تعيد المواجهات الحالية بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة ومليشيات الحوثي وصالح من جهة أخرى في مديرية نهم شرقي العاصمة،أو ما سبقها قراءة الأهمية الاستراتيجية والعسكرية للمديرية التي تعد البوابة الشرقية لصنعاء ومن يسيطر عليها يكون له تفوق فيما بعدها.
وتبلغ مساحة نهم 1841 (كم²) وهو ضعف مساحة محافظة عدن بكلها،ويطلق عليها الخبراء العسكريون بالبوابة الشرقية للعاصمة، والتي تطل سلاسلها الجبلية الشاهقة الارتفاع على العاصمة.
تحد المديرية عدد من مديريات الحزام القلبي للعاصمة صنعاء، وتحدها من الشمال مديرية أرحب، وبني الحارث، وهمدان، بينما تحدّها من الغرب والجنوب مديريات بني حشيش وخولان وسنحان.
حلقة وصل
وتمكن أهمية مديرية نهم الجغرافية والاستراتيجية في سلاسلها الجبلية الوعورة التضاريس، والتي يصعب الوصول إليها والسيطرة عليها إلا بشق الأنفس، حيث يصعب شق الطريق إليها، ولا يمكن الوصول إليها إلا مشيا على الأقدام، وفي أحسن الأحوال عبر وسائل المواصلات البدائية كالحمير وغيرها.
وفي هذا السياق يقول المحلل العسكري علي الذهب إن المناطق الجبلية تحتل مكانا مرموقا في أولوية الأهداف العسكرية مع ما يكتنفها من عيوب، لكن السيطرة عليها توفر قدرا كبيرا من السيطرة على محيطها القريب والمتوسط تبعا لأهمية محيطها وكفاءة وفاعلية القوى والوسائل.
وأضاف الذهب في تصريح خاص لـ"يمن شباب نت" أن "الأهمية الاستراتيجية لمديرية نهم أنها تقع ضمن التحصين الطبيعي للعاصمة صنعاء ونقطة من نقاط التقرب منها، فضلا عن سيطرتها على الطرق التي تربط العاصمة ببعض المحافظات الشرقية والمدن الواقعة علي حواف هذه الطرق".
وحول سؤاله بخصوص الوجهة القادمة لقوات الجيش والمقاومة في حال إحكامها السيطرة على كامل مديرية نهم الاستراتيجية قال الذهب: "كل التحضيرات على الأرض تصب في اتجاه الهدف الرئيس للحرب، وهو السيطرة على العاصمة بوصفها مركز الانقلاب وعمود تماسكه".
وفيما يخص توقعه لسيناريو ومسار الحرب بعد السيطرة على العاصمة صنعاء: قال "لا شك أن الحرب في وضع ما بعد السيطرة على العاصمة، لن تنتهي عند هذا الحد، لكنها تكون قد انتقلت من افق الى أفق آخر".
جبال الفرضة
ومن تلك الجبال المهمة والاستراتيجية "جبال الفرضة"، التي يقال أنها سميت بهذا الاسم لأن الذي يسيطر عليها يتمكن من فرض نفوذه وسيطرته على باقي مناطق المديرية، وهي "عبارة عن سلسلة جبلية تمتد من مفرق الجوف، صعوداً إلى منطقة "مسورة" التابعة لمديرية "نهم"، وهي جبال وعرة تم عبرها شق طريق اسفلتي يربط بين محافظات صنعاء ومأرب والجوف".
ونقيل الفرضة فيه ميمنة وميسرة حيث تمكنت القوات الموالية للشرعية من الالتفاف على النقيل عن طريق الميمنة، في واحدة من أشد وأخطر المغامرات العسكرية، حيث عمد أفراد الجيش والمقاومة إلى حمل أمتعتهم وأسلحتهم على ظهورهم ،ليتمكنوا من السيطرة على معسكر فرضة نهم (معسكر اللواء 312حرس جمهوري) الذي يقع في أعلى نقيل الفرضة، والذي كان يعد السيطرة عليه من سابع المستحيلات، وتحول استراتيجي وعسكري كبير في سير المعارك في جبهة نهم ، على نحو أربك الانقلابيين وأصابهم في مقتل، وجعلهم يتبادلون الخيانات فيما بينهم، بعد استعادة المعسكر في 11من فبراير 2016، وهو يوم يرتبط بذكرى اندلاع ثورة الشباب في ال11 من فبراير 2011.
