توفي نحو 100شخص من أبناء محافظة إب، وسط اليمن، خلال الأسبوع الأول من شهر يونيو/ حزيران الجاري، بأمراض عدة من بينها فيروس كورونا المستجد.
وحصل "يمن شباب نت" على إحصائية الوفيات من أقسام الطوارئ في المستشفيات، ومن راصدين محليين وعمليات تتبع لأخبار وفيات على مواقع التواصل الاجتماعي، وجرى توثيق حالات الوفيات في غالبية مديريات المحافظة، في ظل تفشٍ واسع لفيروس كورونا المستجد(كوفيد ـ 19) في المحافظةوتستر ممنهج من مليشيا الحوثي.
وبحسب مصادر متطابقة، فإن غالبية الوفيات ظهرت عليها أعراض فيروس كورونا المستجد والتهابات رئوية حادة، توفي بعضاً منها في مركز العزل بمستشفى جبلة وآخرون في منازلهم نتيجة عدم استقبالهم من المستشفيات، فيما فضل آخرون المكوث في منازلهم خشية بطش المليشيا التي تعاملت مع الوباء بشكل أمني وتوفوا إثر ذلك.
وشملت الإحصائية 4 حالات وفاة من الطواقم الطبية والتمريضية التي خالطت عدد من المصابين يتحفظ "يمن شباب نت" على ذكر أسماءهم لأسباب تتعلق بخصوصيات المتوفين.
وشهدت المحافظة موجة وفيات كبيرة منذ ماقبل عيد الفطر المبارك وحتى الآن، بلغت ذروتها في الأيام الأولى للعيد، وغالبيتها بسبب فيروس كورونا الذي تفشى على نطاق واسع بالمحافظة وترفض المليشيا الاعتراف الرسمي بذلك.
ونتيجة لتعتيم المليشيا على الوباء وعدم الاعتراف به، مع ارتفاع حالات الوفيات التي تدخل مراكز العزل المخصصة للوباء، سادت لدى المواطنين قناعات أن معظم مصابي الوباء يموتون لعدم جاهزية تلك المراكز أو لتعمد المليشيا التي تشرف على تلك المراكز بالتخلص منهم، وهي التهمة التي ترفضها إدارة تلك المراكز.
يأتي ذلك في الوقت الذي امتنعت فيه عدة مستشفيات في المدينة من استقبال أي حالات مرضية تظهر عليها أعراض "كورونا" أو تلك التي تتعلق بالالتهابات الرئوية ونزلات البرد، وفق شكاوى لمواطنين.
ويرجع قائمون على تلك المستشفيات ذلك لأسباب تتعلق بعدم امتلاكها أدوات السلامة والتعقيم وعدم تخصيص أماكن للعزل بداخلها، ناهيك عن عدم وجود أجهزة تنفس اصطناعي.
وتشهد مستشفيات محافظة إب، منذ أيام أزمة خانقة في الأكسجين، إذ انعدمت مادة الأكسجين في المستشفيات الحكومية والخاصة، بعد أيام من ارتفاع أسعاره ووجود سوق شبيهة بالسوق السوداء لمادة الأكسجين، بعد أن لجأ عشرات المرضى لشراءه واستخدامه في المنازل.
وتفيد مصادر طبية تحدثت لـ "يمن شباب نت" أن معظم غرف العناية المركزة في المستشفيات العامة والخاصة، ممتلئة بمرضى غالبيتهم مرضى باطنية وقلب وصدر، وهي بحاجة لمادة الأكسجين، فيما أطلق مرضى وأسرهم مناشدات عاجلة للمنظمات الطبية لإنقاذ المرضى.
وصاحب موجة الوفيات الكبيرة في المحافظة، نتيجة فيروس كورونا وأمراض مزمنة أخرى، ارتفاع كبير في أسعار القبور، حيث بلغت أسعار بعضها إلى 150 ألف ريال، فيما بقت جثث لساعات في المقابر دون دفنها لعدم استطاعة ذويها على دفع تلك التكاليف.
وفي وقت سابق دعت منظمة رصد الحقوقية، السلطة المحلية المعينة من الحكومة الشرعية، إعلان المحافظة محافظة موبوءة والتواصل مع المنظمات لإنشاء مستشفيات ميدانية لعلاج المصابين في ظل رفض المليشيا الاعتراف بوجود الكارثة.
وفي الأسبوع الأخير من الشهر الفائت تم توثيق أكثر 70 حالة وفاة في عموم مديريات المحافظة غالبيتهم من مصابي فيروس كورونا وفق منشورات على مواقع التواصل ومعلومات من أسر بعض الوفيات.
ورغم أن المليشيا ترفض حتى الآن الاعتراف بوجود أي إصابات للوباء في المحافظة، إلاّ أن مستشفى جبلة المخصص لعزل المرضى المصابون بالفيروس يعلنون مابين الفينة والأخرى عن حالات تعافي لمصابين، فيما زار أمس الأثنين، وزير الصحة في حكومة الحوثيين الغير معترف بها(طه المتوكل) المستشفى والتقى عدداً من المرضى المصابين وفق اعلام الحوثيين.