كشف الباحث اليمني عبد السلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات، عن المؤشرات التي تدل على تغييرات عسكرية حقيقية على الأرض، وتقرب كثيرًا لمعركة الحسم مع مليشيا الحوثي في صنعاء.
واستعرض عبد السلام في مقال له على صفحته في "الفيس بوك"، هذه المؤشرات، أولها "اعتماد الحوثي لأول مرة على خطة الأنساق البشرية المضاعفة، والتي يصل معدل قتلى الحوثيين يوميًا بين 300 إلى 500 قتيل، ولم ينجح في إرباك الجيش".
وأضاف: "اعتمد الجيش خطة ذكية جمعت بين الاستنزاف الدفاعي والهجوم النوعي بدون خسائر، ورغم قوة المعارك إلا أن خسائر الجيش البشرية هي الأقل من أي حرب".
وأشار إلى أن "جبهات الحوثي تشهد فرارًا متزايدًا، ولأول مرة تستقبل مأرب أسرى بالمئات يوميًا يسلمون أنفسهم مع ذخيرتهم قبل القتال، وهذا يدل على أن هناك تجنيد اجباري من قبل الحوثيين في المناطق الخاضعة لهم".
وتابع عبد السلام، "من خلال الفيديوهات؛ من الواضح أن الجيش تمكن من الحصول على بعض الأسلحة النوعية، ويتعامل معها بقدرة فائقة توحي بوجود خبرات عسكرية، ما يدلل أن من يقود المعركة اليوم عسكريين احترافيين، ولديهم خبرة واضحة بحروب الجبال، ويبدو أنهم مختارين بعناية من كل مناطق اليمن".
واستطرد قائلا: "تصريحات الايرانيين وحزب الله والحوثيين تدلل أن معركة مأرب مصيرية بالنسبة لهم، ومؤشرات هزيمتهم هي التي دفعتهم للخروج عن صمتهم واستعراض انتصارات الحوثيين السابقة بكل غرور".
وأضاف رئيس مركز أبعاد "معركة الدفاع عن مأرب أشعرت اليمنيين جميعًا بوحدة الصف، والتسامي على كل الخلافات، فقد استقبلت مأرب الرجال والمال والقوافل الغذائية من كل المحافظات الشرقية والجنوبية والغربية".
وأكد أنه "لأول مرة الجيش والأمن يقوم بعمليات منسقة للقبض على خلايا الحوثي الذين تعودوا التغلغل والاختراق من خلال المجتمع القبلي أو هيكلة الدولة المدنية والعسكرية أو استغلال الفئات الاكثر ضعفًا".
وقال: "يبدو لافتًا أن الجيش أصبح لديه تقنيات مكنته من الحصول على اتصالات عسكرية آمنة بعيدًا عن أعين الحوثيين".
وأشار إلى أنه "منذ سقوط صنعاء، وانطلاق عاصفة الحسم تعد معركة مأرب الأخيرة هي أول معركة يديرها تخطيطًا وتنفيذًا ضباط يمنيون دون تدخل التحالف الذي قلّص تواجده على الأرض، وأبقى فاعلية الطيران حسب حاجة الجيش اليمني".
وأضاف: "بدأت ملامح التنسيق العسكري بين المناطق والمحاور التابعة لوزارة الدفاع، واذا ما اكتمل التنسيق بشكل أفضل فإن معركة صنعاء لم تعد ذات قيمة عسكرية؛ لأن استعادتها هو تحصيل حاصل بعد استعادة المحافظات المحيطة بها".
وتابع: "ما يحصل من قتل وسحل من قبل الحوثي لأنصاره من القيادات القبلية مؤشر على تمرد قبلي شعر به فعليًا أو تمرد متوقع للقبيلة؛ نتيجة الظلم والاضطهاد الذي يمارسه خاصة في اختطاف الشباب وإجبارهم على القتال، وهذا أكثر القرارات التي أدت إلى تصادم الحوثيين مع حلفائهم من القادة القبليين".
واختتم الباحث عبد السلام حديثه بالقول: "من خلال تلك المؤشرات فإنه يبدو أن جماعة الحوثي استفدت خياراتها وأحرقت مراحلها، بسرعة أكثر من المتوقع".
وأكد أن حرق المليشيا لمراحلها، "سيدفعها إما لمراجعة الثمن الذي دفعته ودفعه اليمنيون بسبب اختيارها لطريق العنف، أو توقيع المشهد الأخير بيدها، وإسدال الستار على أجرم حركة عنصرية عرفها تأريخ اليمن". حسب وصفه.
أخبار ذات صلة
الجمعة, 19 فبراير, 2021
الجيش: معركة الخلاص ستكون ميدانها "صنعاء" لاجتثاث مليشيا الحوثي