قالت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية، إن ملامح السلام بدأت تظهر تدريجياً في اليمن، بعد فتح قنوات تواصل بين السعودية والحوثيين والامارات وايران.
وأضافت الصحيفة، في تقريرها إنه بعد سنوات من القصف ومئات الموتى والحرب، بدأت ملامح السلم تظهر تدريجيا في اليمن، بعدما فتحت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة قنوات اتصال مع الحوثيين وإيران، إلى جانب ذلك، اجتمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد الأربعاء، في أبوظبي لوضع أسس عملية وقف إطلاق النار في اليمن.
وتطرقت الصحيفة لمؤشرات إحلال السلام من خلال التصريحات الإعلامية واللقاءات السرية والمعلنة بين دول المنطقة ذات العلاقة بالشأن اليمني.
وأوضحت الصحيفة أن الملك سلمان أشار في خطابه السنوي لمجلس الشورى، الهيئة الاستشارية في البلاد، قبل بضعة أيام إلى أن نيته تكمن في السعي إلى إيجاد حل سياسي في اليمن، بالتزامن مع زيارة خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع وشقيق محمد بن سلمان، العاصمة العمانية مسقط بعمان، من أجل تمهيد الطريق لعقد اجتماع مع القيادة الحوثية، حيث تطوع سلطان عمان للتوسط في هذه العملية.
وذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي قد توسط أيضا بين الرياض وطهران، تماما مثلما فعل رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، من جهته، طلب دونالد ترامب من الرياض الذهاب إلى طهران لتقييم خيارات الهدنة.
والأسبوع الماضي، أوضح المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، في احاطته لمجلس الأمن أن الأسبوعين الأخيرين كانا الأكثر هدوءا منذ بدء الحرب؛ حيث قلص التحالف الغارات الجوية بنسبة 80 بالمئة، ولأول مرة، مرت حوالي 48 ساعة دون أي قصف.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحوثيين عرضوا هدنة وأطلقوا سراح العشرات من السجناء، في المقابل، سمحت السعودية بإعادة فتح مطار صنعاء للرحلات التجارية لأسباب إنسانية، فضلا عن إطلاق سراح حوالي 200 سجين حوثي، وبالتالي، متوقعة بأن اليمن يشق طريقه نحو السلام وفق تلك المؤشرات.
وقالت الصحيفة أن الهدنة أتت بعد استعراض جدّي للقوة من قبل طهران والمتمردين الحوثيين، ففي 14 أيلول/ سبتمبر، هاجمت طائرة دون طيار إحدى مصافي النفط السعودية، وهو هجوم فاجأ السعوديين لدقته ومدى صعوبة تنفيذه، ومن جانبهم، أطلق الحوثيون عشرات الصواريخ على المملكة العربية السعودية.
وتحدثت الصحيفة عن المباحثات الإيرانية الإماراتية التي حدثت على مدى أشهر ماضية وأفضت عن إعلان الإمارات سحب كثير من قواتها من اليمن.
ووقع في الرياض مطلع الشهر الجاري اتفاق بين الحكومة اليمنية والقوات المدعومة من الاماراتن بهدف إنهاء التمرد على الشرعية في عدن والحفاظ على وحدة اليمن، وفي ظل هذا الاتفاق، يحاول البلدان الآن بناء طريق نحو السلام، وفق الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، استقبل مؤخرا ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان في مطار أبوظبي وانتقلا إلى القصر الرئاسي في أجواء احتفالية، ويبدو أن عودة الانسجام بشأن اليمن تستفيد أيضا من مناخ الأعمال الجيد، حيث يبحث ابن سلمان عن تمويل لشركة أرامكو، أكبر شركة نفطية وأكثرها ربحية في العالم. ووفقا لبلومبرغ، فإن الإمارات ستستثمر حوالي 1.5 مليار دولار في هذا المجال.