قال الرئيس عبدربه منصور هادي، السبت، إن "أهم أولويات الحكومة الجديدة التي ستعمل عليها في المقام الأول هي مواجهة التحديات الاقتصادية ووقف تدهور الحالة الاقتصادية ودعم العملة الوطنية وبناء وتعزيز ايرادات الدولة ومؤسساتها المختلفة".
جاء ذلك في اجتماع عقده مع الحكومة بحضور نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح ورئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني عقب أداء اليمين الدستورية (وفقا لوكالة الأنباء اليمنية سبأ).
ووجه الرئيس الحكومة بالعمل كفريق واحد وبرنامج واحد وهدف واحد يمثل طموحات الشعب ويؤسس لمرحلة جديدة تلغي كل آثار الماضي لنتحرك باتجاه المستقبل، وقال "هذا هو طريقنا الوحيد وليس أمامكم إلا النجاح والانجاز ولن يسمح لنا شعبنا بغير ذلك وستجدون مني شخصيا كل الدعم والرعاية والمتابعة الحثيثة والمسؤولة والحازمة".
وأشار إلى أن أمام الحكومة فرصة كبيرة تستحق نفوسا كبيرة وهمة عالية، متجاوزة للصغائر ومتعالية عن المناكفات، وملتحمة مع هموم الشعب، ومتفهمة لحساسية المرحلة وتحدياتها.
وقال: "صحيح انكم قادمين من أحزاب وتكتلات ومناطق جغرافية مختلفة، ليكن همكم الوطن والمواطن أولاً واخيراً، فالوطن فوق الأحزاب وفوق الكل، ونحن في مرحلة جديدة ونعول عليكم لتعملوا كفريق واحد، وهذه حكومة معظم أعضاءها وجوه شابه، وعليكم الابتعاد عن اي مناكفات او صراع".
وشدد الرئيس على الحفاظ على مظاهر الدولة، وسمعتها وهيبتها ورمزيتها، وقال: "لا اريد أن اسمع عن اي وزير في هذه المرحلة ان يصدر تصريح يضر بسمعة الدولة. نريد عدن عاصمة للجميع، نريد مؤسسات تبنى، نريد اقتصاد يتعافى، نريد أمن يستتب، نريد مواجهة للانقلاب، ونريد خدمات للناس، وهذا باختصار ما ينتظركم، ومن اثبت جدارته في إدارة الوزارة فأهلاً وسهلاً به وسيكون محل احترام الشعب والقيادة، ومن اساء فيها سيتم محاسبته وتغييره".
كما شدد على عدم تجاوز لوائح الوزارات والقانون "لا نريد ان نسمع عن سوء إدارة وفساد وأي تكليفات قام بها الوزراء خارج صلاحياتهم غير مقبولة".
وأشار إلى أن الحكومة معنية لمتابعة ما تبقى من استحقاقات اتفاق الرياض وخاصة في الجانب العسكري والأمني بما في ذلك استكمال الانسحابات وجمع السلاح وتوحيد كافة التشكيلات العسكرية تحت إطار وزارة الدفاع والمكونات الأمنية تحت إطار وزارة الداخلية وفقًا للاتفاق.
كما شدد على جعل العاصمة المؤقتة عدن أولاً خالية من كافة الوحدات العسكرية وتمكين الأجهزة الأمنية من القيام بدورها، ولا نريد صراع بعد اليوم، ولا قطرة دم بعد اليوم، وعدونا الحوثي ولابد ان تتوجه الجهود لتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة وانهاء الانقلاب الحوثي الإيراني.
ولفت رئيس الجمهورية، إلى أن هذه الحكومة تأتي اليوم وقد شعر الجميع بأن ضعف حضور الدولة هو أكبر الكوارث على شعبنا، ولذا فإني اقول لكم وبوضوح إن" الشعب ينتظر منكم الكثير وقد تحمل الكثير وسيكون معكم، وعليكم أن تكونوا معه في توحيد الجهود والعمل تحت راية واحدة هي راية الدولة فقط ومؤسساتها الدستورية، وستمارس هذه الحكومة مهامها من جوهرة مدن اليمن عاصمتنا المؤقتة عدن التي ستكون عاصمة لليمنيين جميعا|.
