أكد الأكاديمي الخليجي، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر، محمد صالح المسفر، أن "دول التحالف العربي ترتكب ظلماً تاريخياً لليمنيين بعدم تقديم الدعم لمهمة الدولة اليمنية، ولتسهيل حصولها على حاجتها من السلاح والذخائر".
واستغرب المسفر في مقاله المعنوّن بـ"حرب مأرب فاتحة نصر أو انكسار"، في صحيفة "العربي الجديد"، الصادرة من لندن، الأحد، "عدم تمكين السلطة الشرعية اليمنية من الحصول على السلاح من مصادر غير دول التحالف، على غير حال القوى الانقلابية شمالاً وجنوباً على السلطة الشرعية".
وقال المسفر أن هذا "أمر يبعث بالشك والريبة في نيّات قيادة قوات التحالف في اليمن".
وذكر المسفر، أن "الضربات الجوية لا تحسم معركة، بل تمهّد الأرض لتقدّم قوات المشاة لتحرير الأرض. وانتصار الجيش اليمني في مأرب والجوف وشبوة، في حدّ ذاته، خط الدفاع الأول عن السعودية".
ووصف القول إن "السعودية لا تستطيع أن تزود الجيش اليمني بالسلاح، لأن الولايات المتحدة تقيد مستوردي السلاح الأميركي بعدم استخدامه عبر الحدود، أو إعطائه لدول حليفة بـ"الخطير". مؤكدًا أن هذا "قول مردود عليه".
وأكد المسفر، "أن بوسع السعودية (أو غيرها) السماح للجيش اليمني الذي استنّصر بالسعودية أن يتزود بالسلاح من السوق العالمية بدعم مالي من زعيمة التحالف، ما يعفيها من المساءلة".
وذكّر السعودية، أن "الإمارات سلّحت أنصارها ومليشياتها في جنوب اليمن (الانتقالي) بأسلحة خفيفة وثقيلة، من غير مصدر أميركي، كذلك فإنها تسلح مليشيات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا، وتمد الاثنين بالمال من دون مواربة، ولم تخضع لمساءلة دولية أو أميركية".
وأشار في هذا السياق إلى "تقديم إيران الدعم غير المحدود للحوثيين الذين يناصبون السعودية العداء في كل المجالات، إعلامياً ومالياً وعسكرياً، وتقدّم مستشارين كباراً، وخصوصاً في مجال التسلح الصاروخي والطائرات المفخّخة بدون طيار، التي تستهدف السعودية".
وأكد أن ما وصفه بـ"العدوان الحوثي"، "وصل إلى أقصى الحدود الشرقية للمملكة إلى الظهران، وراس تنورة، ومن قبلها الرياض وجدة والطائف، إلى جانب أبها وخميس مشيط وجيزان. لم يُجدِ الحصار المفروض على الحوثيين من التحالف نفعاً".
وشدد على ضرورة أن تقدم السعودية كل الدعم لجيش السلطة اليمنية، وبالكيفية التي تقدمها إيران والمليشيات التابعة لها في العراق للنَّيل من السيادة السعودية.
وقال الدكتور المسفر، إن "ظهور الناطق باسم قوات التحالف في الرياض، العميد تركي المالكي، على ضفاف سد مأرب واجتماعه بالمحافظ سلطان العرادة، ذلك الرجل الشريف الشجاع، وقادة الجيش اليمني، أمر يبشر بالخير".
واستدرك: "لكن ذلك الظهور الواضح لا بد أن تتبعه أعمال تنفيذية، ومن أهمها صرف مستحقات الجنود المرابطين في الجبهة، ويدهم على الزناد".
وشدد على ضرورة "تزويد الجيش اليمني بأسلحة قتالية متطورة وذات فاعلية عسكرية، تزويده في كل جبهات القتال بكاسحات ألغام، لأن الحوثيين زرعوا الأرض بألغام ضد الأفراد والعربات، وبثوا كميات ضخمة من "شراك خداعية" تنفجر بمجرّد اللمس، الأمر الذي يتعذّر على قوات المشاة أو المدرّعات التقدّم وتحرير الأرض من قبضة العدو".
وأشار إلى أن "الحرب الدائرة على صعيد مأرب بين الحق والباطل فاتحة النصر أو الانكسار لأيٍّ من الطرفين المتقاتلين على تلك الأرض".
وأكد "أن انتصار الشرعية في مأرب هو الطريق المفتوح لتحرير بقية المحافظات اليمنية، وضمان أمن الأراضي السعودية وسلامتها من أيّ عدوانٍ يأتيها من اليمن".
وجدد المسفر تأكيده "أن على السعودية إذا أرادت تحقيق أمنها في جنوب المملكة، فعليها نصرة جيش الدولة اليمنية بكل الوسائل".
وحذر من مغبة سيطرة الحوثيين على مأرب.. مؤكدا أنه في حال احتلال مأرب من قبل الحوثيين، فلن تهنأ السعودية بالأمن والاستقرار، وستُحكَم قبضة الحوثيين على الجوف، ومن ثم التمدّد نحو حضرموت، وتكون لهم الهيمنة على امتداد الحدود السعودية اليمنية جنوباً".
وقال المسفر: "وأطلب من الله أن تنال هذه المقاومة الوطنية في اليمن دعم السعودية بكل متطلباته، وأهمها المال والسلاح". حسب تعبيره.