تأثرت الأسواق المحلية لبيع المنتجات الزراعية للمزارعين في تهامة بمحافظة الحديدة, بسبب احتكار بيع الديزل في السوق السوداء بأسعار باهضه وإغلاق منافذ برية نتيجة الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من عام.
ويتهم مزارعو تهامة, ميليشيات الحوثي والمخلوع باحتكار مادة الديزل وبيعها في السوق السوداء عبر سماسرتهم لدعم جبهاتهم القتالية بالأرباح العائدة من هذه السوق التي تنتشر علناً في شوارع وجولات مدينة الحديدة ومراكز المديريات.
وشهدت أسواق المنتج المحلي للخضار والحبوب والفواكه في محافظة الحديدة اليمنية، تراجعا في عملية الطلب والشراء بسبب اغلاق بعض المنافذ البرية إلى دول الجوار التي كانت تعتبر متنفساً لمزارعي تهامة.
السوق السوداء
وأكد عدد من المزارعين ان احتكار مادة الديزل وبيعها في السوق السوداء بأسعار باهضه, أدى إلى توقف المزارع وذلك لعدم مقدرتهم على الشراء, ويقابله تراجع في الطلب لمنتجاتهم مما اضطر غالبيتهم إلى التوقف عن الزراعة.
وتعتبر محافظة الحديدة ذات أهمية استراتيجية، باعتبارها البوابة الغربية لليمن، وتطل على البحر الاحمر، وتشتهر بإنتاج عدد من المحاصيل الزراعية نظرا لخصوبة اراضيها.
وتشتهر منطقة "تهامة" بإنتاج الكثير من الخضروات والفواكه، وذلك لاعتماد غالبية سكانها على الزراعة، وتدر أرباحا كبيرة على المنتجين والتجار من المبيعات في السوق المحلية والتصدير للخارج قبل سيطرة ميليشيات الحوثي على مدينة الحديدة, واشتعال نيران الحرب في عدة مناطق يمنية ، وتأثرت اسواق الخضار بشكل كبير نتيجة الاضطرابات السياسية والصراع المستعر في البلاد، الامر الذي أدى إلى شل حركة الاسواق المحلية.
احتكار الحوثيين
وأكد "محمد يحيى دبيش" -أحد مزارعي منطقة الجاح – ان ارتفاع اسعار مادة الديزل واحتكارها من قبل ميليشيات الحوثي في السوق السوداء بأسعار مضاعفة وتراجع الاقبال على شراء منتجاتهم من الخضروات والفواكه التي تكدست في الاسوق, ولم يتمكنوا من تصديرها الى الخارج بسبب اغلاق منفذ الطوال البري الى المملكة العربية السعودية يسبب المواجهات المسلحة بالقرب منه، والذي كان من خلاله يتم تصدير المنتجات الزراعية الى الخارج, تسببت في اغلاق الكثير من المزارعين في تهامة لمزارعهم وتوقفهم عن مزاولة نشاط الزراعة واصبحوا عاطلين عن العمل بسبب الخسائر الفادحة والمتكررة في الزراعة.
من جهته يقول " سليم ناجي" -أحد الباعه- " للأسف الحركة التجارية شبه متوقفة، لان الزبائن كلهم نزحوا الى محافظات اخرى امنة، ولا يوجد تصدير المحاصيل الزراعية التي تتكدس يوما بعد اخر ثم تتلف، "مضيفا" ان نسبة الطلب والشراء تراجعت الى 40% مقارنة بالأعوام الماضية.
خسائر المزارعين
لم يعد للازدحام على بوابات الاسواق المركزية مكاناً كما كانت، والتي تعد من الاماكن التي يقبل عليها المزارعون بشكل يومي يعرضون فيه محاصيلهم على الدوام، عيونهم بدت حائرة جراء هذا التدهور الذي لحق بمنتجاتهم وأصبح خطرا يهدد وضعهم الاقتصادي.
تحدث "توفيق هادي" -عاقل احد الأسواق- بقوله " اصداراتنا توقفت بنسبة 90% تقريبا، نظرا لوجود منفذ وحيد وبعيد جدا عن المحافظة وهو منفذ الوديعة، لان أكثر الفواكه والخضروات تتلف وهي على الناقلات في الطريق، وتصل بعد مرور اكثر من يومين الى ثلاثة ايام، مما يتسبب في تلف البضاعة قبل وصولها.
ويضيف "هادي" كانت عملية التصدير تتم عبر منفذ "الطوال" وهو منفذ قريب ، وكنا نعتمد عليه لتصدير المحاصيل الزراعية، ولكن للأسف تم اغلاق المنفذ بسبب الحرب الدائرة في المنطقة.
وتتنوع شكوى المزارعين في منطقة "تهامة" من الأضرار التي لحقت بهم وبمحاصيلهم التي يغزوها التلف باستمرار، الامر الذي اجبرهم على التوقف عن العمل جراء غياب المشتقات النفطية واحجام كثير من المواطنين عن الشراء بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لكن البعض منهم ظل يصارع من اجل البقاء، ويبقى ذلك مرهون بصمت افواه البنادق وتوقف نزيف الرصاص.