وقال: إن "أعظم مهمة ينبغي ان تقوم بها هذه الحكومة هي التخفيف من معاناة المواطن وتحسين الخدمات وتحقيق الأمن، وهذه أهم الاولويات في المرحلة القادمة، وأن يشعر المواطن بوجود الدولة عبر خدماتها".
ولفت إلى أن ذلك لن يتأتى إلا بتعزيز البناء المؤسسي للدولة، وتوحيد اجهزتها الامنية وعودة كافة المؤسسات للعمل الجاد، فلن يكون هناك بعد اليوم وزير يمارس عمله من خارج الدولة والعاصمة، وسيعود الجميع وستعملون بطاقة اضافية لبناء هذه المؤسسات ويجب ان نفعل ذلك بإمكانياتنا المتاحة، فلن نواجه التحديات الكبيرة إلا بعمل مؤسسي منظم لكافة اجهزة الدولة المركزية وفي إطار من التعاون والتكامل مع السلطات المحلية وعلى مستوى كل محافظة".
وشدد، أن المهمة الأولى لكل وزير هي ان يكون قدوة لكل وزارته، ويداوم رسمياً وينسى السفريات، ويقرب منه الكوادر المؤهلة ويبني وزارته بناء حقيقي لا وزارات في حقائب الوزراء، وان تكون الوزارات فاعلة وحقيقية وهياكل حقيقية ودوام حقيقي رسمي ومقرات معروفة للجميع.. مشيراً الى انه سيتم رصد موازنة خاصة بالنفقات التشغيلية للوزارات رغم شحة الإمكانيات.
وقال الرئيس:" انا على ثقة كاملة من دعم الأشقاء في المملكة العربية السعودية للاقتصاد اليمني وهم الذين كانوا وما زالوا نعم العون والسند.. مشدداً على ضرورة العمل لتخفيف معاناة المواطن سواء تلك الناتجة من الوضع الاقتصادي او جراء مواجهته للانقلاب الحوثي وتضحيات الشعب من اجل استعادة الدولة.
وأضاف،" أريد أول اجتماع رسمي للحكومة في العاصمة المؤقتة عدن وبشكل عاجل ولتكن رسائلنا الأولى لشعبنا وللعالم كله، أننا سنعمل على مواجهة ما خلفته الحرب، وسنعزز كل فرص السلام المستدام الذي يمثل حلم شعبنا في حياة مستقرة وآمنة، وسنعمل على بناء واستعادة مؤسسات الدولة، وسنعزز اقتصاد البلاد، وسنستمر في مواجهة المشروع الانقلابي الحوثي المدعوم من ايران حتى نجبره على السلام وعودة الدولة ومؤسساتها".
وتابع:" أن واحدة من أهم أولويات الحكومة تقديم الخدمات للمواطن، واقول لكم ضعوا المواطن اليمني على امتداد اليمن الكبير من المهرة الى صعدة نصب أعينكم واعملوا جاهدين للتخفيف من معاناته سواء تلك الناتجة من الوضع الاقتصادي او جراء مواجهته للانقلاب وتضحياته من اجل استعادة الدولة"
وقال:" يجب ان يشعر المواطن بوجودكم من أول يوم، ويجب أن يكون المواطن هو قضيتكم الاولى لتخفيف الهموم عن كاهله، ويكفي ما عاناه ويعانيه، كما أن عليكم مسؤولية للاهتمام والرعاية بأسر الشهداء الأبرار الذين دفعوا ارواحهم فداءً لهذا الوطن وكذلك للمعتقلين والمختطفين وأسرهم".
ولفت رئيس الجمهورية، الى إن كل الأولويات والتحديات التي ستواجه الحكومة تحتاج قبل كل شيء إلى تعزيز الصف الوطني ونبذ كافة اشكال الفرقة والصراعات وتوحيد الصف بحيث تتحرك الحكومة كفريق واحد متناغم ومتجانس بعيداً كل البعد عن التخندق الحزبي والمناطقي.
