كشفت لجنة تحقيق عسكرية تابعة لوزارة الدفاع اليمنية، عن معلومات حول الصواريخ الحوثية التي استهدفت أحياء سكنية في مدينة مأرب شمالي شرق اليمن، مؤكدة أنها "إيرانية الصنع"، تم تهريبها إلى اليمن مجزأة، وتركيبها في صنعاء عن طريق خبراء صواريخ.
وبحسب موقع وزارة الدفاع "سبتمبر نت"، اليوم الأحد، فإن إحدى اللجان العسكرية المكلفة بالتحقيق في جريمة أحد الصواريخ التي أطلقتها المليشيات الحوثية على حي سكني بمأرب، وتسبب بمقتل وإصابة عدد من المدنيين؛ عثرت على أدلة تؤكد أن الصواريخ إيرانية الصنع.
وقالت لجنة التحقيق إنها اكتشفت أدلة تثبت تورط المليشيا وداعمتها إيران، بالإمعان في استهداف المدنيين، وسقوط أكبر قدر من الضحايا، من خلال فحص بقايا الجسم الصاروخي الذي تم التحقيق فيه.
وأوضحت أنه تم العثور، في موقع سقوط الصاروخ، على شظايا عبارة عن مكعبات من الحديد الصلب، وضعت في مقدمة الصاروخ بغرض إصابة أكبر عدد ممكن من الأشخاص، مشيرة إلى أن تلك الشظايا وضعت بداخل جسم الصاروخ، لأن الجسم الخارجي للقسم المتفجر في الصاروخ غير متشظٍ.
وأضافت: تبين من خلال الفحص والتدقيق في جسم الصاروخ وجود حروف وأرقام مكتوبة باللغة الإنجليزية وبخط اليد، بواسطة حبر طلاء حراري على جسم الصاروخ، كما أنه تم العثور على مسامير بولتات (Boults) تستخدم للتثبيت بين الجسم الخلفي، التي ركبت عليه زعانف التوازن، مع جسم محرك الصاروخ، مكتوب عليه أحرف باللغة الانجليزية (H- D- W).
وذكرت لجنة التحقيق أن كل ذلك يشير إلى أنه تم تركيب الصاروخ في مناطق سيطرة المليشيا بعد أن وصل إليها قطعاً مفككة.
كما تم العثور على صدأ في بعض قطع بقايا الصاروخ، وخاصة مناطق الربط والاتصال، تكونت نتيجة عدم حفظها بصناديق خاصة للحفظ وبشكل مجزأ.
وقالت اللجنة إنها توصلت إلى أن تصنيع أجزاء هذا النوع من الصواريخ، لا يتم إلاّ في معامل أو مصانع خارج اليمن متخصصة في صناعة الصواريخ والمعدات الحربية في اماكن مختلفة. كما أن بعض القطع التي تم فحصها صنعت في مصانع غربية وأدخلت إلى اليمن مجزأة وعبر البحر وبوسائل حفظ غير مناسبة، ليتم إعادة تركيبها بواسطة خبراء متخصصين.
وأوضحت، أن الصاروخ "باليستي" من نوع أرض أرض، وذا مدى متوسط 110 الى 150كم، إلاّ أنه زود بنظام توجيه متقدم، ومن المرجح أن نظام التوجيه هو من نوع أنظمة الباحث الذكي (الكتروبصري) والتي لا تمتلكها إلا الدول المتقدمة، وعلى الأرجح أن المزود في إيران.
وأكدت أن الصاروخ تم إطلاقه بواسطة منصة ثابتة على الأرض وتحت اشراف خبراء أجانب، وتم إطلاقه من الجهة الغربية لمأرب.
ورجحت اللجنة، أنه من خلال القرائن والاستنتاجات، وبالرجوع إلى مواصفات وخصائص الصواريخ التي تمتلكها بعض الدول الإقليمية، فأن الصاروخ الذي أطلق على المنزل بحي الروضة هو من نوع "بدر- F" الذي تمتلكه مليشيا الحوثي وأعلنت عنه في أبريل 2019، وتم تزويدها بمكونات تلك الصواريخ وتكنولوجيا توجيهها من إيران.
وكانت وزارة الدفاع قد عرضت قبل يومين، اعترافات لخلية تجسس تعمل لصالح مليشيات الحوثي، اعترفت بوجود خبراء من إيران وآخرون من جنسيات أخرى يديرون القوة الصاروخية للحوثيين والتي استهدفت المدنيين ومواقع عسكرية في مأرب من خلال رفع الإحداثيات من قبل خلية التجسس.