وضع تقرير لمركز أبعاد للدراسات والبحوث، ثلاثة سيناريوهات لمعركة صنعا،، بين قوات الجيش الوطني والمقاومة مدعومة من التحالف العربي وبين ميلشيات الحوثي وصالح .
ووصف التقرير الذي حصل "يمن شباب نت" على نسخة منه، معركة صنعاء، بأنها ?معركة الفرصة الأخيرة لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب بالقوة العسكرية، وليس وفق مشاورات سياسية تفرض تنازلات على الدولة.
ووفق التقرير يتضمن السيناريو الأول: اجتياح صنعاء عسكريا واسقاط الانقلاب بالقوة، فيما يحتوي السيناريو الثاني: عمليات عسكرية محدودة في محيط صنعاء والاكتفاء بحصارها لفرض الاستسلام على الانقلابيين.
وأما السيناريو الثالث يتلخص في جولة مشاورات سياسية جديدة تجمد العمليات العسكرية.
وبين التقرير تفاصيل السيناريوهات الثلاثة وتحديات المعركة وتوصيات ما بعد التحرير، مستعرضاَ فرص نجاح كل سيناريو.
نص التقرير:
صنعاء.. معركة الفرصة الأخيرة
توصف ?معركة صنعاء بأنها ?معركة الفرصة الأخيرة لأنها قد تكون آخر المعارك التي يمكن من خلالها استعادة الدولة وانهاء الانقلاب بالقوة العسكرية وليس وفق مشاورات سياسية تفرض تنازلات على الدولة.
* جاءت هذه المعركة بعد فشل مشاورات الكويت السياسية بين الشرعية وجماعة الحوثي وصالح الانقلابية. وأهم أسباب فرضها هو هروب الميلشيات إلى الأمام بتشكيل مجلس سياسي مناصفة بين صالح والحوثي لإدارة الانقلاب الذي كان يدار عبر مجلس ثوري كواجهة لحكم الميلشيات منذ سقوط العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م.
* استخدام مؤسسة البرلمان في شرعنة الانقلاب كونه خاضعا للتوافق حسب المبادرة الخليجية يعني سقوط آخر مرجعيات الحكم الانتقالي بعد إسقاط مخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية بالذات القرار ( 2216) جراء الانقلاب وإعلان الحرب، وهو ما شجع التحالف العربي لدعم العمل العسكري.
* ومن الأسباب أيضا لعودة العمليات العسكرية هو عودة عمليات الميلشيات على الحدود وإرسال صواريخها إلى السعودية.
* المدة الزمنية المتوقعة لهذه المعركة بين شهرين إلى أربعة أشهر وتم اختيار صنعاء لأهميتها الاستراتيجية كمركز اداري ومالي استخدمه الانقلابيون مركزا للسيطرة ولبقاء انقلابهم يتنفس وباستعادتها يتم اختصار الوقت والجهد والكلفة في استعادة الدولة.
السيطرة على مكامن القوة:
* اختارت قوات الشرعية أن تكون معركتها الكاسرة مع الانقلابيين على مشارف العاصمة صنعاء وبالتحديد في منطقة نهم لأسباب جيوعسكرية أهمها:
* نهم ذات موقع عسكري مهم للعاصمة فهي تحيط بها من الشمال والشرق وتبلغ مساحتها 1841 (كم²) تقارب مساحة محافظتي صعدة وعدن مجتمعتين، وتعد ( البوابة الشرقية للعاصمة) وهي البوابة الآمنة لها لوعورة تضاريسها الجبلية ومرتفاعاتها الشاهقة والسيطرة عليها هو سيطرة جزئية على العاصمة.
* نهم منطقة على اتصال بالحزام القبلي للعاصمة صنعاء حيث يحدها من الشمال مديريات أرحب وبني الحارث وهمدان، بينما تحدّها من الغرب والجنوب مديريات بني حشيش وخولان وسنحان والسيطرة على نهم هو ضغط وتأثير على هذه المديريات التي تعد الحزام القبلي الذي اذا تمت السيطرة عليه تمت السيطرة على صنعاء.
