنا،،،
صادر عن فروع الأحزاب والقوى السياسية في محافظة تعز:
1 المؤتمر الشعبي العام
2 التجمع اليمني للإصلاح
3 الحزب الاشتراكي اليمني
4 التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري
5 اتحاد الرشاد اليمني
6 اتحاد القوى الشعبية
7 حزب البعث العربي الاشتراكي القومي
8 حزب البعث العربي الاشتراكي
9 حزب العدالة والبناء
10 حزب السلم والتنمية
أخبار ذات صلة
الجمعة, 02 أبريل, 2021
في ظل انتشار كورونا.. طُرق الحرب الطويلة والوعرة تقتل المرضى في "ريف تعز"
الاربعاء, 17 مارس, 2021
حصيلة ثقيلة.. مقتل وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف مدني جراء الألغام التي زرعها الحوثيون بتعز
السبت, 13 مارس, 2021
تقرير حقوقي يوثق 43 انتهاكا حوثياً بحق المدنيين في تعز خلال فبراير الماضي