قال السفير اليمني بماليزيا الدكتور عادل باحميد إن ثورتي سبتمبر وأكتوبر أعادت لليمن سيادته واستقلاله، مشددا على أن هذا ما ينبغي أن يُعمل به الآن في ظل هذه الظروف وهذه الانقلابات..
وأوضح السفير، في كلمته بإحتفالية وطنية نظمتها الجالية اليمنية بماليزيا بذكرى الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، أن الأوضاع التي مر بها ثوار اليمن قديما أسوأ من الأوضاع التي يمر بها الشعب اليوم، ولذلك يجب ألا يتسرب اليأس إلى نفوس الناس. ودعا إلى تجديد الإرادة والروح الثورية لدى الشعب، حتى يعود القرار إلى اليمنين، الأمر الذي لن يتم إلا بتوحيد الجهود اليمنية، وأن يقف الجميع خلف القيادة الشرعية للبلاد لاستعادة الدولة..
وأقامت الجالية اليمنية بماليزيا مساء أمس الثلاثاء احتفائية وطنية بذكرى الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، تحت عنوان: "ستة عقود من الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر.. عودة الإمامة وأطماع الاحتلال" تم بثها عبر برنامج زوم برعاية إعلامية من مجموعة اليمنيون للإعلام، وشارك فيها عدد من الدبلوماسيين والأكاديميين والسياسيين اليمنيين..
ودعا السفير اليمني بماليزيا إلى أخذ العبر والدروس من تاريخ الثورة، وبدلا من الغرق في تفاصيل الماضي دون فائدة، يتوجب علينا تغيير السلوك وفقا لفكرة وفلسفة الثورة اليمنية.
من جهته أوضح رئيس الجالية اليمنية الدكتور عبد الله الحجاجي أن هذه الاحتفائية الوطنية تأتي إحياءً لفكر ومفهوم الثورة اليمنية وقيم الحرية والعدالة والمساواة والمواطنة، وإيمانا بدور الجالية اليمنية في ماليزيا، وكل الجاليات اليمنية في العالم بأهمية مفاهيم المقاومة والثورة والعدالة والسلام، وعرفانا لمناضلي الثورة اليمنية وما حققته من أهدافها.
ولفت الحجاجي إلى أن اليمن تعاني من ويلات الانقلابات العدمية، والتي تسعى إلى تمزيق اليمن طائفيا وجهويا وعرقيا، مستنكرا التجاهل الأممي والدولي للمعاناة التي يمر بها الشعب اليمني، مشيرا إلى وجود تناغمٍ ملحوظ مع الانقلابات الطائفية والجهوية من قبل بعض الأنظمة والحكومات والمنظمات الغربية.
ودعا رئيس الجالية اليمنية الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى مساندة الشرعية، وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة باليمن وخاصة القرار 2216 وكل القرارات التي تنهي معاناة الشعب اليمني. في الوقت الذي دعا فيه الأشقاء العرب والأصدقاء وكل محبي اليمن إلى مساندة اليمن للنهوض من كبوتها، وقطع العلاقات مع الانقلابات التي تزيد من عذابات الشعب الصابر في الداخل والخارج.
أربعة محاور ثورية
وطرحت في الاحتفالية أربعة محاور؛ الأول حول "الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر بين حق المواطنة والولاية" لأستاذ التاريخ الإسلامي البروفيسور عبد الله الشماحي؛ تحدث فيه عن واحدية الثورة والمصير لثورتي سبتمبر وأكتوبر، اللتين جآئتا لإعلان حرية المواطن اليمني وسيادة الشعب على أرضه، مؤكدا على أن ثوار اليمن جمعت بينهم الهوية والمواطنة، ولذا كانت ثورتهم واحدة ضد الرجعية والاحتلال. وفي حين لفت إلى أن الثورات العالمية وقفت ضد الحق الإلهي في أوربا وأمريكا، استغرب من بعض الحكومات والأنظمة الغربية التي تدعم الحوثيين مدعيي الحق الإلهي في اليمن.
