كشف المبعوث الأمريكي الخاص في إيران "برايان هوك"، عن سعي طهران إلى المشاركة في مفاوضات السلام والجهود التي تقودها بلاده لإيجاد حل سياسي واتفاق شامل في اليمن، ينهي الحرب التي حرضت إيران على إشعالها.
وقال "برايان هوك"، إن "المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، يلعب لعبة طويلة الأمد في اليمن (..) ما أغرق البلاد في الفوضى. وأدى إلى تحويل الحوثيين من ميليشيا قبلية إلى قوة قتالية قاتلة".
وفي مقال كتبه "هوك" ونشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية وترجمه "المصدر أونلاين"، قال "إن النظام الإيراني الآن يريد مقعداً على طاولة المفاوضات للمساعدة في ايجاد حل لحرب ساعد في التحريض عليها".
ومطلع الشهر الجاري، كشفت الإدارة الأمريكية عن اعتزامها إجراء مباحثات مباشرة مع مليشيات الحوثيين في اليمن، وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي للشرق الأدنى، ديفيد شنكر، خلال زيارة للسعودية الخميس الماضي، إنّ واشنطن تجري محادثات مع الحوثيين لمحاولة إيجاد حل للنزاع، متفاوض عليه ومقبول من الطرفين".
وأقر المبعوث الأمريكي، وهو مستشار سياسي رفيع في الخارجية الأمريكية، بنجاح إيران "في توسيع شبكة تهديداتها ووضعت نفسها كطرف قوي في شبه الجزيرة العربية"، مشيراً إلى تطبيق طهران أسلوبها الذي طبقته في الثمانيات في لبنان، وتمكنت خلاله من زرع دولة لحزب الله داخل الدولة اللبنانية.
وأضاف هوك "اليوم لا لبس في أوجه التشابه في النهج الذي تتبعه إيران تجاه اليمن. فكما فعلت في لبنان قبل أربعة عقود، تستخدم إيران اليمن لتوسيع نفوذها كقوة إقليمية. وقد سمحت المساعدات الإيرانية للحوثيين بتحدي سلطة الحكومة اليمنية بطرق لم تكن لتتحقق لولا ذلك".
وأوضح أن إيران زودت "الحوثيين بمئات الملايين من الدولارات وترسانة من الأسلحة المتطورة. وتدفقت الصواريخ المضادة للسفن والقوارب المحملة بالمتفجرات والألغام إلى اليمن، بفضل السيد خامنئي". مشيراً إلى قدرة الحوثيين على استهداف الدول الخليجية والمصالح الأمريكية فيها.
وقال هوك "إذا فشلت الولايات المتحدة في التصدي لاستراتيجية إيران الكبرى في اليمن، فإننا سنواجه مخاطر أكبر في المستقبل، بما في ذلك احتمال إضفاء الطابع اللبناني على البلاد".
وأشار إلى "تركيز إدارة ترامب على عكس مسار المكاسب الاستراتيجية لإيران في المنطقة كجزء من حملة "الضغط الأقصى".
وتابع "في اليمن، يتطلب ذلك اتفاقاً سياسياً شاملاً يجمع بين جميع الأطراف الشرعية لإنهاء الأزمة الإنسانية ومنع إيران من إرساء جذور عميقة".
ولفت المبعوث الأمريكي إلى أن إيران ليس لها "مصالح مشروعة في اليمن. ولا يملك الحوثيون سوى القليل من الأرباح والكثير ليخسروه من خلال مواصلة شراكتهم مع إيران".
وقال إن أمام الحوثيين خيارين "إما دعم جهد سياسي حقيقي من أجل السلام في اليمن والتمتع بالفوائد، أو الاستمرار في تعزيز العنف والنهوض بطموحات إيران الإقليمية".
وبحسب المبعوث الأمريكي فأن "فالأولى دعم الحوثيين لجهد سياسي وسلام سيجلب لهم الشرعية ويمنحهم مقعداً على الطاولة؛ والخيار الثاني سيؤدي إلى عزلة وإطالة معاناة الشعب اليمني".
وكانت المليشيات الحوثية أكدت في تصريحات لقياداتها استعدادها الإنخراط في مباحثات مباشرة مع أمريكا، مؤكدين أن قدراتهم العسكرية فرضت على الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بقدراتهم، فيما تحدثت قيادات أخرى، عن انزعاج طهران من الخطوة الأمريكية، وفرضها أحد المقربين منها كممثل للحوثيين في المفاوضات، بعد رفض واشنطن مشاركتها في أي جهود للسلام في اليمن، وهو ما أكده مقال المبعوث الأمريكي "برايان هوك".