قالت باحثة غربية بارزة: إن "الحوثيين لديهم مشكلة كبيرة ومزعجة في المصداقية تعرقل بناء الثقة للتوصل الى أي اتفاق سلام مستقبلي في اليمن".
وخلال حديثها في فعالية حول اليمن استضافها معهد دول الخليج بواشنطن؛ أوضحت إيلانا ديلوجير، (زميلة أبحاث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)، أن الحوثيين- مقارنة بحكومة هادي، التي مهما كانت المشكلات التي تطرحها على الطاولة، أو إذا ما وفقت على شيء ما، فإنها تظل متمسكة به ـ ينتهكون تعهداتهم بشكل متكرر، على الرغم من استعدادهم دائمًا للتحدث.
وأضافت أن اليمن أثبتت وجود صعوبة بالغة تعرقل إمكانية التسوية، وذلك لأن هناك فعلاً ثلاث مجموعات من المفاوضات يتعين مناقشتها، وهي: الأولى هي بين حكومة هادي المعترف بها وبين الحوثيين المدعومين من إيران، والثانية بين الحوثيين والحكومة السعودية، التي تقود التحالف العربي الذي تدخل في اليمن في عام 2015 لهزيمة انقلاب الحوثيين ضد الحكومة اليمنية المعترف بها، فيـما الثالثة هي بين هادي والمجلس الانتقالي الانفصالي المدعوم إماراتياً.
وأشارت ديلوجير، إلى أن مجرد معضلة البداية فقط بدت واضحة من خلال اتفاق الحديدة، حيث حاول المجتمع الدولي بدء عملية لبناء الثقة. وبدلاً من ذلك، اضطرت جميع الأطراف - وبالتحديد التحالف العربي والحوثيين في هذه الحالة - للاجتماع على متن سفينة لأنهم لم يتمكنوا حتى من الاتفاق على أي قطعة أرض يجب أن يجتمعوا عليها.
وقالت مستغربة: "لم يتمكنوا حتى من اتخاذ قرار بشأن الطاولة، ناهيك عن موضوع المحادثات على الطاولة".
وأضافت ديلوجير، أن ادعاء الحوثيين كذباً بأنهم هم من هاجم أرامكو السعودية في 14 سبتمبر 2019 " لم يكن مؤشراً على وجود قوة مستعدة للسلام".
ولاحظت بأن حكومة هادي وجدت صعوبة في الوصول إلى طاولة المفاوضات، وكان ينظر إليها من قبل البعض على أنها عنيدة، وذلك نظراً لأنها تقف من حيث المبدأ باعتبارها الحكومة الشرعية، كما أن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2216 يدعو للاعتراف بهذه الحقيقة قبل بدء المفاوضات، وهو الأمر الذي لا يقبل به الحوثيين إطلاقاً.
وتابعت: وبالتالي فإن هادي ليس لديه خيار سوى الاستمرار في هذا الطريق .ومع ذلك، فلأنه ليس لديه قاعدة عسكرية أو شعبية ـ وفق ديلوجيـر ـ سيتعين عليه التمسك بهذه"البطاقة" المعترف بها دولياً ولن يساوم حولها.
بدوره تشارلز شميتز، أستاذ الجغرافيا بجامعة توسون ، بدا أكثر تفاؤلاً من إمكانية التوصل إلى اتفاق على المستويات العليا للفصائل السياسية، لكنه عبر عن مخاوفه بأنه لا يزال بإمكان اللاعبين الخارجيين، مثل إيران، إفساد الأمور.
وحول الدور الأمريكي، يقول شميتز: إن "الولايات المتحدة تفتقر إلى سياسة متماسكة في اليمن، على الرغم من أن دورها سيكون متمثلاً بإعادة الإعمار إلى حد كبير بعد أي اتفاق سلام ما".
من جانبها تساءلت ديلوجيير، عما إذا كانت مسألة اعتقاد الحوثيين بأن الولايات المتحدة تقف وراء الحملة برمتها ضدهم, لن تساعد الولايات المتحدة على الدخول في محادثات السلام، حتى لو كان ذلك رمزيا.
على الصعيد المستقبلي، أوضحت الباحثة الأمريكية ديلوجير أن ما هو غير متوقع حالياً يجب توقعه مستقبلاً، كأن يصبح الحلفاء أعداء مثلاً، كما حدث مع الحوثيين وصالح ومؤخراً مع هادي والانتقالي الجنوبي.