وكان قبل السيطرة بأشهر قليلة وقف أحد قيادات الحوثيين على جبال نقيل الفرضة وقال في ثقة من استحالة وصول وقوات الجيش والمقاومة إلى هذه الجبال"لأن سيطر الدواعش على هذه الجبال إنهم على حق"، في إشارة لقوات الجيش والمقاومة.
نقيل بن غيلان
وتبعد جبال الفرضة عن نقيل بن غيلان الاستراتيجي نحو 25كليو متر تقريبا والذي يعد السيطرة عليه وقوع ثلاثة من أكبر معسكرات الحرس الجمهوري أرحب تحت رحمة نيران قوات الجيش والمقاومة، وتحيط تلك المعسكرات بالعاصمة من الناحية الشرقية بنهم والشمالية بأرحب.
والمعسكرات هي على التوالي (بيت دهرة , الفريجة ,الصمع) .وتضم ألوية مهمتها منُاط بها تأمين العاصمة صنعاء، وبالتالي فإن سقوط هذه المعسكرات الثالثة بيد قوات الجيش والمقاومة يعني إطباق الحصار على العاصمة ومن ثم اقتحامها. والمعسكرات الثلاثة هي
اللواء 83 مدفعية جبل الصمع محافظة صنعاء اللواء 62 مشاة الفريجة محافظة صنعاء، اللواء 63 مشاة بيت دهرة محافظة صنعاء
جبهات نهم
تنقسم الجبهات في مديرية نهم الى ثلاث ميمنة وقلب وميسرة، وتنقسم الميمنة التي قسمين ميمنة الميمنة وميسرة الميمنة، حيث تعد جبال يام التي تمكنت قوات الجيش والمقاومة من السيطرة عليها ميمنة الميمنة في جبهة نهم، وهي عبارة عن عدة تباب تتخللها اودية وتعرجات تقع شمال غرب الفرضة على امتداد اكثر من ? كيلومتر.
أما الجبهة الثانية فهي جبهة القلب، والتي تقع من بعد معسكر الفرضة اللواء 312،والمتمثلة بقرية الحول ووادي بران.
أما جبهة الميسرة فتتمثل في وادي الملح وبيت الشليف وقرى كثيرة، حيث تقدمت قوات الجيش والمقاومة أكثر من 10كم محاولة الالتفاف على مركز مديرية نهم رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجه الجيش هناك والمتمثل بوعورة الجبال وانعدام طريق الإمداد. بحسب مصادر في الجيش والمقاومة.
وأم جبهة الميمنة والمتمثلة بيمين معسكر الفرضة بجبل ا?ريلات وتبة القناصين.
وتقول المصادر ذاتها إن الحوثيين استحدثوا حاليا جبهة جديدة تسمى ميمنة الميمنة وهي محاولة منهم للالتفاف على الفرضة واسقاطها، حيث تدور حاليا اشتباكات عنيفة في هذه الجبهة وتعد من اصعب الجبهات انعدام طريق ا?مداد ووعورة الجبال فيها على الطرفين .
ويقول مراقبون وخبراء عسكريون متابعون لسير المعارك في جبهة نعم، إن المعارك الآن دخلت معركة كسر العظم ومن سيتقدم شرق العاصمة على الأرض هو من سيتمكن من تحسين شروط تفاوضه سياسيا.
إلا أن المعطيات على الأرض تدلل أن قوات الجيش والمقاومة هي من تتقدم بين الحين والآخر على الأرض، منذ أن تمكنت من السيطرة على معسكر الفرضة في الثلث الثاني من شهر فبراير /شباط، ولم تخسر أيا من مواقعها التي تم السيطرة عليها، رغم استماتة الحوثيين والقوات الموالية لهم بإحراز أي تقدم على الأرض، وتمكنهم من الحصول على أسلحة جديدة ومتطورة متمثلة في الصواريخ الحرارية التي استغلوا الهدنة المعلنة وقاموا بإدخال كميات منها وغيرها من الأسلحة إلى خط المواجهات في نهم، لكنهم يقفون عاجزين في التقدم أمام القوات الموالية للشرعية واختراق مواقعها.
وتقول مصادر ميدانية في ذات الجبهة إن المعارك ازدادت حدتها خصوصا هذه الأيام، حيث لجأ الحوثيون إلى قطع خدمة الاتصال الأرضي على مدينة مأرب واتصالات خدمة يمن موبايل الحكومية، وذلك في إطار التغطية إعلاميا على سير المعارك والمواجهات المحتدمة الدائرة هناك.