وجاء المحور الثاني تحت عنوان "لمحة تاريخية عن الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر" لأستاذ التربية والمستشار الثقافي للسفارة بماليزيا البروفيسور عبد الله الذيفاني..واستعرض فيه لمحة من تاريخ الثورتين اليمنيتين، مؤكدا على أن العلم، لا البندقية، كان الخيار الثوري الأول، ولذا خرج اليمنييون بحثا عن العلم في عدد من الدول لجلب التجارب والمعرفة إلى بلادهم..
وإلى جانب ذلك، لفت البروفيسور الذيفاني إلى أن الثوار اليمنيين عرفوا العمل السياسي منذ فترة مبكرة، ولذا لم يفرقوا بين شمال وجنوب، ولا بين مواطن من الدرجة الأولى وآخر من الدرجة الثانية. كما أكد على الدور البارز للعمل النقابي والصحافة والاتحادات الطلابية في الثورة اليمنية، وكذا دور الجاليات اليمنية التي دعمت الثورة فكريا وماديا واحتضنت الثوار. في حين أثنى أيضا على دور القبيلة اليمنية في الثورة، شمالا وجنوبا، مؤكدا نزوعها للحرية والثورة.
أما المحور الثالث، فتحدث فيه الأستاذ علي الأحمدي- الأمين العام المساعد لحركة النهضة، والناطق الرسمي للمقاومة بعدن- حول "فكر وفلسفة الثورة ومفهوم الثورة اليمنية"، والذي نوه إلى ضرورة فهم فكر الثورة، وعدم الخروج عن الإطار التاريخي لها والفترة الزمنية التي قامت فيها، مشددا على أنه "لا يصح محاكمة الماضي بمعطيات الحاضر اليوم"، فالثورة خرجت من واقع المجتمع اليمني وثقافته الداعية إلى الحرية، وأيضا من دين الشعب الذي يدعو للحرية ويرفض الاستبداد، ولذا فقد رفض الفكر الديني في المجتمع اليمني الوصاية والسلالية والاستبداد والحق الإلهي، وخرج الشعب في ثورة ضد السلالة، مؤكدا على أن فكر الثورة في اليمن نابع من البيئة والواقع اليمني، وتشكلت فلسفة الثورة من مختلف الأفكار التي حملها الثوار وصاغوا أهدافها ومبادئها بمختلف مشاربهم الفكرية.
وفي المحور الرابع، تحدث رئيس مركز يمنييون للدراسات (بماليزيا)، الدكتور فيصل علي، حول "دور الجاليات في المقاومة والثورة اليمنية"، والذي أكد على ضرورة قيام الجاليات اليمنية والمهاجرين والمغتربين والحاصلين على جنسيات الدول التي استقروا فيها وذوي الإقامات الدائمة والمؤقتة والحاصلين على لجوء والعمال والطلاب والموظفين والتجار والأكاديميين والباحثين..، بدورهم في التعريف بالقضية اليمنية ومساندة الدولة والشرعية في استعادة الدولة، والتأسي بدور الجاليات اليمنية في الماضي وما قدمته من دعم للمقاومة والثورة اليمنية في 1948 و 1962 و 1963. وشدد على أن مساندة الشعب اليمني والجيش الوطني والسلطات المحلية والشرعية في إرساء قواعد الدولة وبناء مؤسساتها واستعادتها من سلطات الكهنوت والجماعات والانقلابات..؛ يجب أن يظل هدفاً سامياً لكل الجاليات والمهاجرين والمقيمين خارج اليمن.
وتخللت الإحتفالية مقطوعات غنائية ثورية قدمها الفنان اليمني صالح المزلم، إلى جانب قصيدة شعرية بعنوان "صحوة البن" للأديب والشاعر طارق السكري- عضو الهيئة التأسيسية لنادي أوسان الأدبي.
(بمشاركة: ماجد السامعي، وعلي الحسام، من كوالالمبور)