قالت منظمة أطباء بلاحدود الدولية، إن فيروس "كورونا" ينتشر على نطاق واسع في اليمن، وتسبب في القضاء على ما تبقى من النظام الصحي في البلاد.
و قالت "كلير هادونغ"، رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في اليمن في بيان، "تسبّبت خمس سنوات من القتال في انهيار نظام الرعاية الصحية اليمني بدرجة كبيرة ليظهر مرض كوفيد-19 فيكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير".
وأضافت "هادونغ" أن "النظام الصحي انهار بالكامل، وأغلقت العديد من المستشفيات أبوابها خوفًا من الفيروس أو بسبب النقص في الموظفين ومعدات الوقاية الشخصية".
وحذرت المسؤولة الدولية من أنه "سيموت الكثير من الناس بسبب هذا الفيروس"، مضيفة "لكننا نخشى أن يموت العديد من الأشخاص الآخرين من أمراض يمكن الوقاية منها وعلاجها، وذلك لأن الرعاية الصحية ليست متاحة بكل بساطة".
وقال البيان إن المنظمة تبذل كل ما في وسعها للاستمرار في الاضطلاع بأنشطة برامج الرعاية الصحية المنتظمة من جهة والاستجابة لتفشي مرض كوفيد-19 في البلد من جهة أخرى.
وأضافت أنه "لا يزال من الصعب إحضار الموظفين والإمدادات إلى البلاد، في حين يتخطى حجم الاحتياجات قدرة منظمة واحدة على الاستجابة لها".
وقال بيان المنظمة إن الدكتور نزار جهلان مدير الأنشطة الطبية في المشروع أصيب بالفيروس خلال قيامه بمعالجة المرضى في أحد المراكز التي تدعمها المنظمة بصنعاء، ونقل المرض أيضاً لزوجته لكنهما شفيا الآن ويستعد للعودة إلى العمل.
وأضافت "هادونغ"، "شهدنا هنا مزيجًا غريبًا من الإنكار لتفشي الفيروس والخوف منه، لم يرغب الناس تقبّل إمكانية وصوله إلى بلادهم، ومن ثم أنه قد وصل بالفعل وبدأ بالانتشار".
وأشارت إلى أنه "بمجرد أن واجهوا حالة إصابة واحدة حتى تسبّب ذلك في إثارة الذعر فيهم، غير أنّ هذا الخوف مبرر نظرًا لافتقار اليمن بشكل كامل تقريبًا إلى وسائل الاستجابة لهذا التفشي".
وأكد البيان أنه "لسوء الحظ، بات واضحًا وضوح الشمس أن الفيروس ينتشر على نطاق واسع في جميع أنحاء اليمن حيث امتلأت معظم الوقت طوال الأسابيع الأربعة الماضية وحدة العناية المركزة في صنعاء والتي تبلغ طاقتها الاستيعابية 15 سريرًا وحيث شهد الفريق معدل وفيات مرتفع".
وقالت المنظمة أن فرقها الطبية عالجت مئات المرضى الذين يعانون من أعراض تنفسية في كل من مراكز علاج كورونا التابعة للمنظّمة في صنعاء وعدن، واستقبلت مراكز أخرى تديرها أطباء بلا حدود أو تدعمها في شمال اليمن المرضى أيضًا، إنما بأعداد أقل، من بينها مراكز في حجة وخمر وإب وحيدان والحديدة.
ووفقًا لهادونغ، "يبدو للأسف أن ما يحصل هو نتيجة الخوف من الفيروس. يؤجّل الناس مطولًا المجيء إلى المستشفى وأحيانًا يأتون بعد فوات الأوان، مما يجعل إنقاذهم مهمةً صعبةً للغاية".
وأضافت "نُخبر الناس أن معظم الأعراض الناتجة عن الإصابة بهذا الفيروس ستكون خفيفة، ولكننا نطلب منهم أن يأتوا عاجلًا لا آجلاً لرؤيتنا عندما تبدأ الصعوبة في التنفس".
المصدر أونلاين