سلبت الأوبئة والحرب المستمرة منذ 5 أعوام في اليمن، بهجة عيد الفطر، وغابت مظاهر الاحتفال تحت وطأة تفشي فيروس كورونا.
واحتفى معظم اليمنيين في منازلهم، حيث خلا العيد من حيويته ومظاهره المعهودة، إذ طالت جائحة كورونا الفرح بهذا المناسبة وأجبرتهم على البقاء بالبيوت، ما خلف بهجة منقوصة في أول وثاني أيام عيد الفطر المبارك.
ونشر مغردون على منصات التواصل الاجتماعي في اليمن، صورا للاحتفال بأول أيام عيد الفطر من داخل المنازل، فيما اقتصرت معظم التعليقات على عبارة "العيد عيد العافية..اجلس في البيت".
"فرحة ناقصة وعادات مفقودة"
يقول سلمان العماري (37 عاما) إن أجواء العيد في صنعاء حزينة في ظل أوضاع صعبة ومخيفة ومقلقة في آن واحد.
ويضيف لـ"عربي21": طقوس وعادات مفقودة.. وفرحة ناقصة، بسبب وباء كورونا، حيث الإقامة الجبرية في البيوت، وعدم القدرة على السفر لزيارة الأقارب والأرحام في الريف والمدن المجاورة، بالإضافة إلى الخروج إلى المتنزهات والحدائق العامة، وإقامة الكثير من العادات والطقوس المتعلقة بالعيد.
وأشار إلى أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة سلبت الناس فرحتهم، وهذا المشهد واضح من خلال تزايد وانتشار العديد من المتسولين في الطرقات والممرات ومحلات الصرافة في أول أيام العيد من شريحة النساء والأطفال والعجزة وبعض المعاقين والكثير من المرضى.
وأوضح العماري أن هناك حالة رعُب وفزع مسيطرة على الغالبية من الناس في الواقع ونطاق وسائل التواصل الاجتماعي، نتيجة استمرار الحرب، وعدم قدرة المغتربين على التحويل لأقاربهم وعائلاتهم، وتزايد عدد الوفيات التي يعتقد أنها بسبب تفشي وباء كورونا المستجد.
وبحسب العماري فإن الكثير من الميزات التي تطبع العيد بأجوائه وطقوسه الفرائحية المعتادة، انعدمت، وجعلت الكثير ينظرون إلى عيد الفطر بشكل سلبي، ما أضفى عليه مسحة من الحزن والتباعد الجسدي والإقامة مكرهين في المنازل.
وقال: ولأن العيد بمعانيه، فإن عيد الفطر هذا العام منقوص البهجة، بلا معنى، ولا أثر ملموس له على الناس، خاصة مع استمرار الحرب في البلاد، ودخول أزمة كورونا على الخط.
وتابع العماري أن عيد الفطر هذا العام، سوف يُصنّف ضمن الأعياد والذكريات الحزينة، لحرمان الناس من العديد من الطقوس والعادات؛ بينها الخروج إلى المتنزهات وتبادل التبريكات والعناق والمصافحة بين الأقارب، بشكل أفْقد العيد حيويته المعهودة.
"فرحة غائبة"
وقال عبدالرحمن عبدالله (38 عاما) إن مظاهر الاحتفال بعيد الفطر غائبة جدا، في ظل تفشي وباء كورونا في صنعاء.
وأضاف في تصريح لـ"عربي21" أن 60 في المئة أدوا طقوس العيد في بيوتهم بصنعاء، بينما 40 في المئة، أقاموها وخرجوا من منازلهم رغم التحذيرات من الزيارات والتجوال من قبل سلطات الحوثي بسبب تفشي وباء كورونا.
"بهجة مسلوبة"
وفي مدينة عدن، جنوبا، التي تشهد تفشيا لوباء كورونا وأمراض وفيروسات مختلفة، يؤكد، عمر محمد حسن (26 عاما)، أن انتشار الأوبئة وأمراض الحميات في عدن ومنها كورونا، سلبت من سكان المدينة بهجة العيد.
وقال لـ"عربي21" إن معظم الأسر العدنية، بقيت في المنازل، للاحتفال بعيد الفطر.
ومنذ مطلع أيار/ مايو الجاري، سجل في عدن وفاة ما يزيد عن ألف و500 شخص بوباء كورونا وأمراض وفيروسات أخرى منها حمى الضنك والملاريا.
"أسوء عيد"
أما عبدالرحيم أحمد (40 عاما) فيصف عيد الفطر هذا العام بـ"الأسوأ في حياته".
وقال أحمد الذي يقطن محافظة إب (وسط) إن "هذا أسوأ عيد عرفته منذ 40 سنة، فلقد أقمنا صلاة العيد في البيت.
وتابع في تصريح لـ"عربي21": هناك مخاوف من زيارة الأرحام، في مشهد لم نعشه من قبل، على خلفية تفشي فيروس كورونا.
فيما أفادت مصادر عدة أن شوارع عدد من المحافظات اليمنية، صباح ثاني أيام عيد الفطر الإثنين، خالية تماما من مظاهر الاحتفال والبهجة، في ظل تصاعد مخاوف وهلع المواطنين على وقع حالات الإصابة والوفاة بكورونا، من بينها الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، رغم التستر عليها من قبل سلطات الحوثي.
ففي محافظة مأرب، شرق البلاد، حثت الشرطة المحلية الاثنين، المواطنين والتجار وسائقي المركبات على الالتزام بخطة حظر التجوال بالمحافظة والذي دخل قيد التنفيذ منذ مساء أمس الأحد.
وكانت السلطات المحلية في مأرب، قد أقرت حظر التجوال في المدينة، أمس الأحد من الساعة الخامسة مساء وحتى السادسة صباحا، بسبب تفشي وباء كورونا.
كما أقرت إغلاق منافذ المحافظة وإيقاف حركة المسافرين إليها من محافظات أخرى، ضمن تدابير مواجهة وباء كورونا.
وحذرت شرطة مأرب، وفقا لسكان وشهود، من خرق قرار حظر التجوال، داعية في الوقت نفسه إلى "عدم الخروج من المنازل".
وتشهد اليمن، تزايدا في حالات الإصابة والوفاة بفيروس كوفيد-19، في وقت أعلنت فيه اللجنة العليا لمواجهة الفيروس التابعة للحكومة المعترف بها، تسجيل (233) حالة بينها (44) وفاة و(10) حالات تعافي منذ 10 نيسان/ إبريل الماضي.
عربي 21