أكد موقع "أفريكا إنتلجنس" الاستخباراتي، انسحاب دولة الإمارات من قاعدتها العسكرية في مدينة عصب الإريترية.
وقال الموقع، إن "رحيل أبوظبي من القاعدة مرتبط بقرارها الانسحاب من حرب اليمن"، مشيرا إلى أن هذا الانسحاب له تداعيات أخرى مثل الصراع في إقليم تيغراي الإثيوبي.
وأوضح أن القوات المسلحة الإماراتية المتمركزة في قاعدة عصب في إريتريا منذ عام 2015 قامت بتعبئة حقائبها سراً في الأيام الأخيرة.
في أوائل فبراير / شباط، أعادت أبو ظبي بشكل منفصل كتيبتها المسلحة من قاعدتها العسكرية في عصب، وغادر جميع الأفراد المنتشرين هناك على متن طائرات الشحن C-17 Globemaster التي أرسلتها القوات الجوية الإماراتية (EAF). كما تم تفكيك المنشآت العسكرية بما في ذلك حظائر الطائرات والثكنات وأنظمة الرادار.
ويأتي رحيلهم في أعقاب انسحاب الإمارات لقواتها من الجبهة اليمنية وأبلغ محمد بن زايد آل نهيان ولي العهد الإماراتي في غضون ذلك الرئيس الإرتيري أسياس أفورقي باعتزام أبوظبي وقف انتشارها العسكري في عصب.
وتعمل هذه القاعدة منذ عام 2015، وهي أول قاعدة عسكرية إماراتية خارج حدودها، وقد شُيّدت للهجوم على قوات الحوثيين في جنوب اليمن.
وأشرف قائدها اللواء عقاب شاهين العلي على أعمال تحديث المحور الجوي الذي يضم مدرج بطول 3500 متر تم بناؤه لاستيعاب طائرات C-17. وتضم القاعدة أيضًا منفذًا للمياه ومركزًا للتدريب.
وتم إضفاء الطابع الرسمي على شروط الانتشار الإماراتي في إريتريا باتفاقية تعاون مع أسمرة تضمنت تأجير الأرض للإمارات لمدة ثلاثين عامًا بتكلفة متواضعة تبلغ 5 ملايين دولار سنويًا.
ومع ذلك، أعطى محمد بن زايد لنفسه خيار العودة في أي وقت: لم يتم إلغاء ترتيب الإيجار مع إريتريا وبالتالي يمكن إتاحة القاعدة مرة أخرى للإماراتيين.
وتعد القاعدة قاعدة أمامية مهمة من الناحية الاستراتيجية لأبو ظبي، سواء للتحكم في الوصول إلى البحر الأحمر أو لممارسة النفوذ في القرن الأفريقي.
لكن الوجود الإماراتي أصبح محرجًا دبلوماسيًا. حيث اتهمت جبهة تحرير تيغراي، التي تخوض حاليًا نزاعًا مسلحًا مع الحكومة الفيدرالية الإثيوبية، أبوظبي بنشر طائرات بدون طيار مسلحة من طراز Wing Loong II من قاعدة عصب لدعم حكومة أبي أحمد مما أدى إلى تغيير موازين القوى.
ومع قيام إدارة جو بايدن الجديدة بتعليق مبيعات الأسلحة الأمريكية للإمارات بانتظار المراجعة، سلّطت وزارة الخارجية الأميركية الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها القوات الإريترية في إقليم تيغراي حيث تقاتل إلى جانب القوات الفيدرالية الإثيوبية ضد جبهة تحرير تيغراي.