اعتبر مركز دراسات يمني، اليوم الجمعة، أن إعلان المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً "إدارة ذاتية" في الجنوب، يكشف عن "فشل الجهود السعودية" في اليمن.
وقال مركز "أبعاد" للبحوث والدراسات في تقرير له، إنه "بعد فشل الجهود السعودية التي قادها مسؤول ملف اليمن الأمير خالد بن سلمان، فإن المملكة تبدو أمام أربعة سيناريوهات للتعامل مع الإعلان".
وأوضح المركز أن أول السيناريوهات "يعني المضي قدما في اتفاق مع الحوثيين، قد يؤدي إلى اعتبار السعودية هزمت في حرب اليمن ضد مليشيا مسلحة واحدة تابعة لإيران".
وأضاف أن "هذه السمعة السيئة لن تكون جيدة في دعم وصول ولي العهد السعودي (محمد بن سلمان) إلى كرسي السلطة، فيما من الصعب ذهاب الحكومة اليمنية إلى اتفاق مع الحوثيين بدعم السعودية".
وأردف "إلا إذا أرادت الرياض تثبيت سلطة الحوثيين في الشمال والانتقالي في الجنوب، وهو ما يجعل هذا السيناريو غير مرجح على الأقل في الوقت الحالي".
أما السيناريو الثاني، بحسب التقرير، فيتضمن "دعم تفكيك اليمن بإيجاد سلطات متعددة ودويلات صغيرة جنوبا، مقابل دولة للحوثيين شمالي البلاد، ووقف دعم الحكومة الشرعية".
ورأى أن "هذا يعني بأن السعودية ستتحمل مسؤولية تفكك دولة، ما يجعل التداعيات ثقيلة محليا ودوليا لذلك".
السيناريو الثالث المتوقع، وفق التقرير، يتمثل "في دعم الحكومة اليمنية وحلفائها المحليين الذين تثق بهم السعودية للحفاظ على اليمن كدولة واحدة مكتملة، والتفكير لاحقا بأي أهداف مختلفة، والتوجه لنزع سلاح المليشيات الثقيل في الشمال والجنوب لحماية حدودها ودعم الدولة اليمنية".
ولفت إلى أن هذا السيناريو كان الأفضل للسعودية واليمن وكان من السهل دعمه منذ العام الأول للحرب، لكن يبدو هناك تخوفات سعودية من مشاريع تعتقد أنها ليست في صالحها موجودة ضمن الشرعية اليمنية، وهذه المخاوف جعلت الرياض في مأزق كبير وتضارب في المصالح الآنية والإستراتيجية، وتضارب أيضا في المصالح اليمنية والسعودية من جهة وأيضا السعودية والإقليمية من جهة أخرى، لكن يظل هذا السيناريو محتملا وإن كان بدرجة ضعيفة.
أما بالنسبة إلى السيناريو الرابع، فبين التقرير أن السعودية "قد تضطر لبناء شرعية موازية للشرعية الحالية وتكون مقبولة من الإمارات وحلفائها جنوبا، وإيران وحلفائها شمالا".
وأضاف أن تلك الشرعية "يشارك فيها الانتقالي الجنوبي بحيث تحافظ على وحدة اليمن ظاهريا، فيما تكون السلطة الجديدة تحت تأثيرها وسيطرتها في وقت يتم استكمال سحب البساط على الشرعية الحالية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومن ثم البدء بمفاوضات نهائية مع الحوثيين".
ولفت المركز، إلى أن السيناريو الرابع "هو المتوقع حدوثه إلى حد ما في ظل تعقيدات الوضع اليمني ومستجدات الصراع الإقليمي والدولي، الذي أتاح للاعبين جدد الدخول إلى الملعب اليمني".
وقال، إن تقويض الحكومة الشرعية، يصب في مصلحة مشتركة للإمارات والحوثيين، فالطرفان يريدان السيطرة على جزء من الأراضي..
وأضاف، أن تآكل سلطة الحكومة الشرعية الذي بدأ في 2017 لم يتوقف حتى اليوم، وكل يوم تزداد وهذا قد يؤدي إلى إسقاطها لصالح المشاريع الهوياتية الأخرى "طائفية/عرقية/ مناطقية" بصفة الحكومة هي الحامل الوطني الباقي للهوية الوطنية الجامعة.
وتشهد عدد من محافظات الجنوب اليمني توترا، زادت حدته عقب إعلان المجلس الانتقالي في 26 أبريل/ نيسان الماضي "حكما ذاتيا"، وهو ما قوبل برفض محلي وعربي ودولي، وزاد من حدة توتر العلاقات بين المجلس والحكومة الشرعية.
ووقعت الحكومة و"الانتقالي" اتفاقا بالرياض، في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، لحل الإشكالات بين الجانبين عقب سيطرة الأخيرة على العاصمة المؤقتة عدن، لكنه لم يفلح في معالجة الأوضاع بالجنوب، الذي يطالب المجلس بانفصاله عن شمالي اليمن.