كما شدد على ضرورة ان يسود الحكومة التآخي والتآلف ونبذ الانقسام والفرقة والتوجه نحو بناء الدولة ومؤسساتها والالتحام بالشعب وهمومه ومواجهة التحديات والمضي في طريق المستقبل واليمن الجديد.
وجدد الرئيس الحرص على تقديم الدعم للجيش الوطني البطل الذي يناضل من أجل وطننا وسنكون معه لمواجهة الانقلاب وسنعمل جميعاً على دعم جهود الدولة لتعزيز الأمن وبناء مؤسساته، وسنعمل بإصرار على مواجهة التحديات الاقتصادية ومخاطر تدهور العملة الوطنية وستظل يدناً ممدودة دائماً وأبداً للسلام العادل والشامل على أساس المرجعيات الثلاث والمواطنة المتساوية والدولة الاتحادية وقواعد الحكم الرشيد الذي قررته مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
وقال" تدركون جميعاً أن المشروع الحوثي المدعوم ايرانياً يشكل خطراً على كل اليمنيين بدون استثناء من صعده وحتى المهرة، حيث أن هدفهم الرئيسي هو نقل وتطبيق التجربة الإيرانية في بلد الإيمان والحكمة، دون تمييز شمالًا أو جنوبًا، وهذا ما يرفضه شعبنا اليمني الأبي، وهذا التحدي يفرض على الحكومة ان تستعيد طاقتها وجهدها في مواجهة هذا المشروع الذي يدمر اليمن ويقضي على مقوماته ".
واضاف" أثق بأن شعبنا الصابر والتواق للأمن والاستقرار والسلام سيكون معكم وسيتحمل المزيد إذا رأى عزمكم ووحدتكم وقوتكم وصدقكم ونظافة أيديكم واصراركم على العمل، كما اثق بان كل الاحزاب والمكونات السياسية ستكون مساندة لجهودكم إذا عملتم ضمن هذا المسار الذي ينتظره اليمنيون، وسيكون الإقليم والعالم كله معكم لمواجهة المآسي الكثيرة التي خلفتها الحرب، وعلى رأسهم الأشقاء في المملكة العربية السعودية الذين قدموا ويقدمون جهودا كبيرة من أجل الاستقرار واستعادة الدولة".
وثمن الرئيس، الجهود المبذولة للأشقاء في تحالف دعم الشرعية وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية لإنجاح اتفاق الرياض وثقتنا بهم مطلقة لرعاية ما تبقى من بنود اتفاق الرياض وهذا قدرنا ومصيرنا المشترك وهذا ما تفرضه علينا وعليهم روابط الاخوة والدم والتاريخ المشترك بل والجغرافيا والمصالح المشتركة.
من جانبه، عبر رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك عن شكره لرئيس الجمهورية على الثقة الغالية في هذه المرحلة الصعبة.. مؤكدا انه سيتم العمل على برنامج الحكومة الجديدة ومحدداته التي تمثل مستقبل الوطن بصورة عامة.
وقال:" إن المسؤولية ثقيلة ولكن سنعمل بشكل جماعي والنجاح للجميع".. لافتا الى ان كلمة وتوجيهات الرئيس ستكون أساس برنامج الحكومة، شاكراً له هذه الموجهات والضوابط.
واضاف الدكتور معين عبدالملك "ان كل عضو في الحكومة مستشعر حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعاً وبعون الله سنعمل على تجاوز التحديات في مختلف المجالات".
أخبار ذات صلة
السبت, 26 ديسمبر, 2020
الحكومة الجديدة تؤدي اليمين الدستورية أمام الرئيس هادي في الرياض
السبت, 26 ديسمبر, 2020
صحيفة سعودية: الحكومة اليمنية ستعود إلى عدن غدٍ الأحد بعد أداء اليمين الدستورية