* تحتوي نهم على مرتفعات جبلية هامة من الناحية العسكرية أهمها استراتيجيا تلك المسماة (جبال الفرضة) التي يقال أن من يفرض سيطرته عليها يفرض نفوذه على هذه المنطقة الكبيرة ومحيط صنعاء.
* ( جبال الفرضة ) هي عبارة عن سلسلة جبلية تمتد من مفرق الجوف ومأرب صعوداً إلى منطقة (مسورة)، ومن ثم جبل المنارة الذي يهيء السيطرة عليه السيطرة على مرتفع مهم جدا على بعد 25 كيلومتر ويدعى (نقيل بن غيلان)، الذي إذا تمت السيطرة عليه تمت السيطرة على أهم معسكرات صنعاء الواقعة تحت قبضة الميلشيات وهي ( الصمع وفيه اللواء 83 مدفعية و الفريجة وفيه اللواء 62 مشاة وبيت دهرة وفيه اللواء 63 مشاة) وهو ما يعني السيطرة عمليا على مطار صنعاء واطباق الحصار على العاصمة من الشرق نهم والشمال أرحب.
رحى المعركة في محيط صنعاء:
* تنقسم الجبهات في مديرية نهم الى ثلاث جبهات ميمنة وقلب وميسرة، وتنقسم الميمنة التي قسمين ميمنة الميمنة وميسرة الميمنة، أما الجبهة الثانية فهي جبهة القلب، والتي تقع في مناطق الحول ووادي بران.
* بعد سيطرة الجيش الوطني على جبل المنارة التحمت القوات في الميسرة والقلب، ولم يتبقى سوى بعض المواقع في الميمنة التي تمتد حتى قرى ارحب، ويتجه الجيش للسيطرة على "نقيل بن غيلان" وهو ما يؤدي الى التحام الجبهات الثلاث التي ستشرع في اسقاط 3 ألوية وتحرير أرحب والسيطرة عمليا على مطار صنعاء.
عوامل القوة التي مهدت لوصول قوات الشرعية والمقاومة إلى مشارف صنعاء:
* الجاهزية القتالية والتدريب الكافي والسلاح النوعي.
* ساهم بقاء محافظة مأرب محررة كمقر قيادة وسيطرة استقرارا محفزا لترتيب الوضع العسكري واستقبال المجندين والعسكريين الفارين من مطاردة الانقلابيين.
* الانتصارات التي حققها الجيش والمقاومة في الجوف أمنت الخطوط الخلفية.
* تعرض معسكرات الانقلابيين لخسائر كبيرة جراء ضربات جوية دقيقة لقوات التحالف أدت إلى منع تحريك آليات قتالية أيضا.
* أسهم تشكيل مجلس أعلى للمقاومة في صنعاء بقيادة شخصيات اجتماعية في التأثير على المحيط القبلي ما جعل قوات الشرعية والمقاومة تحصل على حاضن اجتماعي داعم لوجستيا وبشريا.
* تزايد الانشقاقات في أوساط العسكريين التابعين للميلشيات الانقلابية مع كل تقدم للجيش الوطني والمقاومة كان آخرها كتيبتين احداها تابعة للواء العمالقة في عمران الذي اقتحمته الميلشيات مؤخرا وأخرى تابعة للواء حرس جمهوري موالي لصالح.
* اهتزاز معنويات المقاتلين الحوثيين وأتباع صالح بسبب اهتزاز المحيط الاجتماعي الذي أصبح ينظر للتقدم العسكري المفاجيء الى مشارف صنعاء انتكاسات وهزائم للميلشيات.
* حرص كثير من مشائخ القبائل التزام الحياد وعدم المواجهة مع أي طرف كما فعلوا مع تمدد الحوثيين وهناك مشائخ من الطوق القبلي أدى الولاء للشرعية بشكل سري والبعض منهم بشكل علني.
