أثار التصريح الذي أطلقه المبعوث الأممي الى اليمن مارتن غريفيت، بشأن رفضه تصنيف الحوثيين كجماعة ارهابية، ردود أفعال واسعة، في أوساط النشطاء اليمنيين الذين اتهموا "غريفيت" بالتواطؤ مع الحوثيين، والإساءة لكل أوجاع اليمنيين.
وكان المبعوث الأممي الى اليمن، "غريفيث" قد "حثّ "الأربعاء" على التراجع عن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية في أقرب وقت لدواع إنسانية". حسب وصفه.
وفي هذا الصدد، قال الناشط اليمني، مصطفى الجبزي، "دعوكم من الشأن اليمني وحقيقته وتفاصيله". إن "دعوة جريفث الى وقف قرار التصنيف الامريكي للحوثيين بأنها حركة ارهابية يعني إدعاء واضح بأن القرار مُسيّس".
وأشار "الجبزي"، في منشور له على صفحته في "الفيس بوك"، إلى أن تصريح غريفيت، "تجاهل لحيثيات القرار المتعلقة باعمال عنف عسكرية عابرة للاوطان نفذها الحوثيون تهدد الامن الدولي والملاحة الدولية".
وأضاف الجبزي، "من حق جريفث أن يقول ما يريد. فهو يمارس سياسة". مستدركا: "وهذا حقه إلا أن يمارسها من بوابة الملف اليمني".
وأوضح أن "التصنيف لا يعني وقف التفاوض وهذا يعرفه جيدا جريفث. لكن القرار يعني تضييق مالي على المنتمين للجماعة".
وتساءل الجبزي: "لماذا ينزعج جريفث؟". لافتًا إلى أن غريفيت "غير معني بصوت اليمنيين. ولا معنى بتنصيف اليمنيين لطرف من اطراف الحرب".
واستدرك: "لكنه ياخذ محمل جد ادعاءات الحوثيين اثناء تنفيذ مداهمات بانهم كانوا يهاجمون أوكارا ارهابية". مشيرا إلى أن "إدانته الباهتة لقصف مطار عدن لا تتسق ومهمته".
وأكد مصطفى الجبزي، أن "جريفث يسيء لكل اوجاع اليمنيين وهو يضع طلب باسم الحالة الانسانية".
وأشار إلى أن "الحالة الانسانية ينطق بها من تضرروا من استخدام السلاح ضدهم. عدد السجناء الذين فشل جريفث في اخراجهم. المحاصرين في البيضاء وتعز وحجة".
محاولة استرضاء
الكاتب والصحفي علي الفقيه، من جهته، قال: "منذ عدة أشهر ترفض مليشيا الحوثي استقبال المبعوث الأممي مارتن غريفيث في صنعاء، وتعرض للإهانة من قبلهم أكثر من مرة. ومع ذلك يواصل محاولة استرضائهم".
وأضاف في منشور على صفحته في "الفيس بوك"، :اليوم وفي إحاطته لمجلس الأمن حشد كل الأدلة والبراهين لإقناع أعضاء المجلس أن القرار الأمريكي بتصنيف المليشيا كمنظمة إرهابية يعرقل عملية السلام ويتسبب في مجاعة (....)".
وأشار إلى أنه "ما تزال الشرعية تزغرد وتتزين كلما تلقت إشارة من "غريفيث" أنه قادم إليها ويحتشدون لمقابلته من عند الرئيس هادي إلى عند وزير الخارجية".
وأكد الفقيه، أن "غريفيث يخدم أجندة القوى الدولية الراعية للحروب والفوضى، وكذلك يعمل وسعه ليشغل دكانه وهو يعرف يقيناً أن دكانه ودكاكين المنظمات الدولية لن تبقى مفتوحة إلا إذا استمرت الحرب والأزمات الإنسانية في اليمن".
تمكين الحوثيين
ورأى الصحفي والناشط اليمني همدان العليي، أن "مارتن غريفيث وفريقة يريدون تحميل قرار تصنيف الحوثيين كجماعة ارهابية مسؤولية فشلهم في أداء مهامهم".
وخاطب غريفيت بالقول: "لا يا مارتن.. أنت فاشل وكاذب أنت وفريقك من وقت مبكر". مؤكدين أنه "لم ينجح في أي ملف سوى تمكين الحوثيين وما حدث في الحديدة خير دليل".
الصحفي رماح الجبري، أشار إلى أنه "منذ ثلاث سنوات يمارس غريفيث العمليات التجميلية للمليشيا الحوثية وتضليل المجتمع الدولي من خلال بيع الوهم والتفاؤل الزائف". مشيرا إلى أن غريفيت "لم يكتف بذلك واصبح اليوم يتبنى ويمثل الجناح السياسي للمليشيا الحوثية الارهابية ويدافع عن جرائمها وارهابها".
من جهته، أشار الناشط والصحفي اليمني عصام الأحمدي، إلى أن "غريفيث البريطاني لا قارب بين الأطراف اليمنية ولا وجد حل للأزمة الإنسانية". مضيفا: "فقط حريص كل الحرص على استمرار الصراع إلى ما لا نهاية من أجل مصروفاته ومصالحه وبما يتوافق مع سياسة دولته اللعينة".
شيء طبيعي
من ناحيته، قال الصحفي والكاتب فهد سلطان، أن "انتقاد الأمم المتحدة والمبعوث الأممي "مارتن غريفيث"، لتواطؤه الواضح مع الحوثيين "شيء طبيعي"، غير الطبيعي: هو استغراب البعض من انحيازه والأمم المتحدة ضد الشرعية كل هذه المدة".
وأضاف: "بالنسبة لي: سأندهش فعليا، إذا حصل العكس، من خلال انحيازها لصالح الدول والحكومات ضد الانقلابات والمليشيات والسعي لوقف العنف والحرب بصورة فعلية، وهذا مستحيل حصوله في تاريخها كله".
وأوضح سلطان، "من يريد يفهم بشكل مبسط، فأمامه تجارب كثيرة، فيمكن ينظر لتاريخ الأمم المتحدة في سوريا والعراق وليبيا والصومال والسودان كأمثلة فقط، أو ليرى موقفا مغايرا في التعامل معها في أزمة أثيوبيا قبل أسابيع".
وتساءل: "كيف أن السلطة ركلت وداست على تصريحات الأمم المتحدة وضغوطاتها ومحاولاتها اليائسة للتدخل، فسارت نحو الحسم العسكري وإنهاء الانقلاب واستعادة الأمن والاستقرار وذهبت الأمم المتحدة تجر أذيال الخيبة.!!". حسب قوله.