من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي يومنا هذا الأربعاء، الموافق 3 أغسطس، جلسة خاصة للإستماع إلى تقرير موجز من المبعوث الخاص للأمين العام لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بشأن آخر تطورات المشاورات بين الأطراف اليمنية.
وبحسب المعلومات، التي حصل عليها "يمن شباب نت" فإن الإحاطة التي كان مقرر لها أن تقدم حول اليمن في وقت متأخر من هذا الشهر، تم تقديمها بسبب القلق المتزايد الذي ساور أعضاء المجلس بشأن التقدم المحدود في محادثات السلام، حيث تم مناقشة فكرة تقديم الإحاطة في وقت متأخر من نهاية الأسبوع الماضي.
وكانت بريطانيا قدمت مشروع بيان صحفي أولي، عقب إعلان الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة الرئيس السابق علي صالح، تشكيل مجلس سياسي في 28 يوليو، أعربت فيه عن قلقها إزاء هذه الخطوة التي تتعارض مع توجهات والتزامات المجتمع الدولي لدعم عملية السلام في اليمن برعاية الأمم المتحدة.
وأعتبر المبعوث الأممي مثل هذه الخطوة التي أقدم عليها الحوثيون وحزب صالح بأنها تهدد المحادثات وتنتهك القرار الدولي 2216 (عام 2015)، والذي طالب جميع الأطراف بالامتناع عن الإجراءات أحادية الجانب والتي من شأنها أن تقوض عملية الانتقال السياسي في اليمن.
واعترضت روسيا على صيغة مشروع البيان البريطاني الأخير، وطالبت بأن يقدم المبعوث الأممي إحاطته أولا إلى مجلس الأمن للحصول على مزيد من التوضيحات بشأن التطورات الأخيرة حول المحادثات.
وكان وفد الحكومة اليمنية، قرر، في 31 يوليو/تموز، مغادرة الكويت، التي تعقد فيها المحادثات، بعد أن أعلن موافقته على مقترح الأمم المتحدة الذي ينص على توسيع ترتيبات الأمن المؤقتة - بما في ذلك الإشراف على الانسحاب ونزع السلاح من الحوثيين، واستعادة مؤسسات الدولة الرسمية، والإفراج عن المعتقلين، ويرسم خطة لاستئناف المفاوضات لمناقشة تشكيل حكومة وحدة وطنية. وهو المقترح، المبني على خارطة الطريق المقدمة سابقا للأطراف من ولد الشيخ أحمد في يونيو، لكنه لاقى رفضا من قبل الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام.
وأثنت مجموعة سفراء الدول الـ 18 لدى اليمن، في بيانها الصادر بتاريخ 1 أغسطس، على موقف وفد الحكومة اليمنية لاستعداده قبول المقترح الاخير للأمم المتحدة، فيما دعا وفد ممثلي الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام للتعامل مع مقترح المبعوث الخاص للأمم المتحدة بطريقة بناءة.
ويعتقد مراقبون دوليون، لهم علاقة بما يدور في مجلس الأمن الدولي، أن الطلب الروسي لهذه الإحاطة من ولد الشيخ أحمد، يأتي من أجل الحصول على وجهة نظره حول التطورات الجارية في المحادثات، بما في ذلك الاستقبال الذي حظت به خارطة الطريق التي قدمها للطرفين، وكيف قد تؤثر القرارات الأخيرة التي اتخذتها الأطراف على استمرارية المحادثات؟
ويرون أن أعضاء المجلس "قد يتخذون من هذه المناسبة فرصة لفض اشتباكهم فيما يتعلق بالصراع في اليمن"، حيث منعت الانقسامات السابقة في المجلس التعامل الصادق مع العملية السياسية في اليمن للضغط من أجل التوصل إلى تسوية سلمية. ونتيجة لهذه الانقسامات، لم يتمكن أعضاء المجلس من التوصل إلى توافق حول مشروع البيان الرئاسي – المقترح من بريطانيا أيضا قبل الجولة الثانية من محادثات الكويت في يوليو/تموز.
وحدث الانقسام الأخير حين دافعت مصر، والسنغال، عن مواقف التحالف الذي تقوده السعودية، والذي تعتبران أعضاء فيه، فيما كانت روسيا، من الناحية الأخرى، تتبنى وجهة نظر الحوثيين فيما يتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية قبل أي إتفاق.
وبالتزامن مع تقديم ولد الشيخ مقترحه الأممي الأخير، تم تمديد مشاورات الكويت أسبوعا إضافيا (حتى 7 أغسطس) لمعرفة وجهات نظر ومواقف الطرفين المتحاورين منها. وعقب مغادرة الحكومة اليمنية الكويت بعد إعلان موافقتها على مقترحه الأخير، دخل المبعوث الأممي في جلسات خاصة مع وفدي الحوثي وحزب مؤتمر صالح.
ومع أن الوفدين أعلنا صراحة، ضمن بيان مشترك لهما، رفضهما الصريح للمقترح، وأعتبراه مجرد أراء تندرج ضمن الأراء والمقترحات التي يتم مناقشتها منذ فترة في الكويت، إلا أن الإحاطة التي ينتظرها اليوم أعضاء مجلس الأمن الدولي من ولد الشيخ قد تكون حاسمة لإتخاذ المجلس موقفا موحدا إزاء هذه التطورات.