توقعات لمسار معركة صنعاء العسكرية:
* قبل تحرك العملية العسكرية في محيط صنعاء تقول المؤشرات أن هناك معركة أخرى تنهزم فيها الميلشيات الانقلابية ساحتها الاقتصاد وأن البنك المركزي على وشك اعلان عدم قدرته تسليم مرتبات الدولة.
* في عملية تحرير العاصمة صنعاء يتولى طيران التحالف حوالي 35% من مسار المعارك فيما 65 % تتولاها القوات على الأرض.
* تتولى المناطق العسكرية الثالثة والسادسة والسابعة جل العمليات العسكرية المحيطة بالعاصمة صنعاء ومهمتها تطويق العاصمة من الشرق والشمال والجنوب فيما تتحرك المنطقة العسكرية الخامسة لتحرير مناطق من الساحل التهامي وتقوم المنطقة الرابعة بدعم جبهة تعز ومحيط باب المندب.
* 100 ألف مقاتل يتوزعون على 10 الوية فاعلة في أكثر من 5 محاور عسكرية ضمن 3 مناطق عسكرية مهمتها الحسم العسكري في صنعاء، 70% من مقاتليها اجتازوا تدريبا نوعيا لأكثر من عام ونصف.
* تمتلك هذه المناطق العسكرية والمحاور التابعة لها الوية ذات عتاد عسكري وقتالي نوعي أهمها قاذفات ومدفعيات حديثة ومتطورة دقيقة الإصابة إلى جانب دبابات ومدرعات ونظام صاروخي دفاعي لحماية المعسكرات من أي هجوم صاروخي.
* مهمة المنطقة العسكرية الثالثة التي تشمل محوري شبوة ومارب تقديم الدعم اللوجستي والعملياتي للجبهة العسكرية في نهم وبني حشيش وصولا إلى ارحب وتحرير صرواح جنوبا وقطع خط الامداد بالسلاح عبر الصحراء الواقعة بين شبوة ومارب وأهم ألويتها الفاعلة وكاملة الجهوزية ( 141- 133- 55 )
* المنطقة العسكرية السادسة ومحاورها الثلاثة تتجه من الجوف إلى عمران مرورا بحرف سفيان وأخرى تتجه من الجوف إلى صعدة ومهمتها قطع الامداد بين صعدة وصنعاء وتأمين تلك المحافظات وألويتها الفاعلة ( 310 – 127 – 122- 101)
* المنطقة العسكرية السابعة ومهمتها تطويق صنعاء من الشمال بدعم جبهات نهم وارحب ومن الجنوب حيث يتم تحرير البيضاء ودخول ذمار والسيطرة على مداخل صنعاء الجنوبية في سنحان وخولان وألويتها الفاعلة ( 125 – 121 – 72) فيما هناك الوية قيد التأهيل وإعادة التفعيل مثل لواء (314).
* هناك لواء المهمات الخاصة وهو مسؤول عن تأمين العاصمة صنعاء بعد التحرير.
سيناريوهات معركة صنعاء:
ثلاثة سيناريوهات لمعركة صنعاء بين قوات الشرعية والمقاومة مدعومة من التحالف العربي وبين الميلشيات الانقلابية التابعة للحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
* السيناريو الأول : اجتياح صنعاء عسكريا واسقاط الانقلاب بالقوة ، وهذا يعد انتصارا للشرعية ولكن هناك عوامل مؤثرة في نجاح أو فشل هذا السيناريو واهمها الوقت الكافي ومدى طول نفس الشرعية وداعميها من قوات التحالف في استمرار العملية العسكرية وأيضا مدى الاستعداد لترتيب الحالة الأمنية والاقتصادية.
* السيناريو الثاني : عمليات عسكرية محدودة في محيط صنعاء والاكتفاء بحصارها لفرض الاستسلام على الانقلابيين والقبول بالعودة خطوة إلى الوراء تتمثل في تسليم المدن والمعسكرات والسلاح وفق خطة مرحلية مزمنة تبدأ بتسليم العاصمة وهذا السيناريو يمكن ان يتحقق إذا شهد معسكر الانقلابيين انشقاقات ولكنه حاليا مستبعد في ظل إصرارهم على عدم تقديم أي تنازلات.
