قالت منظمة اليونسكو بأن الدول العربية كانت المنطقة الأكثر خطرا على حياة الصحفيين، خلال السنوات الخمس الماضية. إذ بلغت حصتها من حصيلة القتلى 30% على مستوى العالم، بينما حلت منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي ثانيا على قائمة المناطق خطرا على حياة الصحفيين إذ شهدت 26% من جرائم القتل، وتليها في ذلك منطقة دول آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 24%.
جاء ذلك في تقرير جديد لليونسكو أصدرته بالتزامن مع إحياء اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في الثاني من شهر تشرين الثاني/نوفمبر.
وأوضحت اليونسكو أن ما يقرب من 90% من الأيدي الملوّثة بدماء 1109 صحفيين قتلوا في جميع أنحاء العالم بين عامي 2006 و2018، لم تتم إدانتهم حتى الآن، مشيرة إلى أن السنوات الخمس الماضية شهدت زيادة بنسبة 18% في معدّل جرائم القتل المرتكبة ضد الصحفيين، وذلك مقارنة بما كان الحال عليه خلال فترة الخمسة أعوام السابقة.
وخلال العامين الماضيين، أوضح التقرير أن 55% من جرائم قتل الصحفيين وقعت في المناطق التي لا تشهد نزاعات، مشيرا إلى أن هذا الاتجاه يوضح تغيرا واضحا في طبيعة الظروف المعتادة لاستهداف الصحفيين، المهدّدين في أغلب الأحيان بسبب ما يعدونه من تقارير في مجالات السياسة والجريمة والفساد، بحسب اليونسكو.
وقد رصدت اليونسكو هذا العام انخفاضا في عدد جرائم القتل مقارنة بالعام الماضي، وقد أدانت المديرة العامة لليونسكو 43 جريمة قتل حتى تاريخ 30 تشرين الأول/أكتوبر 2019 مقارنة بـ 90 جريمة قتل كانت قد أدانتها في نفس الفترة في عام 2018.
وفي رسالتها بمناسبة اليوم، قالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي:"تسعى اليونسكو إلى مساءلة كل أولئك الذين يقتلون الصحفيين، وكل أولئك الذين يتخاذلون عن القيام بما يلزم لوقف هذا العنف. فينبغي ألا تكون نهاية حياة الصحفي نهاية البحث عن الحقيقة."
بدوره قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة: إن حرية التعبير وحرية وسائط الإعلام تكتسي أهمية حاسمة لزيادة التفاهم وتعزيز الديمقراطية وإعطاء دفع لجهودنا الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف، أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة في حجم وعدد الاعتداءات التي استهدفت السلامة البدنية للصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام، والحوادث التي تقوض قدرتهم على القيام بعملهم الحيوي.
وأشار إلى أن هذه الحوادث شملت التهديد بالملاحقة القضائية والتوقيف والسجن، وحرمان الصحفيين من الحصول على المعلومات، وعدم التحقيق في الجرائم المرتكبة ضدهم وعدم مقاضاة مرتكبيها.
ولفت غوتيريش إلى ارتفاع نسبة النساء في صفوف القتلى من الصحفيين، قائلا إن الصحفيات يواجهن زيادة مضطردة في أشكال العنف الجنساني، مثل التحرش الجنسي والعنف الجنسي والتهديدات.
وتابع: المجتمعات بأسرها تدفع الثمن. وأضاف:"إذا لم نكن قادرين على حماية الصحفيين، تصبح قدرتنا على البقاء على عِلم بما يجري حولنا وعلى المساهمة في اتخاذ القرارات محدودة جدا. وإذا لم يكن الصحفيون قادرين على القيام بعملهم في أمان، فإننا سنواجه احتمال العيش في عالم يسوده اللبس والتضليل الإعلامي."
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى الوقوف معا دفاعا عن الصحفيين من أجل الحقيقة والعدالة.