قالت منظمة الصحة العالمية إن حوالي 20 مليون يمني ما زالوا بحاجة إلى خدمات الرعاية الصحية بعد مرور أكثر من 4 سنوات من الصراع في اليمن، في وقت تتواصل فيه الجهود الدولية لحماية النظام الصحي بأكمله من الأنهيار.
وفي بيان صحفي لها، الأربعاء، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، ألطف موساني: "تُعدُّ اليمن بيئة محفوفة بالمخاطر. ونحن يوماً بعد يوم نواجه تحديات لم تواجهها أي بعثة أخرى. ولا تزال أزمة اليمن هي أكبر أزمة إنسانية في العالم وأكثرها تعقيداً على الصعيد السياسي والصعيد التنفيذي، ولا تطيق اليمن الانتظار، ولن نسمح للموت بأن يحصد أرواح الأبرياء".
وإذ حذرت المنظمة من أن اليمن "على حافة المجاعة، مع وجود ما يقارب من 20 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأشدهم ضعفًا هم الأطفال"، أشارت إلى أنها "تمكنت من تلبية الاحتياجات الصحية الـمُلحّة الناجمة عن الصراع" بفضل الدعم السخي من مكتب المساعدات الخارجية الأمريكية في حالات الكوارث.
وجاء البيان، الذي حصل "يمن شباب نت" على نسخة الكترونية منه، للإشادة بالدعم المقدم للمنظمة من مكتب المساعدات الأمريكية في حالات الكوارث، ومقداره 27 مليون دولار أمريكي، في إطار التعاون المشترك بين الطرفين "من أجل الحفاظ على النظام الصحي في اليمن".
ولفتت المنظمة، في سياق بيانها، إلى أن مكتب المساعدات الخارجية الأمريكية يعتبر أحد أكبر المانحين للاستجابة الصحية والتغذوية في اليمن. حيث مكّن هذا الدعم منظمة الصحة العالمية من تلبية الاحتياجات الغذائية وزيادة إمكانية الحصول على الرعاية الصحية من خلال آلية لتقديم خدمات صحية يطلق عليها "حزمة الحد الأدنى من الخدمات" والتي تهدف إلى الوصول لملايين اليمنيين.
ويقول موساني، ممثل المنظمة في اليمن: "تظل "القدرة على البقاء" هي الغاية الأساسية في اليمن- فليس علينا تلبية الاحتياجات الصحية العاجلة فحسب، بل علينا حماية النظام الصحي بأكمله من الانهيار– ولن نستطيع ذلك بمفردنا، ولكن سنستطيع بالشراكة مع مكتب المساعدات الخارجية الأمريكية والشركاء الآخرين".
وأشارت المنظمة إلى أنه "ومن خلال الدعم المقدَّم من مكتب المساعدات الخارجية الأمريكية ومقداره 27 مليون دولار أمريكي، ستتمكّن منظمة الصحة العالمية من دعم 60 مركز تغذية، مما يساعد على إنقاذ ما يزيد عن 15000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد والوخيم المصحوب بمضاعفات طبية".
وبحسب البيان، فإن حالات هؤلاء الأطفال، تعتبر "من أشد الحالات مرضاً، في بلدٍ بات على شفا المجاعة"، حيث تهدف منظمة الصحة العالمية إلى زيادة عدد مراكز التغذية للوصول إلى المزيد من الأطفال بالشراكة مع مكتب المساعدات الخارجية الأمريكية في حالات الكوارث.
ولفتت المنظمة إلى "أن البيئة التشغيلية في اليمن هي الأكثر تحدياً في العالم، حيث يُعدُّ توفير استجابة دائمة وفعّالة للاحتياجات الصحية الحرجة أمراً أقرب إلى المستحيل إذا قُدِّم منفرداً"، إلا أنه وبفضل هذا الدعم الأمريكي والشراكة مع منظمة الصحة العالمية "جرى جذب المنظمات الوطنية غير الحكومية، والمنظمات الدولية غير الحكومية وتوسيع نطاقها، وأدى تعزيز جهودها إلى إنقاذ الأطفال من سوء التغذية وخطر الموت في الحالات الأكثر سوًءاً".
وأكد البيان على أن هذا التمويل المقدَّم لمنظمة الصحة العالمية سيتيح "توفير الخدمات الصحية، وزيادة إمكانية الحصول عليها، وتوسيع نطاق جهود الاستجابة للكوليرا بالتنسيق الوثيق مع شركاء مجموعة الصحة".
وتتطلب خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2019 (4.2 مليار دولار أمريكي) لمساعدة أكثر من 20 مليون شخص، من ضمنهم 10 ملايين يعتمدون بالكامل على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية كل شهر. وحتى الآن لم تمول هذه الخطة سوى بنسبة 56%.
وأثناء مؤتمر المانحين لإعلان التبرعات للأزمة الإنسانية في اليمن، الذي عقده الأمين العام للأمم المتحدة في شباط/فبراير 2019، تم التعهد للأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني بمبلغ 2.6 مليار دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات الـمُلحّة. وتناشد الوكالات الإنسانية الجهات المانحة بتوفير التمويل في أسرع وقت ممكن.
أخبار ذات صلة
الاربعاء, 09 أكتوبر, 2019
الصحة العالمية: ولادة 4 ملايين طفل في اليمن منذ بداية الحرب