تتواصل المواجهات العسكرية في عدة جبهات بين الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي الإرهابية، رغم دعوات الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى ضرورة إنهاء الحرب في اليمن والبدء بإجراءات وقف الدعم عنها.
وبعد 3 أيام من تلك التصريحات، دارت مواجهات عنيفة بين الجانبين في محافظات (مأرب، الجوف، والحديدة، وتعز) سقط فيها عشرات القتلى والجرحى، فيما واصلت المليشيات الحوثية عملياتها الإرهابية ضد المدنيين في مأرب وتعز.
والأحد أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية تدمير طائرات مسيرة أطلقها الحوثيون تجاه المملكة.
وبحسب خبراء عسكريون، فإن الإجراءات الأمريكية، لن يكون لها التأثير الكبير في مسار الحرب اليمنية التي تتحكم بها عوامل معقدة.
ورأى الباحث العسكري اليمني علي الذهب، إنه "لن يكون لقرارات بايدن التأثير الكبير على مسار الحرب أو مدى قوتها باليمن؛ فأطراف النزاع ما زالت تتجاذب مسألة السلام بشيء من التعقيد".
وفي حديثه للأناضول، أضاف: "الحوثيون يضعون شروطا معقدة لتحقيق السلام، مثل وقف الضربات الجوية ورفع الحصار وإعادة فتح مطار صنعاء، في حين تشترط الحكومة تطبيق المرجعيات الثلاث التي هي مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية".
والمرجعيات الثلاث في مجملها، تقود إلى بدء عملية سلام، بشرط تخلي الحوثيون عن العمليات العسكرية تماما وتسليم السلاح الذي بحوزتهم.
ووفق الذهب، "لن يكون هناك تراجع كبير في العمليات العسكرية على الأرض بين القوات الحكومية والحوثيين.. لكن قد تخف دقة الضربات الجوية التي تنفذها السعودية في اليمن؛ كونها تأخذ معلوماتها في الغارات ذات الموثوقية العالية، من الجيش الأمريكي".
ولفت إلى أن "حديث بايدن بأن الولايات المتحدة ملتزمة بالدفاع عن السعودية، سيفتح مجالا للرياض للتزود بالأسلحة في حال تعرضها لأي هجوم صاروخي أو بالطائرات المسيرة".
وفي الوقت نفسه، بين أنه "بعد تصريحات بايدن سيكون هناك ممارسة ضغوط على الأطراف المتحاربة، لكن معروف أن الحرب اليمنية سوق كبير للأسلحة والخبراء وأرباب الإمداد العسكري، فيما الولايات المتحدة تمر بظروف اقتصادية غير جيدة ما يجعلها تعوض ذلك بصفقات الأسلحة".
وطوال سنوات الحرب في اليمن، انحصر الدعم الأمريكي لتحالف دعم الشرعية في اليمن في الدعم اللوجستي والمخابراتي، وبيع الأسلحة، فيما أبقت على خطوط تواصل ولو بشكل غير معلن مع الحوثيين.
وصنفت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، في نهاية ولايتها، قرارا بتصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية"، وفرض عقوبات على عدد من قادتها، وهو القرار الذي أعلنت إدارة بايدن، في 22 يناير/ كانون ثان الماضي، أنها بصدد مراجعته.
والخميس، أعلنت الولايات المتحدة وقف دعم الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، وتعيين مبعوث خاص للدفع بعملية السلام في البلاد التي تشهد حرباً منذ سبعة أعوام.
وأعلنت واشنطن، أواخر يناير الماضي، أن إدارة بايدن جمّدت مؤقتا بعض مبيعات الأسلحة للإمارات والسعودية؛ لمراجعة هذه الاتفاقات.
المصدر: الأناضول+ يمن شباب نت