* السيناريو الثالث: جولة مشاورات سياسية جديدة تجمد العمليات العسكرية.
هذا السيناريو معناه التوقف منتصف الطريق وله تبعات على الشرعية والتحالف لأن العودة إليه دون تحقيق أي انتصار عسكري على الأرض سيعطي فرصة للانقلابيين لتحقيق نصر معنوي وإعادة ترتيب اوراقهم والتفرغ لفتح معسكرات تجنيد جديدة والحصول على سلاح نوعي وفرض شروط سياسية تضمن لهم السيطرة على الدولة أو ابتلاعها .
تحديات معركة صنعاء:
* عامل الوقت وتداخله مع عوامل أخرى قد لا يسمح بان تأخذ خطة تحرير صنعاء الوقت المحدد لها.
* الضغط الدولي الكبير على الشرعية والتحالف لإيقاف استعادة صنعاء عسكريا وإعادة المسار التفاوضي دون القدرة على فرض شروط على الانقلابيين.
* الانهيار الاقتصادي المريع وحالة الدمار جراء الحرب وحصول تمزق في النسيج الاجتماعي وهذا ما يجعل كلفة التحرير باهظة وبطيئة.
* تدهور الحالة الأمنية وانتشار العصابات المسلحة وزيادة معدلات الاغتيالات وهناك معلومات تؤكد اطلاق الانقلابيين سراح العشرات من المتهمين بالانتماء للقاعدة ما يعني أن ورقة الإرهاب أثناء تحرير صنعاء وبعدها ستكون عائقا كبيرا.
* الخوف من الإنضمامات العسكرية الصورية في اختراق الجبهة الداخلية للشرعية.
* اعتماد الانقلابيين سياسة الأرض المحروقة في تدمير العاصمة قبل خروجهم منها وارتكاب جرائم إنسانية للضغط على قوات الشرعية والتحالف.
* الخوف على آلاف المعتقلين السياسيين الذين تم خطفهم من منازلهم.
* الدعم الإيراني للميلشيات بأسلحة نوعية من بينها صواريخ حديثة مضادة للدروع والطائرات.
* تداعيات الحرب والانتقام وملفات الجرحى والمفقودين والمعتقلين وعائلات القتلى وانعكاساتها التي تزيد من حدة صراعات لا تتوقف عند الحرب بين الدولة والميلشيات وإنما قد تؤدي إلى حروب أهلية.
* الخوف من أي انقسام في المواقف الدولية وتأثير تداعيات الحرب في سوريا على الوضع في اليمن.
* المخاوف من توجهات إقليمية ودولية لدعم تشطير وتقسيم اليمن.
توصيات ما بعد تحرير صنعاء:
* اعلان اليمن دولة ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي وتوقيع اتفاقيات تؤمن المصالح المشتركة للأمن القومي لليمن والأمن الإقليمي للخليج.
* الدعم الاقتصادي والعسكري لتامين المناطق المحررة حاليا وتامين العاصمة وبقية المحافظات بعد استعادة الدولة.
* الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي اليمنية.
* فتح تحقيق حول كل الحوادث التي نجمت عن الانقلاب من قتل واختطافات وانتهاكات وتهجير وتشريد وتفجير المنازل والمؤسسات التعليمية والدينية ونهب الأموال والمؤسسات والسلاح.
* تأمين عملية انتقال باشراك كافة الأطراف السياسية واستعادة سلاح الدولة وفرض سيطرتها على كامل التراب اليمني والبدء في اجراءات العدالة الانتقالية وتعويض الضحايا وعمل دستور فيدرالي وفق مخرجات الحوار الوطني وتأمين اجراء استفتاء وانتخابات محلية وبرلمانية ورئاسية شفافة.
مركز أبعاد للدراسات والبحوث