قال الكاتب والصحفي الأردني "ياسر أبو هلالة"، المدير السابق لقناة الجزيرة، إن "مصلحة السعودية عدم القبول بالإستراتيجية الإيرانية الإماراتية، والحفاظ على اليمن ديموقراطياً موحداً".
وأوضح أبو هلالة في مقال له في صحيفة "العربي الجديد"، تحت عنوان "تقاسم اليمن بين الإمارات وإيران"، أن "مشروع إيران السلالي المذهبي لا يُهزم بغير الديموقراطية. وهذا ما أثبتته الحرب المدمّرة التي أحدثت أسوأ كارثة إنسانية، وزادت من نفوذ إيران".
وأشار إلى أن "الإمارات تحاول التكيّف مع التغيرات الأميركية تجاه إيران، لتنفيذ استراتيجيتها بفصل الجنوب ليكون حائط صدّ للحوثيين الذين يستولون على شمال اليمن، وبذلك تسترضي إيران".
وأضاف: "في النهاية، تخرج السعودية من اليمن مثقلةً بخسائر مالية وبشرية، من دون تحقيق أي من أهدافها. على العكس، حدود رخوة مرشّحة للاختراق بناءً على مزاج إيران في التصعيد أو التهدئة".
وأكد أن "الإمارات تنصّلت من اليمن، بعد قرار الولايات المتحدة وقف تصدير المعدّات العسكرية إلى السعودية، وقالت إنها منسحبة من اليمن، مع أن الوقائع على الأرض تثبت أنها زادت من وتيرة تدخلها غير العلني".
ولفت إلى أنه "ليس تاريخاً بعيداً التواطؤ الإماراتي مع الحوثيين، فنظرية الثورة المضادّة تعتبر إيران حليفاً موضوعياً لضرب الديموقراطية في العالم العربي".. مشيرا إلى أن "الإمارات تمكّنت بغفلةٍ من السعودية أو شراكةٍ معها، من تفكيك الفرقة الأولى مدرّع التي كانت خط الدفاع الأخير عن العاصمة".
وبيّن أن "آخر مبلغ مساعدات صرف للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي كان 200 مليون دولار مقابل تسريح آخر مجموعة من ضباط الفرقة. بعد ذلك، كان تقدّم الحوثيين مسألة وقت، خصوصاً بعد اغتيال اللواء حميد القشيبي غدراً وعدواناً".
ولفت إلى أن "الثورة المضادّة تغطّي عداءها للديموقراطية واليمن الموحد بستار مواجهة الإخوان المسلمين، ولذلك ما زال حصار تعز مستمراً".
وأضاف: "وفي مقابل اغتيال قياداتٍ إخوانيةٍ معتدلةٍ وتهميشها، تقدّم قيادات سلفية متطرّفة لها ارتباط بالإرهاب، مثل هاني بن بريك وأبو العباس وغيرهما. وذلك كلّه يدعم الحوثي، فلا مشكلة مع نظريته المتطرّفة طالما أن لدى الطرف الجنوبي نظرية أكثر تطرّفاً يعبر عنها التيار السلفي المدخلي".
وأكد أبو هلالة أن "أكثر ما يخدم الحوثي عندما يقدّم المداخلة إسلاماً "سنياً" لا يخفي رغبته بالتطبيع مع الصهاينة. وفي المقابل، يرفع الحوثي صرخة "اللعنة على اليهود"، وهكذا يخدم التطرّف بعضُه بعضاً".
وقال: "ليس للحوثي مشروع وطني. هو فصيلٌ متطرّف يتبنّى نظرية حكم سلالي مناطقي عملياً بأفق طائفي يمتد إلى إيران. وهو مستعد لبناء استراتيجية متكاملة، تتقاسم فيها إيران والإمارات اليمن، ويتم تصفية فكرة اليمن الديموقراطي الموحد (أو الاتحادي)، ويحاول الاستفادة من "لحظة بايدن" التي تتقارب فيها أميركا مع إيران".
وأكد في هذا الصدد، أن "اليمن لقمة أكبر من إيران والإمارات والسعودية، فالوعي الدستوري والجمهوري أصيل فيها من ثورتها الأولى على الإمامية، وأحزابها تلاقت في "اللقاء المشترك"، وفي ساحات التغيير، تداعى شبابها على اختلاف اتجاهاتهم، وضحّوا بعزيز النفوس أملاً بمستقبل أجمل".
واختتم أبو هلالة مقاله بالقول: "لقد اجتمع الحوثي والقوى الانفصالية في الجنوب من قبل في مؤتمر الحوار الوطني. والمأمول أن تضغط أميركا في سبيل حلٍّ سياسيٍّ على قاعدة المؤتمر الذي عبر عن إجماع وطني، بعيداً عن الاحتلالات الخارجية، حل عنوانه يمن المستقبل، لا اليمن الحوثي ولا المدخلي، ولا مكان فيه للإرهاب، ولا للمشاريع الصهيونية".
أخبار ذات صلة
الخميس, 25 يونيو, 2020
الجبواني: السعودية خسرت الحرب لمصلحة إيران والإمارات
الثلاثاء, 30 يوليو, 2019
إيران والإمارات تجريان محادثات حول الأمن البحري في طهران